تقرير: محمد عبيد الله
أردوغان يضيق الخناق على الإعلام بدعوى حماية “القيم الوطنية”
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسائل الإعلام من نشر ما سماه “محتويات مضرة بالقيم الجوهرية للبلاد”، بهدف الحفاظ على “الثقافة الوطنية”، وذلك في إشعار نشرته الجريدة الرسمية.
وبحسب الإشعار، ستتخذ الحكومة التركية إجراءات قانونية ضد كل نشاط علني أو خفي لوسائل الإعلام يقوض القيم الوطنية والأخلاقية ويهدم الأسرة والبنية الاجتماعية.
يذكر أن منظمة “فريدوم هاوس” صنفت تركيا على أنها “غير حرة” في مؤشر الحرية في العالم لعام 2021، مؤكدة أن حكومة أردوغان واصلت توسيع محاولاتها الرامية إلى السيطرة على مصادر الأخبار والمعلومات على الإنترنت.
تقرير للمعارضة يكشف حجم انتهاكات أردوغان لحقوق الإنسان
أصدر سيزجين تانريكولو، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض ونائب رئيس لجنة التحقيق البرلمانية لحقوق الإنسان، تقريره السنوي عن انتهاكات الحقوق في تركيا عام 2021.
أكد تانريكولو أن العام الماضي شهد انتهاك حق الحياة لـ2964 مواطنًا، وتعرض 3145 مواطنًا للتعذيب وسوء المعاملة، مؤيدًا معطياته بتقارير ودراسات منظمات حقوقية، مثل جمعية حقوق الإنسان (İHD) ومنظمة العفو الدولية واتحاد الصحفيين في تركيا.
استمر النهج التقييدي للحكومة تجاه الحق في التجمع والتظاهر طوال عام 2021، حيث كشف التقرير أن ضباط إنفاذ القانون تدخلوا فيما لا يقل عن 334 اجتماعًا ومظاهرة سلمية، مما أسفر عن توقيف 3500 على الأقل، واعتقال 325 مواطنًا، بينهم 12 طفلاً.
كما أفاد التقرير قيام حكام الولايات بحظر الاحتجاجات السلمية لنشطاء حقوق المرأة والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمحامين وأحزاب المعارضة السياسية 57 مرة على الأقل في 26 مدينة، مشددًا على أن 3 آلاف طفل قابعون في السجون مع أمهاتهم، على أن 800 منهم تحت السنّ الثالثة.
وكذلك تعرض 26 صحفيًا ومقدم برامج للعنف في عام 2021 بسبب عملهم، وخضع 250 صحفيا للمحاكمة في 130 قضية، مما أفضى إلى اعتقال ما لا يقل عن 50 شخصا منهم.
ووثق التقرير 925 حالة سوء معاملة وتعذيب في سجون تركيا، مشيرًا إلى أن المدعين العامين يتجنوبون إجراء تحقيقات فعالة في مثل هذه الادعاءات، وسط ثقافة منتشرة للإفلات من العقاب لأفراد قوات الأمن والموظفين العموميين.
وتابع تقرير نائب حزب العشب الجمهوري تانريكولو أن 200 شخص تعرضوا للاعتقال لممارستهم حريتهم في تكوين جمعيات، ولفت إلى انتهاك حرية التعبير في 386 حالة فردية، والحكم على ما لا يقل عن 92 شخصًا، بينهم 41 صحفيًا وكاتبًا وناشرًا، بالسجن أو غرامات قضائية بسبب خطبهم أو تصريحاتهم.
وأظهر التقريبر أن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون فرض ما مجموعه 71 غرامة تعسفية وتعليق مؤقت لبث وسائل الإعلام المعارضة، من بينها خلق تيفي (Halk TV) وقناة تيله 1 (Tele 1) وفوكس تيفي، لمجرد أنها تنشر محتوى ينتقد حكومة حزب العدالة والتنمية.
التقرير نوه أيضًا بأن الصحف المعارضة، مثل “جمهوريت” و”إيفرينسل” و”بيرجون” و”سوزجو” واجهت الحرمان من الإعلانات العامة لمدة 115 يومًا.
أردوغان يعتزم إقالة كل من لا يدين له بالولاء المطلق!
