تسبب إهمال الحكومة التركية المتعمد ، وممارساتها الخاطئة، في تحويل بحيرة “سيف” ، الواقعة في منطقة “موجور” التابعة لمدينة كرشهير،وسط تركيا، إلى صحراء قاحلة ، بعد أن كانت تعتبر جنة الطيور لاحتوائها على عشرات الآلاف من الطيور التي تتوزع بين 206 أنواع.
وكانت السلطات التركية أعلنت بحيرة سيف كواحدة من المواقع الطبيعية، من الدرجة الأولى عام 1989، ثم اعلنتها محمية طبيعية عام 1990، بسبب خطر الجفاف الذي يتهددها نتيجة عوامل مختلفة، يأتي على رأسها الريّ العشوائي وعدم الانتظام في استهلاك المياه، وحفر الآبار الارتوازية بشكل عشوائي، ليتحول الجفاف إلى خطر يهدد 17 قرية محيطة بالبحيرة.
رئيس جمعية حماية بحيرة سيف مصطفى ياووز، أكد أنه لم يبقَ بابٌ للحكومة إلا وطرقه في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بحيرة جنة الطيور، لأنها تشكل مصدر عيش لعشرات الآلاف من الطيور.
وقال ياووز: “لقد جفت البحيرة أمام أعيننا دون أن يولي أي مسؤول اهتماما للدعوات التي أطلقناها للعمل على تجنب جفافها” ، لافتا إلى أن مساحة 10 آلاف و700 هكتار من مساحة البحيرة، تحولت إلى صحراء قاحلة، والسبب الرئيسي لذلك كانت الآبار الارتوازية التي تم حفرها حول البحيرة وسحب المياه لتغطية احتياجات منطقتي “موجور” و”بوز تبه” وقرية “هولار” والأراضي الزراعية التابعة للدولة.
وأشار إلى أنه يتم سحب المياه من الآبار بمضخات مائية، والآن أصبح هناك 17 قرية محيطة بالبحيرة مهددة بالجفاف، موضحا أن البحيرة، التي كانت تعتبر ملجأ لآلاف الطيور، تعدت مرحلة الجفاف، إلى مرحلة التعرض للعواصف الرملية، وأن البجع والأوز والبط كانت من بين أكثر أنواع الطيور التي تأثرت بجفاف البحيرة.