تقرير: محمد عبيد الله
تركيا ترفع مستوى أمن السفن إلى أقصى حد
أعلنت المديرية العامة للملاحة البحرية التركية، اليوم الأحد، أنها رفعت أمن السفن التركية المبحرة بالقرب من الموانئ الأوكرانية والروسية إلى المستوى الأعلى.
جاء في بيان نشرته البحرية التركية: “مع الأخذ في الاعتبار آخر التطورات في شمال البحر الأسود، رفعنا كود ISPS (المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المرفئية) إلى المستوى الأمني الثالث للسفن التي ترفع العلم التركي والتي ستتوقف أو تبحر بالقرب من الموانئ في بحر آزوف والموانئ الأوكرانية والروسية في البحر الأسود”.
يذكر أن الدول تستخدم المستوى الثالث من رمز المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المرفئية (ISPS Code) عندما يكون وقوع حادث أمني محتملًا أو وشيكًا.
وأشار بيان البحرية التركية إلى وجود 271 بحارًا تركيًا على متن 22 سفينة تركية في الوقت الراهن، سبعة منها تبحر بالعلم التركي.
وكانت سفينة مملوكة لتركيا تعرضت لقنبلة قبالة ساحل “أوديسا” دون وقوع إصابات، بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا يوم الخميس الفائت.
أزمة أوكرانيا سيكون لها تأثير عميق على الاقتصاد التركي
يتوقع محللون أن تكون تركيا من بين أكثر الدول تضررا من تحول التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب فعلية اعتبارا من يوم الخميس.
قال تقرير نشره موقع “بيانيت” الإخباري التركي إن قطاعات التجارة والسياحة والتصنيع والزراعة في تركيا معرضة للخطر جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب أرقام معهد الإحصاء التركي، يبلغ حجم التجارة السنوية لتركيا مع روسيا 34.7 مليار دولار، و 7.4 مليار دولار مع أوكرانيا.
والمعطيات تشير إلى أن الصادرات التركية إلى روسيا تشمل الحمضيات والعنب والطماطم والآلات الزراعية لمعالجة هذه المنتجات، إلى جانب المنسوجات والإكسسوارات؛ في حين تشمل الواردات التركية من روسيا الغاز الطبيعي والنفط والفحم ومنتجات الصلب والألمنيوم والعديد من المنتجات الزراعية.
وأفاد الموقع أن أحد المنتجات المهمة المستوردة من روسيا هو القمح، حيث تستورد تركيا 64.6 في المائة من قمحها من روسيا، و13.4 في المائة من أوكرانيا، لافتًا إلى أن قيمة إجمالي واردات تركيا من القمح بلغت 1.8 مليار في عام 2021.
وذكر الموقع أن المنتج الآخر المستورد من روسيا هو عباد الشمس، إذ تستورده تركيا من روسيا بنسبة 65.5 في المائة، ومن أوكرانيا بنسبة 4.2 في المائة لتتم معالجته محلياً.
الطاقة والسياحة هما القطاعان الأكثر أهمية في اعتماد تركيا على روسيا، فقد استوردت ما لا يقل عن 33.6 في المائة من الغاز الطبيعي في عام 2021، وشكل السياح الروس 15 في المائة من جميع زوار تركيا، وبلغت عائداتها من السواح الروس 24.5 مليار دولار في 2021.
وأكد الموقع أن هذين القطاعين سيكون لهما تأثير كبير على العجز الحالي لتركيا، حيث سيؤدي ارتفاع أسعار النفط جراء الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى زيادة هذا العجز، كما أن انخفاض عائدات السياحة سيتمخض عنه خسارة من الصعب تعويضها.
من جانب آخر، تبني شركة روسية مملوكة للدولة أول محطة للطاقة النووية في جنوب تركيا (محطة أكويو) بتكلفة تزيد عن 20 مليار دولار، وفي المقابل، حاز المقاولون الأتراك على مشاريع بناء بقيمة 11.2 مليار دولار في روسيا عام 2021.
أردوغان يواجه موقفا صعبا بين الغرب وروسيا
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإجراءات “غير الفعالة” التي اتخذتها واشنطن وبروكسل ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، متهمًا إياهما بالفشل في اتخاذ خطوات جادة، لكن بلاده باتت العضو الوحيد الذي امتنع عن التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا.
