أنقرة (زمان التركية)ــ تزايد في تركيا مؤخرًا الإعلان عن عمليات مصادرة مخدر الكوكايين القادم من الخارج، مما يثير مخاوف من تحول تركيا إلى بلد لعبور المخدرات.
المحللان التركيان أيكان أردمير وكورشات جوك، نشرا مقالا مشتركا في مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية نصف الشهرية، مسلطين فيه الضوء على عمليات مصادرة الكوكايين في تركيا.
ذكر المقال أن السلطات صادرت في يونيو الماضي 1.3 طن من الكوكايين مخبأة في شحنة “موز” قادمة من الإكوادور إلى ميناء مرسين جنوب تركيا، ونصف طن آخر من الكوكايين مخبأ في شحنة أخرى إلى الميناء ذاته قادمة من من أمريكا الجنوبية، لافتين إلى أن الحادثين يتجاوزان وحدهما الإجماليات السنوية للكوكايين المضبوطة في تركيا منذ بضع سنوات.
كتب المحللان أن تحول تركيا بالفعل إلى دولة مخدرات سيؤدي إلى تزايد الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال في المنطقة، بينما يقدم ذلك في الوقت نفسه للجهات الفاعلة غير الحكومية “فرصًا أكبر لاستغلال” تركيا.
تصدّر زعيم المافيا التركي سادات بكر عناوين الصحف الدولية العام الماضي، بسبب مزاعمه عن العلاقات بين الحكومة والمافيا، فضلاً عن صلة أنقرة بشبكة تهريب المخدرات التي تمتد إلى أمريكا الجنوبية.
وفق سادات بكر المقيم في الإمارات حاليا، أصبحت تركيا – التي كانت طريقًا رئيسيًا منذ فترة طويلة لتجارة الهيروين- مركزًا رئيسيًا للكوكايين في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفقًا لأرديمير وجوك، فإن التقارير والبيانات على مدى السنوات القليلة الماضية تؤكد مزاعم بكر، وأشار المحللان إلى أن الشرطة التركية صادرت حوالي 2.8 طن من الكوكايين في عام 2021، بعد أن صادرت 1.5 طن في عام 2018.
وأضاف المحللان التركيان: “هذه الأرقام هي مجرد غيض من فيض، ولا تشمل جميع شحنات الكوكايين المتجهة إلى تركيا، هذا فقط ما تم الاستيلاء عليها في موانئ الخروج بأمريكا اللاتينية”، مشيرين إلى أن الشرطة الكولومبية صادرت في يونيو الماضي 4.9 طنًا من الكوكايين في الميناء الجنوبي الغربي للبلاد، قبل وصولها إلى ميناء آمبارلي في اسطنبول.
قبل شهر واحد فقط، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن السلطات في بنما صادرت 1.3 طن من الكوكايين في طريقها من ميناء بويرتو بوليفار ، أكبر ميناء في الإكوادور، إلى مرسين جنوب تركيا.
وأكد المحللان أيكان أردمير وكورشات جوك أن الكوكايين يتم شحنه إلى تركيا من ميناء بويرتو بوليفار في الإكوادور، الذي فازت شركة تركية مدعومة من أردوغان بمناقصة لمدة 50 عامًا في عام 2016، مما يثير المزيد من “الشكوك حول تواطؤ المسؤولين الأتراك” مع المتورطين في هذه التجارة.
كتب إردمير وجوك أن اقتصاد تركيا المتعثر وحاجتها المتزايدة للعملة الأجنبية وسط استنفاد صافي الاحتياطيات الأجنبية لبنكها المركزي يجعل النخبة السياسية في البلاد أكثر انسياقًا لجاذبية “الدولارات المخدرة”، على حد تعبيرهما.