مخيم شوراباك، أفغانستان ( أ ب ) – تواجه أفغانستان وباكستان، موطن تنظيم القاعدة ومسلحي طالبان ومركز أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، تهديدا ناشئا من تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما قال مسؤولون للأسوشيتد برس.
وبدأ متطرفون محبطون من طالبان ومنظمات أخرى، معجبون بالمكاسب الإقليمية التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية ودعايته الماهرة على شبكة الإنترنت، في رفع العلم الأسود للتنظيم في المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون في كلا الدولتين.
في باكستان، يظهر تسجيل مصور على شبكة الإنترنت مسلحين يقومون بقطع رأس رجل بينما يتعهدون بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي أفغانستان، كانت هناك تقارير حول اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاتلي طالبان ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول المحللون والمسؤولون إن عدد مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة الأفغانية – الباكستانية لا يزال ضئيلا وأن التنظيم يواجه مقاومة من المسلحين المرتبطين بعلاقات قبلية قوية. ومع ذلك، فإن صعود الجماعات الصغير التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويعقد من جهود الولايات المتحدة وحلف الناتو في انهاء ثلاثة عشر عاما من الحرب.
وتظل حركة طالبان تمثل قوة التمرد الأبرز في المنطقة، مع امتلاكها 20 عاما من الخبرة في قتال أمراء الحرب الأفغان والقوات الدولية. لكن طالبان “ليست أيدولوجية مثيرة بشكل خاص أو قوة عسكرية، ويكمن الخطر في أن طالبان تبدو بشكل متزايد أنها خارج التاريخ”، حسبما يقول دبلوماسي غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور المتعلقة بالاستخبارات.
وقال الدبلوماسي، “يمكن أن يتعلق الأمر بتطلع الشباب الأفغاني إلى تكتيكات أكثر تطرفا وإلى الدعاية الجذابة لتنظيم الدولة الإسلامية“.
وأضاف، “قد يجدون التنظيم جذابا، أو قد تشعر طالبان بالحاجة إلى المنافسة، وبالتالي تصبح أكثر تطرفا وتبدأ في تنفيذ الأعمال المروعة بالطريقة التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية“.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث كلا من سوريا والعراق، حيث أعلن عن إقامة الخلافة التي يحكمها تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، وطلب التنظيم الولاء له من مسلمي العالم. وعلى النقيض من ذلك، تركز حركة طالبان على أفغانستان وباكستان، حتى أن بعض القادة استجابوا لمبادرات السلام السابقة.
وتعهدت جماعات متشددة صغيرة في ليبيا ومصر ولبنان وأماكن أخرى بالولاء لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة، مع إشارة البعض منهم على أنهم “ولايات”.
وفي ولاية هلمند جنوب أفغانستان، يقول السكان إن قائدا سابقا بحركة طالبان يدعى الملا عبد الرؤوف بدأ في تجنيد المقاتلين لصالح تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال سيف الله سانغينوال، وهو زعيم قبلي في منطقة سانغين، “الناس يقولون إنه رفع الأعلام السوداء حتى أنه حاول انزال أعلام طالبان البيضاء في بعض المناطق”.
أضاف “هناك تقارير عن مقتل 19 أو 20 شخصا” في القتال بين طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الداخلية الباكستاني، شودري نزار علي خان، في نوفمبر / تشرين ثان إنه لا وجود لتنظيم الدولة الإسلامية، وأن المسلحين فقط يستخدمون اسم التنظيم.
ومع ذلك، حذر خطاب حكومي قبل شهر، حصلت أسوشيتد برس عليه في وقت لاحق، المسؤولين المحليين من أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ في مغازلة المتشددين في المنطقة وأن المتطرفين يدعون أن ما يصل إلى “12 ألف تابع” يدعمونهم في شمال غربي باكستان.
وأظهر تسجيل مصور بث في ديسمبر / كانون أول، طالبات ومدرسات في المسجد الأحمر في إسلام أباد، الذي تسيطر عليه نسبة كبيرة من المتشددين في باكستان، وهن يجلسن أسفل علم لتنظيم الدولة الإسلامية، وتتعهدن بدعم البغدادي بينما قال رجل الدين مولانا عبد العزيز إنه ترحيب بالتنظيم.
وفي الأسبوع الماضي، أظهر تسجيل مصور بثه تنظيم الدولة الإسلامية على الانترنت، المتحدث السابق باسم حركة طالبان في باكستان يتعهد بمناصرة التنظيم ومعه أكثر من عشرة أشخاص آخرين، قبيل قطع رأس رجل عرفوه بأنه جندي.
وأصدر معهد “باك” لدراسات السلام، وهو منظمة تتابع الجماعات المسلحة مقرها اسلام أباد، أيضا تقريرا يصف تنظيم الدولة الإسلامية بأنه “تهديد حقيقي وناشئ بالنسبة لباكستان”.
وقال التقرير “إن التنظيم خلق تحديا كبيرا يتعلق بالبقاء بالنسبة للجهات المسلحة الفاعلة الرئيسية، التي يمكن أن تتحرك الآن لإثبات إنها قادرة على العمل”.
ويدين مسلحو طالبان في أفغانستان وباكستان بالولاء إلى الملا عمر، رجل الدين الذي قاد طالبان منذ التسعينات، لكن لم يرى أو يسمع عنه في العلن لسنوات.
ويخشى المسؤولون من أن دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى المنطقة يمكن أن يجلب عمليات ضخ السلاح والمال، ويثير منافسة وحشية بين المقاتلين المحليين المحبطين من صمت الملا عمر والمتشوقين لإثبات أنفسهم بالأعمال الوحشية المتصاعدة.
وتعهد قائد سابق بحركة طالبان بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية “بسبب أنه شعر بالنفور من قادة طالبان”، حسبما قال غرايم سميث، المحلل المتخصص في أفغانستان بمجموعة الأزمات الدولية.
وأضاف سميث “يبدو أن الرجل يقوم بالأفضل نتيجة ذلك”. “يبدو أنه يملك المزيد من المال والسلاح أكثر من ذي قبل والناس يلاحظون أنه ربما كان هناك بعض الارتباط الفعلي الذي يتعدى مجرد الرمزية”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، تحدث هذه الأسبوع في باكستان شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الدبلوماسية، إن المسؤولين الأفغان والباكستانيين تقاسموا مخاوفهم مع أمريكا حول سعي تنظيم الدولة الإسلامية للحصول على موطئ قدم له في المنطقة.
وقال المسؤول، “ليس هناك خلاف بيننا فيما يتعلق بالرغبة في تنسيق الجهود الرامية إلى احباط” تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الوقت نفسه، سيكافح تنظيم الدولة الإسلامية من أجل أن يتحدى في الحقيقة حركة طالبان، التي تلعب دورا كبيرا في مجتمع قبائل البشتون، حسبما قال برهان عثمان، الباحث في شبكة محللي أفغانستان.
لكن مع تركيز قوات حلف الناتو والقوات الأمريكية على تدريب الأفغان، بدلا من القيام بعمليات قتالية، يخشى البعض من إمكانية كسب تنظيم الدولة الإسلامية أرض وتشكيل تهديد حقيقي في المستقبل.
وقال ناصر خان دوراني، قائد شرطة محافظة خيبر باختونخوا في باكستان، التي تجاور المنطقة القبلية التي ينعدم فيها القانون والتي تعد ملاذا للمتشددين، “نحن بحاجة لأن نكون يقظين جدا”. وأضاف “نحن بحاجة لأن نكون حريصين”.
AP