القاهرة (زمان التركية) – أفادت الأنباء أن الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير في شؤون السودان وأفريقيا، ورئيس تحرير مجلة حراء انتقل اليوم السبت إلى رحمة الله تعالى.
ونعى عدد من الصحفيين والكتاب العاملين في مؤسسة الأهرام، وفاة هاني رسلان، مشيرين إلى أن الوفاة جاءت نتيجة تداعيات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
زملاؤه في مؤسسة الأهرام طالبوا بالدعاء له بالرحمة والمعفرة، حيث قالوا بحسب ما نقله موقع “مصراوي”: “الرحمة لفقيدنا وخالص العزاء لأسرته وكل محبيه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وكان المرحوم هاني رسلان يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس تحرير مجلة حراء الدينية والثقافية والاجتماعية الصادرة باللغة العربية والتي جمعت تحت مظلتها كوكبة من العلماء والمفكرين والمثقفين المسلمين، وفي مقدمتهم فتح الله كولن.
وقد أجرى موقع “نسمات” للدراسات الفكرية والحضارية، حوارًا مع الأستاذ رسلان قبل نحو شهر من وفاته أعرب فيه عن أفكاره حول فتح الله كولن وحركة الخدمة التي تستوحي فكره.
وفيما يلي نص هذا الحوار:
https://www.youtube.com/watch?v=-VBcum1z_8k
“عرفت الكثيرين من أبناء حركة الخدمة منذ سنوات طويلة، وتعرفت على هذه التجربة عن قرب، سواء على مستوى الأفكار أو مستوى الممارسات العملية والأهداف المعلنة.
وفي حقيقة الأمر حركة الخدمة قدمت خدمة كبيرة للغاية لكل المجتمعات التي تواجدت فيها من خلال ما تقدمه من تعليم له مستوى عالمي راقٍ مصحوب بقيم وأخلاق لتساعد في بناء هذه المجتمعات في كل منها في إطارها الوطني.
أيضا تعرفت على جهود حركة الخدمة حول العالم في نشر فكرة التسامح والحوار والانفتاح على الأفق الإنساني الأوسع نقيضًا لفكرة الصراع التي قد يروج لها البعض.
ما حققته حركة الخدمة من انتشار واسع ومن تقبّل في كل المجتمعات التي تواجدت فيها، إنما يعود في الأساس إلى الأهداف النبيلة التي تتبناها، وإلى الجهود المخلصة التي تبذل لتحقيق هذه الأهداف بدأب وبمحبة وبرفقة.
كما نعرف الآن بعض التقلبات السياسية التي حدثت في تركيا عَرّضَت الحركة لكثير من الظلم البين عبر ما نتابعه من أخبار، وهذا يأخذ أشكالا عديدة وكثيرة جدا، ومعظمها يثير الألم والأسى من هذا المستوى الذي بلغه النظام التركي الذي يقوده أردوغان من قسوة تصل إلى حد الوحشية دون مبرر ظاهر، حيث إن كل ما هو معلن لا يستند إلى حقائق موضوعية يمكن فهمها أو تقبلها، بل هناك فقدان كامل للمصداقية.
الأصدقاء والصديقات من أبناء حركة الخدمة ما زالوا يتسمون كما عهدناه في المراحل السابقة بالثبات والتمسك بأداء رسالتهم وعملهم الذي وهبوا له حياتهم ونحن نُحيِّيهم ونشد على أيديهم وندعوهم للاستمرار.
وأقول إن الأفكار الرئيسية التي تقود حركة الخدمة سواء من حيث الاهتمام بالتعليم، وبناء الأجيال من حيث إعلاء قيمة الحوار والتسامح الإنساني والانفتاح على الآخر وعلى الحضارات والثقافات المختلفة. هذه أفكار متقدمة للغاية، وهي التي يجب أن تَقود هذه الأمة الإسلامية في المستقبل نحو أن تأخذ وضعها اللائق بها، وأن تتقدم وترتقي مراقي العلم وتتبوأ مقعدها من الإنسانية”.
وإذ نقدم للقارئ تعريفًا بهذه الشخصية المصرية الكريمة فإن عائلة “زمان التركية” تتقدم بأحرّ التعازي لأسرة الفقيد وذويه وأحبابه حول الوطن العربي والعالم، وتدعو له أن يسكنه الله فسيح جناته.