أثار قرار استقالة وزير العدل في تركيا عبد الحميد جول، بعد شهرين من استقالة وزير المالية لطفي علوان، ترقبًا في الأوساط السياسية لإقالة وزراء آخرين.
زعمت صحيفة “جمهوريت” احتمالية توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تغييرات وزارية مفاجئة بشكل تدريجي مثلما حدث مع جول ولطفي علوان، مرجحة أن تشمل التغييرات كلاً من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير السياحة والثقافة محمد نوري أرصوي، ووزير الصحة فخر الدين كوجا، ووزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي.
وكان الكاتب المخضرم فهمي كورو قال في مقال تحليلي له نشره في موقعه الإلكتروني الشخصي إن هدف الإقالات والتعيينات الجديدة مؤخرا هو أن أردوغان لا يريد العمل إلا مع أشخاص يدينون بالولاء المطلق له دون مناقشة لأوامره في أي شيء، نظرًا لأنه يستعد لخوض حرب ضروس مع كل خصومه في الداخل والخارج قبيل انتخابات 2023 الحاسمة.
تركيا: 92% من الأطفال المصابين بالتوحد محرومون من التعليم
كشقت نائبة حزب الشعب الجمهوري التركي سيبل أوزدمير، استنادًا إلى دراسات منظمات غير حكومية، أن هناك ما يقرب من 500 ألف طفل مصابين بالتوحد في الفئة العمرية 0-19 في جميع أنحاء تركيا، وأن 92% منهم لا يحصلون على التعليم.
جاءت تصريحات النائبة المعارضة أوزدمير بعد أن أعلنت وزارة التعليم عن تسجيل 41854 تلميذاً من المصابين بالتوحد في نظام المدارس الإلكترونية.
النائبة أوزدمير نقلت قضية حق الأطفال المصابين بالتوحد في التعليم إلى أروقة البرلمان، إذ قدمت استجوابًا برلمانيًا لوزير التربية والتعليم محمود أوزير، ليعلن الأخير أن تركيا تضم 41854 تلميذاً تم تشخيصهم بالتوحد في نظام المدارس الإلكترونية، وأن 19357 مدرسًا تعاملوا مع هؤلاء التلاميذ في 1521 مؤسسة تعليمية خاصة في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت النائبة أوزدمير، نقلاً عن دراسات أجرتها منظمات غير حكومية، أن هناك ما لا يقل عن 150 ألف طفل مصابين بالتوحد في الفئة العمرية 0-14 في جميع أنحاء تركيا، مشيرة إلى أن 500 ألف طفل في الفئة العمرية 0-19 ينتظرون التعليم، وأن 92%من الأطفال لا يشاركون في نظام التعليم.
في حين قال الوزير محمود أوزر إن وزارته تعمل على تحسين اندماج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتًا إلى افتتاح 638 غرفة دعم و174 فصلًا للتربية الخاصة، لكن النائبة رأت العدد قليلا جدا عند النظر إلى المعايير الأوروبية في هذا الصدد.
وقالت النائبة أوزدمير: “بصرف النظر عن جودة التعليم، يحصل الأطفال المصابون بالتوحد على ساعتين فقط من التعليم في الأسبوع، بينما يتم توفير 40 ساعة من التعليم في أوروبا. ولذلك، فإن حق الأطفال المصابين بالتوحد في الوصول إلى التعليم الجيد ينتهك بشكل خطير في تركيا”.
أردوغان يستغل طفلاً لإهانة زعيم المعارضة
اعتبر حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، طلب الرئيس رجب طيب أردوغان بإحضار صبيٍّ إلى المنصة ومدّ الميكروفون إليه ليوجه إهانات لرئيس الحزب كمال كيليجدار أوغلو “استغلالا للأطفال لأغراض سياسية”.
فقد حضر أردوغان حفل الافتتاح في مسقط رأسه طرابزون المطلة على البحر الأسود، وبعدما ألقى كلمته أعطى الميكروفون لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات فقط ليقول: “تعرفون من هو السيد كمال الذي ينافس عمّي الرئيس أردوغان؟ إنه خائن خائن! الرجل أردوغان هنا! هو أفضل رجل! صوتوا لصالحه”، ليتضاحك أردوغان والوزراء الحاضرون.