بحسبما نقلته وكالة الأناضول الرسمية التركية، فإن أردوغان قال للصحفيين يوم الجمعة: “إن الاتحاد الأوروبي، وكذلك جميع المحافل والمؤسسات الغربية الأخرى لم تتخذ للأسف موقفا جادا وحاسما في الوقت الحالي تجاه حرب أوكرانيا”.
في تصريحات أدلى بها قبيل قمة الناتو بشأن أوكرانيا، دعا أردوغان حلف الناتو إلى إظهار مزيد من التصميم، وعدم الاكتفاء بمجرد الإدانة عبر الخطابات، لكن تركيا امتنعت يوم الجمعة عن التصويت على تعليق عضوية روسيا في معظم هيئات مجلس التعاون في أوروبا.
كما اتهم أردوغان جميع الدول الأوروبية بالاكتفاء بتقديم “نصائح سخية” لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن مجرد المشورات والنصائح لن يغير شيئًا من واقع الأمر.
وكان الناتو نشر بيانًا عقب القمة الطارئة يوم الجمعة وصف فيه الأزمة بأنها “أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود”، مدينًا بأقوى العبارات الممكنة الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وأكد البيان الأطلسي أن الخطوة من شأنها تحطيم السلام في القارة الأوروبية بشكل أساسي، منوهًا بأن العالم سيحاسب روسيا باعتبار أنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الصراع.
تركيا تتواصل مع أوكرانيا والناتو عقب الغزو الروسي
تستمر تركيا في اتصلاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي بعد تحول التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب، لكنها تحتاط في تصريحاتها الخاصة بروسيا حفاظًا على سياسة الباب المفتوح.
ذكرت صحيفة “حريت ديلي نيوز” صباح الجمعة أن تركيا عززت دبلوماسيتها مع أوكرانيا وحلفائها في الناتو عقب الغزو الروسي، ناقش في هذا الإطار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت متأخر من يوم الخميس.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تحدث مع كل من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين، ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
من جانبه، شكر الوزير بلينكين تركيا على دعمها القوي والصريح في الدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، بحسبما كتبته الصحيفة.
وقالت حريت ديلي في خبرها إن جاويش أوغلو أبلغ وزير الخارجية الأوكراني كوليبا أن بلاده ترفض الغزو الروسي لأوكرانيا وتواصل دعم وحدة أراضيها.
من جانبه، تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي لويد أوستن ونظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، ناقش الطرفان خلاله آخر التطورات في أوكرانيا، بالإضافة إلى قضايا الدفاع والأمن في البلدين والمنطقة.
رغم هذه الاتصالات مع الغرب، إلا أن وزير الخارجية التركي أعلن أن بلاده امتنعت يوم الجمعة عن التصويت على تعليق عضوية روسيا في معظم هيئات مجلس التعاون في أوروبا.
وقال الوزير في مقابلة مع تلفزيون “إن تي في” التركي: “أثناء التصويت في ستراسبورغ (مقر مجلس أوروبا) اختارت تركيا الامتناع عن التصويت.. لا نريد قطع الحوار مع روسيا”.
منظمات تركية حقوقية تدين الحرب الروسية في أوكرانيا
أدانت منظمتان بارزتان لحقوق الإنسان في تركيا الغزو الروسي لأوكرانيا، داعيتين إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الطرفين.
في بيان مشترك نشر يوم الجمعة، وصفت مؤسسة حقوق الإنسان (TİHV) وجمعية حقوق الإنسان (İHD) الغزو الروسي بأنه “ينذر بالخطر للبشرية جمعاء”، كما ينذر بصدمات أكبر قادمة.
وأكد البيان أن تاريخ البشرية حافل بأمثلة على كيفية تسبب الحروب في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما الحق في الحياة، وصدمات كبيرة، ودمار اقتصادي واجتماعي.
ودعا بيان المنظمتين التركيتين روسيا إلى الإنهاء الفوري للهجوم على أوكرانيا واحتلالها، والعودة إلى الطرق السلمية لحل النزاع، وحماية الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان، في وقت تواصل القوات الروسية شن هجمات شرسة في جميع أنحاء أوكرانيا.
