أنقرة (زمان التركية) – منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرموز الدينية والثقافية اليهودية الفرصة للعودة مجددا، لكنها لم تطمئن تمامًا بزوال “معاداة السامية” في البلاد.
ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد أن المواقع الثقافية اليهودية في تركيا شهدت نوعا من النهضة في عهد أردوغان، مشيرة إلى أن المعابد اليهودية في جميع أنحاء تركيا تلقت أموالاً لصرفها في عمليات التجديد، وأن الحكومات التركية سمحت للجالية اليهودية بتنظيم فعاليات ثقافية في البلاد التي تضم ما بين 15 ألفًا و21 ألف يهودي، وفقًا لمنظمات يهودية.
وأفادت الصحيفة أن المواقع الثقافية اليهودية في تركيا بدأت تحصل على دعم مباشر من الحكومة أو البلديات التي تقودها الأحزاب المعارضة.
الصحيفة لفتا إلى أن تجديد أربعة من المعابد اليهودية التسعة مؤخرًا، في مدينة إزمير غرب تركيا بمساعدة من البلدية التي يديرها حزب الشعب الجمهوري المعارض.
يذكر أن تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل في عام 1949، ثم تطورت العلاقات بين الدولتين إلى أن أصبحتا حليفين مقربين في التسعينيات، غير أن عدد السكان اليهود الأتراك انخفض بشكل حاد مع زيادة الهجرة إلى إسرائيل في العقود اللاحقة.
ويزعم محللون أن أردوغان يستهدف من خلال الدعم المقدم للمراكز اليهودية في بلاده إزالة الاتهامات الموجهة إليه بمعاداة السامية التي تجددت في الصيف الماضي بعدما انتقد بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة والقدس عندما اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية المسجد الأقصى.
بعد عقد من العلاقات السيئة، تحرك أردوغان لتحسين العلاقات مع إسرائيل، إذ من المقرر أن يزور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تركيا في 9 مارس المقبل ليكون أول زعيم إسرائيلي يقوم بمثل هذه الزيارة منذ قدوم الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز إلى أنقرة وإلقائه كلمة في البرلمان التركي.
رغم مساعي حكومة حزب العدالة والتنمية للحصول على الدعم الإسرائيلي والليوبي اليهودي القوي في الولايات المتحدة لكسر عزلتها العالمية ودعم الاقتصاد التركي المتعثر، إلا أن استطلاعات الرأي تُظهر أن 60.5% من الأتراك ينظرون إلى إسرايئيل بنظرة سلبية ويعتبرونها تهديدًا. والتنمية الحاكم 25.6 في المئة، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 22 في المئة وحزب الخير على 10.3 في المئة وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي على 9.8 في المئة وحزب الحركة القومية على 6.5 في المئة وحزب الديمقراطية والتقدم على 1.6 في المئة وحزب المستقبل على 0.8 في المئة وحزب السعادة على 0.4 في المئة والأحزاب الأخرى على 0.8 في المئة.
وبلغت نسبة المقاطعين للانتخابات نحو 12.4 في المئة، في حين بلغت نسبة من لم يحددوا موقفهم الانتخابي بعد 10 في المئة.
وعكس استطلاع الرأي تقارب نسب دعم تحالفي الجمهور الحاكم والشعب المعارض، حيث بلغت نسبة دعم تحالف الجمهور الحاكم نحو 41 في المئة، بينما سجلت نسبة دعم تحالف الشعب المعارض 59 في المئة.
من جانبه أشار جان سلجوقي، مدير معهد البحوث الانتخابية، إلى تزايد نسبة المحتجين، مفيدا أنها المرة الأولى التي تتفوق فيها نسبة الأصوات المقاطعة على نسبة من لم يحددوا موقفهم الانتخابي بعد.
وأضاف سلجوق أن ناخبي الحزب الحاكم باتوا يشكلون نسبة كبيرة من المقطعين، قائلا: “بالنظر إلى الناخبين خلال الفترة بين عامي 2011 و2018 نرى أن نسب المشاركة في الانتخابات تتراجع بتراجع أصوات الحزب الحاكم في المناطق التي يتمتع فيها بالنفوذ الأكبر، فناخبو الحزب الحاكم الغاضبون يفضلون المقاطعة في حال عدم توفر بديل مناسب. إن استمر الأمر على هذا المنوال فسيصبح حث الناخبين على المشاركة أكبر العقبات أمام الحزب الحاكم في انتخابات عام 2023”.