برلين (زمان التركية)ــ سلط تقرير صحفي ألماني الضوء على تزايد التحقيقات والاعتقالات في تركيا بحق المواطنين بتهمة “إهانة رئيس الجمهورية” منذ أن أصبح رجب طيب أردوغان رئيسًا للبلاد في عام 2014.
آخر ضحايا هذه التهمة في تركيا، سباح أولمبي سابق نشر عبر تويتر، تعليقًا على إصابة أردوغان بمتحور أمويكرون.
في تقرير بعنوان “تركيا تنظم قانونًا للدفاع عن شرف أردوغان”، أفادت وكالة “دويتشه فيله” الألمانية أن الغموض الذي يكتنف تعريف جريمة “إهانة رئيس الجمهورية” يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لتوجيه هذه التهمة إلى أي شخص معارض أو مختلف مع السلطة الحاكمة.
ونقلت الوكالة عن أستاذ القانون بجامعة بيلجي في إسطنبول يامان أكدنيز قوله إن القانون المتعلق بتهمة إهانة الرئيس، ترقى إلى مستوى مضايقة حتى من هم دون سن 18 عامًا، معتبرًا أن هذا النهج هدفه السعي لترويع الناس وإسكات النقد السياسي ضد الحكومة.
ولخص أكدنيز الوضع الراهن في تركيا، قائلا: “إما يجب عليك أن تلتزم الصمت أو تخضع للمحاكمة”، مؤكداً أن حرية التعبير في تركيا معرضة لخطر جسيم مع تزايد محاولات الترهيب لمن لا يحمل الفكر ذاته مع حكومة حزب العدالة والتنمية.
واستشهدت دويتشه فيله بعدد من القضايا أبرزها الصحفية المعروفة صدَفْ كاباش التي اعتقلتها السلطات الشهر الماضي بتهمة “إهانة أردوغان”، ومن ثم رفع أردوغان ضدها دعوى تعويض بلغت قيمتها 18.5 دولار.
تم توجيه الاتهام لصحفية التركية بسبب المثل الشركسي، الذي قالته: “عندما يدخل الثور إلى القصر لا تصبح ملكًا ولكن القصر يصبح حظيرة”.
والمثال الآخر الذي استشهدت به الوكالة هو مذكرة اعتقال أصدرتها المحاكم التركية بحق اللاعبة الأولمبية ديريا بويكونكو، بدعوى نشرها “رسائل إجرامية على شبكات التواصل الاجتماعي”.
كما لفتت الوكالة إلى أن من هم خارج تركيا ليسوا في مأمن من الملاحقة القضائية، مشيرة إلى قضية الممثل الكوميدي الألماني يان بومرمان، الذي رفع محامو أردوغان شكوى ضده بتهمة إهانة الرئيس في عام 2016.
يذكر أن عدد الدعاوى المتعلقة بتهمة إهانة الرئيس زادت بنسبة 9000% منذ عام 2010، وفقًا لتقرير نشرته المعارضة التركية في عام 2021 بناءً على بيانات رسمية لوزارة العدل.
بلغ عدد التحقيقات التي فتحتها السلطات في تركيا خلال 6 سنوات بتهمة إهانة الرئيس ما يزيد عن 160 ألف تحقيق، وفق ما أفاد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري محرم أركاك.
ذكر أركاك أن الفترة بين عامي 2016 و2020 شهدت 160 ألف و169 تحقيق بتهمة إهانة الرئيس وأن عدد القضايا المدنية التي تم رفعها خلال الفترة عينها بلغ 35 ألف و507 دعوى قضائية لافتا إلى أن هذه الفترة شهدت محاكمة 1107 طفل استنادا على هذه التهمة.