باريس (رويترز) – أعلن مكتب الادعاء في العاصمة الفرنسية باريس ان الشرطة اعتقلت خلال الليل 12 شخصا يشتبه انهم قدموا العون لمتشددين اسلاميين شنوا هجمات الاسبوع الماضي.
ووصل وزير الخارجية الامريكية جون كيري الى باريس في ساعة متأخرة من ليل أمس الخميس لاجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين.
وجاءت اعتقالات باريس بعد وقت قصير من قيام الشرطة البلجيكية بقتل رجلين واعتقال 13 مشتبها به امس الخميس في مداهمات استهدفت جماعة إسلامية قال الادعاء إنها كانت على وشك مهاجمة الشرطة هناك. وألقي القبض على اثنين من المشتبه بهم في فرنسا واعتقلت الشرطة الألمانية شخصين بعد مداهمة 12 منزلا مرتبطة بسلفيين متشددين. ولم تتأكد الصلة بين هذه الاعتقالات وهجمات باريس.
وقتل 17 شخصا كما قتل ثلاثة مهاجمين في ثلاثة ايام من العنف في باريس بدأت بالهجوم على مكاتب صحيفة شارلي إبدو الاسبوعية الساخرة في السابع من يناير كانون الثاني.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن الإجراءات التي اتخذتها الشرطة الفرنسية اليوم الجمعة والمتصلة بهجمات الأسبوع الماضي “ألقي القبض على 12 شخصا في المجمل معظمهم معروفون لدى الشرطة بارتكاب جرائم.” وقالت مصادر قضائية إن الرجال الثمانية والنساء الأربع اعتقلوا في منطقة باريس الكبرى.
وقالت شركة السكك الحديدية الفرنسية الحكومية إن محطة قطارات في باريس أخليت لمدة ساعة تقريبا في وقت الذروة الصباحي لكنها لم تذكر تفاصيل عن طبيعة التهديد. وقابل كيري الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند صباح اليوم الجمعة بعناق في قصر الاليزيه.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أمس الخميس إن زيارته إلى فرنسا تهدف إلى تقديم الدعم لباريس. وغاب كبار المسؤولين الامريكيين عن مسيرة باريس يوم الاحد لتأبين ضحايا الهجمات والتي حضرها عشرات من زعماء العالم. واعترفت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن ذلك كان خطأ.
وقال كيري لأولوند اليوم الجمعة “أعتقد انك تعرف ان لك كل التعازي القلبية الكاملة من الشعب الأمريكي وأعرف انك تعرف اننا نتشارك الالم والرعب من كل ما مررتم به.”
وأضاف “مرة أخرى قدمت فرنسا من خلال التزامها بالحرية والشغف بالأفكار رسالة مهمة للعالم.”
ووصف أولوند الهجمات بانها “11-9 الفرنسية” في اشارة الى الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة عام 2001.
وقال أولوند “نحتاج الى التوصل الى الردود المناسبة وهذا هو الغرض من وراء اجتماعنا هنا اليوم بخلاف الصداقة.”
وزار كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس مقر صحيفة شارلي ابدو ومتجر الأطعمة اليهودية حيث وضعا أكاليل الزهور تأبينا للضحايا.
وفي وقت لاحق بمبنى البلدية في باريس تحدث كيري بالانجليزية والفرنسية عن الصداقة بين الدولتين وروى كيف فرت والدته المولودة في باريس من المدينة حين احتلها الألمان النازيون.
وقال في مراسم تأبين مختصرة حيث أدى المغني الأمريكي جيمس تيلور أغنيته (يوف جوت اي فريند) “لاتوجد دولة تعرف أن للحرية ثمنا اكثر من فرنسا.”
ولا يزال المحققون يدرسون سلسلة الأحداث التي أدت الى قيام ثلاثة مواطنين فرنسيين اثنان من أصل جزائري والثالث من أصل أفريقي بارتكاب أسوأ هجمات على اراضي فرنسا منذ عشرات السنين.
وفي بلجيكا قال متحدث باسم الادعاء إنه لا توجد صلة على ما يبدو بين الرجلين اللذين قتلا خلال إطلاق النار في مدينة فيرفييه بشرق البلاد وهجمات باريس.
ويبجث المحققون في بلجيكا ما اذا كان رجل ألقي القبض عليه في مدينة شارلروا للاشتباه في تهريبه أسلحة له صلات بالمسلح اميدي كوليبالي الذي قتل أربعة يهود في متجر للأطعمة اليهودية في باريس الأسبوع الماضي.
وقال محامي الرجل المحتجز لوسائل الإعلام الفرنسية إن علاقته بكوليبالي اقتصرت على أنه باع له سيارة.
وفي فرنسا لايزال الإقبال على أول عدد تصدره صحيفة شارلي ابدو بعد الهجمات كبيرا لليوم الثالث على التوالي.
واشتبك نحو 200 محتج باكستاني مع الشرطة امام القنصلية الفرنسية في كراتشي بعد مظاهرة احتجاجا على رسم النبي محمد على الصفحة الأولى للعدد الجديد من شارلي ابدو. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)