أنقرة (زمان التركية) – حدد رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، موعدا محتملا لإجراء انتخابات مبكرة في تركيا، كما تحدث عن فرص تحالف حزبه مع الحزب الحاكم، بعد التغيرات الجوهرة الأخيرة التي شهدها الخرب ذي الخلفية الإسلامية.
زعيم حزب السعادة قال خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني إجابة عن سؤال حول ما إن كان حزبه قطع اتصالاته نهائيا مع التحالف الحاكم عقب وفاة أوغوزهان أصيل ترك رئيس المجلس الاستشاري الأعلى السابق للحزب.
كرم الله أوغلو قدم إجابة دبلوماسية مشيرا إلى إنه ليس خصما لأردوغان، قائلا: “في السياسة لا يوجد عداء أو خصومة. هناك تنافس. نحن نسير في مسارات مختلفة، ونبحث بطرق مختلفة عن حل لمشكلات البلاد”.
وأضاف زعيم حزب السعادة ورئيس المجلس للاستشاري الأعلى الجديد للحزب أنه تباحث مع أردوغان مرتين أو ثلاثة عندما تم طرح مسألة التحالف وقام بإبلاغه بمبادئ الحزب واعتراضاته بشأن النظام الرئاسي.
أضاف ميرزا نقطة الخلاف: “لسنا نعارض النظام الرئاسي كليا، لكننا نرفض نظاما غير خاضع للرقابة. وانطلاقا من هذا يمكننا العودة مباشرة إلى النظام البرلماني”.
وتطرق كرم الله أوغلو أيضا إلى قضية صلاح الدين دميرتاش وعثمان كافالا الذين لا يزالان يقبعان داخل السجن رغم قرارا المحكمة الدستورية لحقوق الإنسان بالإفراج عنهما، قائلا: “لابد من إخلاء سبيل دميرتاش. هذا الوضع لا يعكس أي ديمقراطية أو دولة قانون. تقومون باعتقال شخص وحبسه من ثم تم تبرئته وعندما يحين وقت إخلاء سبيله ترفعون قضية جديدة ضده وتعاودون اعتقاله. لا يمكن التلاعب بالقانون على هذا النحو، فالجميع ليسوا حمقى”.
ودعا كرم الله أوغلو أردوغان إلى تذكر ماضيه وفترة اعتقال، قائلا: “تم حرمانه من العمل السياسي بسبب قصيدة شعرية. والآن عندما يقدم شخص آخر على نفس الفعل يتم استهدافه. أهكذا تكون العدالة؟”.
أوضح كرم الله أوغلو أن مشكلة تركيا تكمن في معاداة السلطات لمنتقديها واتهامهم بأفعال لم يركبونها، وقال إن أردوغان يتجاهل هذا الأمر رغم معرفته به وبلوغه سدة الحكم بعدما حظي بدعم العالم لما تعرض له من ظلم.
زاد قائلا: “الأمر نفسه ينطبق على كافالا. على تركيا الانصياع لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، فأردوغان هو من ضم تركيا للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وفيما يخص الانتخابات المبكرة أكد كرم الله أوغلو أن تركيا ستشهد انتخابات مبكرة دون شك، قائلا: “قد تحدث قبل 15 يوما من الموعد المحدد. لا أدري هذا، لكن السلطات ستجري تعديلات في قانون الانتخابات. ويتوجب مرور نحو عام عليها كي تتمكن من تطبيقها. هذا يعني أن الانتخابات قد تنعقد خلال بضعة أشهر من نهاية العام القادم أي في نهاية عام 2022 أو مطلع عام 2023”.
تزايد نفوذ رئيس كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة المعارض لأردوغان عندما انتخب رئيسا للجنة الاستشارية العليا بالحزب، خلفا لـ أوغوزهان أصيل ترك، الذي كان يعمل الرئيس رجب طيب أردوغان على استقطابه.
انتخاب كارامولا أوغلو، جاء عقب وفاة أصيل ترك الماضي، إثر مضاعفات فيروس كورونا.
وفاة أصيل ترك، أنهت مساعي الرئيس رجب طيب أردوغان لضم حزب السعادة لصفوف التحالف الحاكم.
اللجنة الاستشارية العليا تمثل حركة الرؤية الوطنية التي انبثق عنها حزب السعادة، ومنصب رئيس اللجنة يعد أعلى من منصب رئيس الحزب، ما يمنح تمل كرم الله أوغلو المعارض للرئيس أردوغان نفوذا واسعًا على من يسيرون على خطى نجم الدين أربكان مؤسس الرؤية الوطنية الأب الروحي للإسلام السياسي في تركيا.
في يناير الماضي زار الرئيس أردوغان أصيل ترك في منزله، ولاحقا استقبلة على مائدة الإفطار في شهر رمضان، كما وجه له دعوة لزيارة شمال قبرص.
خطوات أردوغان كانت تشير إلى سعيه لنقل حزب السعادة من تحالف الأمة المعارض إلى تحالف الشعب الحكم، أو على أقل تقدير إحداث انقسام داخل الحزب قبل الانتخابات المقبلة.