أنقرة (زمان التركية) – أكد الصحفي التركي عصمت أوزشاليك، على وجود تكتلات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم قررت التخلي عن الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل تراجع شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية.
المقال يأتي تأكيدًا لمقال الصحفي حسن أوزتورك، في صحيفة يني شفق الذي تحدث عن “انتقادات حادة يتعرض لها أحد التيارات” داخل الحزب الحاكم من قرروا التخلي عن أردوغان بعد تحقيق ثروة خلال حكم العدالة والتنمية. عصمت أوزشاليك تناول في مقاله المنشور بصحيفة أيضنلك، بعنوان “انتقادات عنيفة من داخل حزب العدالة والتنمية” الادعاءات التي أثارها أوزتورك.
ذكر أوزشاليك أنه تحدث مع شخصية وصفه بأحد القيادات بحزب العدالة والتنمية وأنه أخبره أن الحزب الحاكم به حاليا أربع تيارات، وأن أحد التيارات بدأ الاستعداد للمرحلة الجديدة بعد رحيل الحزب عن السلطة، وتوجيه انتقادات لاذعة للإجراءات المتخذة بنغمة تشبه نغمة المعارضة.
وفيما يلي طرح لأبرز ما ورد في مقال أوزشاليك:
” كانوا مقربين جدا لأردوغان في السابق، غير أنهم أخذوا يبتعدون عنه خلال الأونة الأخيرة. ولجائحة كورونا دور في هذا. هناك قيادي بالحزب الحاكم نلتقي سويا وجه لوجه من الحين للآخر. سألته عن مقال أوزتورك فأخبرني بأمور مشابهة لما ورد في المقال. أخبرني أن الحزب الحاكم يضم أربع تيارات، أحدها شديد الولاء للحزب وهذا التيار يشكل لب الحزب. هذا التيار يتألف من أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط والأقل انتفاعا من رغد السلطة.
هذا التيار حاليا مثير للمشاكل، فهم يدينون بالولاء لأردوغان رغم كل شيء ولا يزالون في الموضع نفسه رغم مرور السنين.
التيارات الأخرى ضئيلة في الواقع، لكنها مؤثرة. مؤخرا باتت تلعب مع جميع الأطراف. أحد هذه التيارات بدأت الاستعداد للمرحلة الجديدة بعد رحيل الحزب وتوجيه انتقادات لاذعة للإجراءات المتخذة بنغمة تشبه نغمة المعارضة. التيار الثاني يتربح جيدا لكنه يدرك أن الحزب بلغ نهاية الطريق ويسخرون جهودهم حاليا لتوسيع ثرواتهم. هذا التيار لا يكترث للقوانين واللوائح. وبينما يتربحون يتعرض الحزب لضربات عنيفة.
التيار الثالث يرى أنهم حققوا ثروة كافية وقاموا بتأمين مستقبل أبنائهم وأحفادهم وأن الوقت حان كي ينسحبوا من المشهد للاستمتاع بثروتهم. ومنهم من قام بنقل ثرواتهم إلى خارج تركيا”.
وكانت مجلة “فوكس” الألمانية قالت إنه يجب أن يوضع في الاحتمال، قرب رحيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن السلطة، وأن تتعامل الحكومة الألمانية الجديدة على هذا الأساس، مع الوضع في الاعتبار أهمية تركيا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
جاء في المقال الذي أعده توماس جاغر أنه “من المرجح أن تكون نهاية أردوغان قريبة. ومع ذلك، لا يعتقد الكثير من الناس أن زعيم حزب العدالة والتنمية الذكي سياسيًا عديم الرحمة سوف يتخلى عن السلطة بسهولة. ومن الممكن أيضًا أن تواجه تركيا أشهرًا مضطربة قد تمتد آثارها إلى الاتحاد الأوروبي”.
تزاد مطالبة الأحزاب المعارضة بعقد انتخابات مبكرة في تركيا، لكن الرئيس أردوغان يرفض بشدة، لأنه يعلم مدى الضرر الذي أصاب شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، على خلفية الأزمة الاقتصادية الحالية التي لا يبدو أنها ستنفرج قريبا، في ظل إصرار أردوغان على خفض الفائدة متجاهلا معدل التضخم النقدي المرتفع.