السويد (زمان التركية) – نشر موقع نورديك مونيتور السويدي تقريرا موثقا بالصور يكشف أن وقفا أسسه بلال نجل الرئيس رجب طيب أردوغان يقوم بتدريب الجهاديين داخل تركيا.
كشفت الصور المسربة من الأرشيف السري لوقف توجفا TÜGVA عن معسكرات تستهدف الشباب في تركيا وذوي الأصول التركية في أوروبا والولايات المتحدة.
وتشمل الصور شباناً يقفون تحت راية جهادية ويتلقون محاضرات من رجال دين ويضعون علامة يد بإصبع السبابة يشير إلى الأعلى
على غرار الجهاديين في تنظيمي القاعدة و(داعش).
تنظم المعسكرات التدريبية من قبل مؤسسة وقف شباب تركيا “توجفا” ويرأس هذه المؤسسة نجل الرئيس بلال أردوغان كما تعمل المؤسسة بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات التركية ووزارة الخارجية التركية.
الصور التي تم تسريبها حفظت في ملف باسم “Action Camp” وتضمن الملف 12 صورة تم أرشفتها للتداول الداخلي، تم تقديمها إلى أعضاء مجلس الإدارة مما يعني أن النشاط تمت الموافقة عليه من قبل الإدارة العليا للمؤسسة، بالإضافة إلى وثائق أخرى.
وفق “نورديك مونيتور” البيانات الداخلية التي تم تسريبها أيضًا من أرشيف المؤسسة، يدلل على طموحات الرئيس التركي ونجله في تدريب الشباب وتعبئتهم من أجل استخدامهم لأهداف سياسية في تركيا وخارجها.
وتحمل معظم الوثائق المسربة توقيع محمود أمين يالجينكايا سكرتير إسماعيل إيمانت رئيس TÜGVA الذي يشغل الآن منصب عضو في المجلس الاستشاري الأعلى للمؤسسة. وقد اعترف أنس أمينو الرئيس الحالي للمؤسسة بأنه تم تسريب الوثائق من داخل المؤسسة وهو ما يؤكد صحة تلك الوثائق.
يظهر الشباب في بعض الصور وهم يقفون تحت لافتة نقلت آية من القرآن يساء تفسيرها ويستخدمها الجهاديون باعتبار أنها تبرر العنف المسلح الذي يمارسونه، وهي الآية 78 من سورة الحج: “جاهدوا في سبيل الله … ” وأسفلها كتب “إنه هو من اختاركم”.
ظهر في الصور أيضا نورد الدين يلدز، قد ذكر الموقع في تقرير سابق أنه أحد رجال الدين المدعوين إلى معسكر TÜGVA وهو رجل دين تركي جهادي ويدعو إلى الجهاد المسلح، ويصف الديمقراطية بأنها نظام للكفار ويقول إنه لا يمكن استخدامها إلا كوسيلة للخداع للوصول إلى السلطة، وهو نفس الشخص الذي كان وراء تطرف ضابط الشرطة الجهادي الشاب الذي اغتال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف في ديسمبر 2016، إلا أن الحكومة التركية قامت بحمايته من الملاحقة القضائية.
باستخدام المنظمة غير الحكومية التي يديرها نجل اردوغان بالإضافة إلى الجماعات الأخرى المتحالفة معه شرع الرئيس أردوغان في تكوين جيل جهادي من الشباب في تركيا حيث تدير الجماعات مدارسا وبيوتا للطلاب في تركيا، كما تعاقدت المؤسسة مع الحكومة لإلقاء خطب في المدارس العامة وتوزيع كتب إسلامية تدعو إلى العنف.
لا تحاول المؤسسة استقطاب الشباب الأتراك في تركيا فقط ولكن أيضًا المسلمين من أصل غير تركي، فقد ورد في البيانات المسربة من المؤسسة أسماء العديد من الطلاب ذوي الأصل غير التركي يقيمون في منشآت تديرها المؤسسة ويتلقون تمويلا منها.
وقد أشارت اللافتات إلى أن المعسكرات تقام في منشأة تملكها أو تديرها بلدية توزلا في اسطنبول وهي تعد معقل حزب العدالة والتنمية الحاكم ويدير البلدية حزب العدالة والتنمية منذ عام 2009 وقد حضر هذه المعسكرات أدي يازجي رئيس البلدية شخصيًا وألقى خطابات أمام المشاركين.
كما أشارت الوثائق والمذكرات والبيانات التي تم تسريبها إلى أن المؤسسة عملت عن كثب مع الجمعية الخيرية الجهادية التركية ومؤسسة وقف حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية IHH والتي ساعدت كلاً من القاعدة وداعش في كثير من الحالات حيث لعبت دورًا مهمًا في حصول بعض الشباب الجهاديين على وظائف حكومية كما تم الكشف عن ذلك في رسائل البريد الإلكتروني المسربة لصهر أردوغان الوزير السابق بيرات البيرق في خريف عام 2016.