في تعليقه على الحادث، قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في تغريدة نشرها أمس الأحد: “إن دفع طفل إلى وصف رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة بـ”الخائن” يظهر غياب الأدب والأخلاق في السياسة. أنا أدين هذا الشو الذي حدث في مسقط رأسي (طرابزون). لكني أعتقد أن أهالي طرابزون الطيبين لن ينساقوا وراء هذه المشاعر السيئة”، على حد تعبيره.
في حين قال رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أنجين أوزكوتش: “إن الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، مرعب للغاية؛ لأنه يدل على أن أردوغان بدأ يستغل حتى الأطفال في سبيل حماية مقعده.. يا أردوغان لا تضحِّ بالأطفال!”، على حد قوله.
بينما حذر زعيم حزب الشعب الجمهوري كيليجدار أوغلو المواطنين من استخدام أي كلمات مسيئة للطفل البريء الذي أهانه، حيث قال في تغريدة على تويتر: “أرجوكم لا تنشروا الفيديو الخاص بابننا الصغير، ولا تتحدثوا عنه بالسوء. إنه مجرد طفل صغير. كما أطالب جميع الهيئات التابعة لحزبنا بالتصرف كما تتطلبه المبادئ النفسية الخاصة بتعليم وتربية الأطفال دون الاستسلام للمشاعر”.
يشار إلى أنه بدأ العد التنازلي للانتخابات المقبلة في تركيا المقرر إجراؤها عام 2023 وسط أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، مما يحمل أردوغان على استغلال كل الوسائل الممكنة لزيادة شعبيته بعدما كشفت استطلاعات الرأي العام تراجعها إلى أقل من 35%.
3250 شرطيًّا تركيًّا لأمن بطولة كأس العالم في قطر
أفادت الأنباء أن تركيا سترسل 3250 شرطيًّا إلى قطر من أجل القيام بمهمة أمن بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في نهاية 2022.
بحسب تقرير نشرته صحيفة “جمهوريت”، قررت الحكومة إرسال 3000 من شرطة مكافحة الشغب، و100 من شرطة العمليات الخاصة، و50 شرطيًّا خبيرًا في المتفجرات، بالإضافة إلى 50 كلبًا مدربًا على اكتشاف القنابل، و30 كلبًا ومدربًا من شرطة مكافحة الشغب.
كما أكد التقرير أن الشرطة التركية ستخضع للقوانين القطرية أثناء إقامتهم في قطر وأدائهم مهمة أمن بطولة كأس العالم لكرة القدم، مشيرًا إلى أن عدد الشرطيين الأتراك قابل للزيادة في حال توصل المسؤولين الأتراك والقطريين المعنيين إلى ضرورة ذلك.
باباجان: الانتخابات المقبلة ستكون صدمة لحزب أردوغان
زعم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي علي باباجان أن نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة ستشكل صدمة كبيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
قال زعيم حزب الديمقراطية والتقدم المعارض إن حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان فقد “الصلة العاطفية” التي تربطه بالمواطنين، مضيفًا أن الناخبين يبحثون عن بديل أفضل وسوف يقفزون من سفينته إلى أحزاب المعارضة.
وأضاف باباجان قائلا: “نحن نزور المدن والبلدات التي يحصل فيها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على أكبر قدر من الدعم الشعبي، ونرى الحقيقة بأم أعيننا. لذا أعتقد أن الانتخابات القادمة ستكون استطلاع الرأي الحقيقي الذي سيكشف عن مفاجآت كبيرة للحزب الحاكم”.
وأكد باباجان، المنشق من حزب العدالة والتنمية، أن الشعب التركي يبحث عن خيار أفضل من حزب العدالة والتنمية.
جدير بالذكر أن استطلاعات الرأي تدل على أن أردوغان يخسر قوته الشعبية تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة يوما بيوم، بحيث تجاوز معدل التضخم 35%، وفقًا للأرقام الرسمية، علمًا أن الأرقام غير الرسمية تشير إلى معدل أعلى من ذلك بكثير.