كما طالبت المنظمتان حلف شمال الأطلسي والأطراف الثالثة الأخرى في النزاع بالامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد الصراع، وتجنب أي خطوة من شأنها “تسريع سباق التسلح” في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدان روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا وحثها على قبول الوساطة التركية في الصراع، لكن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي رفضت المشاركة مع شركائها الغربيين في أي نظام عقوبات ضد روسيا أو الانضمام إلى طلب أوكرانيا إغلاق البحر الأسود أمام السفن الحربية الروسية.
Rusya, Ukrayna işgaline derhal son vermelidir! ‘Yaşamı Ateşe Vermeyin!’
📢İHD – TİHV: Rusya, Ukrayna işgaline derhal son vermelidir!
📌Ortak açıklama: https://t.co/elPRIv38fc
‘yaşamı ateşe vermeyin
insanlar barışa barışa…’🕊🕊🕊 #barış pic.twitter.com/il3ulqmIk9
— TİHV-HRFT (@insanhaklari) February 25, 2022
تركيا تطالب روسيا بوقف غزو أوكرانيا
أفادت تقارير تركية أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طلب من نظيره الروسي سيرجي لافروف إنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية أجراها يوم السبت.
بحسبما نقلته صحيفة “حريت ديلي نيوز”، فإن مصدرًا دبلوماسيًا في أنقرة، رفض الكشف عن اسمه، قال إن جاويش أوغلو أبلغ لافروف بأن تصعيد التوترات العسكرية لن يفيد أحداً.
وذكر المصدر ذاته أن جاويش أوغلو أعلن استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في حال اتفاق الطرفين، بعد أن عرض الرئيس التركي في وقت سابق الوساطة بين الطرفين.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعازيه في خسائر الأرواح في الهجوم الروسي، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
كما دعا أردوغان في اتصاله الهاتفي إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر المادية والمعنوية في أوكرانيا.
دعوات للإفراج عن مدرس مريض اعتقل تعسفيا
أفاد مركز “ستوكهولم” السويدي للحرية أن زوجة مدرس مسجون طالبت السلطات التركية بإطلاق سراح زوجها المريض في رسالة إلى نائب حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق جرجرلي أوغلو.
قالت سيفلاي أونيش إن زوجها أونال أونيش، البالغ من العمر 65 عامًا، يعاني من مرض مزمن في القلب، وخضع لزرع دعامة أثناء وجوده في السجن، ويعاني أيضًا من مرض السكري المتقدم.
وتابعت سيفلاي أن زوجها على الرغم من مشاكله الصحية يظل محتجزًا في زنزانة معزولة لا تسع إلا لشخص واحد منذ اعتقاله في 4 نوفمبر 2017، وقالت: “في كل مرة أزور فيها زوجي أرى أن صحته تدهورت أكثر من السابق.. طلبت نقله إلى زنزانة عادية لينضم إلى رفقائه الآخرين لكن جميع الطلبات رُفضت”.
يذكر أن السلطات التركية ألقت القبض على على أونيش بسبب صلته المزعومة بحركة الخدمة، ثم صدر حكم عليه بالسجن 8 سنوات و6 أشهر في أرضروم شرق تركيا، وذلك بناءًا على تقديمه مساعدات مالية إلى جمعية “هل من مغيث” (Kimse Yok Mu) الخيرية، التي أغلقت بموجب مرسوم حكومي بعد محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو 2016.
كما ذكرت سيفيلاي أونيش أنها هي الأخرى تعرضت للسجن لمدة عامين ونصف، أصيبت خلالها بسرطان المبيض، وذلك للتهم ذاتها التي توجه إلى زوجها.
وفقًا لجمعية آي إتش دي (İHD) الأبرز في مجال حقوق الإنسان في تركيا، فإن السجون تضم أكثر من 1605 سجناء مرضى اعتبارًا من يونيو 2020، منهم حوالي 600 في حالة حرجة، وترفض السلطات الإفراج عنهم رغم أن معظمهم مصابون بأمراض خطيرة ولديهم تقارير الطب الشرعي التي تعتبرهم غير لائقين للبقاء في السجن.
يذكر أنه في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020، توفي خمسة سجناء في حالة حرجة جراء رفض لإطلاق سراحهم في الوقت المناسب لتلقي العلاج الطبي المناسب، كما أن نصرت موغلا ويوسف بكمزجي الذين تجاوز عمرهما 83 عامًا توفيا في السجن في وقت سابق من هذا الشهر بعدما رفضت السلطات الإفراج عنهما لتلقي العلاج.