القدس المحتلة 4 يوليو – تموز (رويترز) – قللت دبلوماسية كردية من أهمية التأييد الإسرائيلي لاستقلال إقليم” كردستان” العراق، ونفت أن يكون هناك تنسيق بين الحكومة الكردية وإسرائيل، معتبرة أن هذا التأييد ربما يهدف إلى خدمة المصالح الاسرائيلية.
وبينما أقرت بالحظوة التي تتمتع بها إسرائيل في واشنطن، التي تسعى للحيلولة دون تفكك العراق الذي تمزقه حرب طائفية، أشارت بيان سامي عبد الرحمن مبعوثة حكومة إقليم شمال العراق في بريطانيا إلى أن هذا ربما يوازنه المخاوف من العداوات التي قد يجر من ينظر إليهم على أنهم حلفاء لإسرائيل منطقة الشرق الأوسط إليها.
وقالت الدبلوماسية الكردية لـ”رويترز” ،في مقابلة عبر الهاتف من لندن حيث تقيم،: “لإسرائيل أصدقاؤها وأعداؤها، وبالتالي يمكن أن تعمل في الاتجاهين .. لا ننسق مع إسرائيل ولسنا مسؤولين عن تصريحات الحكومات الأخرى.”
ومنذ الأسبوع الماضي دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإضفاء الطابع الرسمي على السيادة الكردية، ووصف مسؤولان اسرائيليان بارزان خلال اجتماعات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجود دولة كردية في شمال العراق بأنه أمر واقع محل ترحيب.
ويرى خبراء اسرائيليون في تأييد حكومة نتنياهو محاولة للبناء على علاقات عسكرية ومخابراتية وتجارية سرية مع الأكراد ترجع لستينيات القرن الماضي في مواجهة الخصوم العرب المشتركين.
ومع ذلك قالت عبد الرحمن إن هذا التعاون من الماضي، مضيفة: “كانت هناك فترة..فترة قصيرة، منذ عقود كانت فيها علاقات لكنها توقفت… من حيث أي علاقة سرية..لا توجد، من حيث وجود علاقة رسمية مع اسرائيل لا توجد.”
وذكرت عبد الرحمن أن السياسة الخارجية لحكومة كردستان العراق هي نفس السياسة الخارجية التي ينتهجها العراق، الذي لا يزال في حالة حرب مع اسرائيل من الناحية الفنية، و “لأن الحكومة العراقية لا تقيم علاقات مع اسرائيل لا نقيم نحن أيضا علاقات معها.”
ولم تعلق على الأسباب التي ربما تقف وراء اختلاف إسرائيل علانية مع الولايات المتحدة في سياستهما حيال أكراد العراق.
وقالت: “بشكل عام يضع الزعماء السياسيون والحكومات مصالح بلادهم في المقام الأول، هذه تصريحات يدلى بها زعماء اسرائيليون دون أية مساهمة منا.”
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان صرح” الاثنين” الماضي، بإن إسرائيل لا تنحاز لأي جانب أو “تسدي النصح” للعراق في تعليقات تهدف على ما يبدو إلى تبديد الانطباع بأن إسرئيل تمارس ضغوطا لصالح الأكراد.
ولم تعلق إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما مباشرة على تصريحات إسرائيل بشأن استقلال أكراد العراق، وقال دبلوماسي أمريكي في المنطقة تحدث لرويترز، بشرط عدم ذكر اسمه، إن الموقف الاسرائيلي من الأكراد يبدو نابعا من نظرتها لهم “كجيب مستقر” نادر بين جيران مثيرين للقلق.
واستفاد الأكراد من حالة الفوضى في العراق ليبسطوا سيطرتهم على منطقة جديدة غنية بالنفط، لكن لا يزال يساورهم القلق حيال اعلان الاستقلال خشية ردود أفعال محتملة من جانب الأكراد في إيران وتركيا وسوريا فضلا عن مخاوف أخرى.
وقالت عبد الرحمن “في النهاية الأمر ليس بيد القيادة الكردية. إذا ما أردت الاستقلال فالأمر بيد الشعب الكردي” ، مشيرة إلى دعوة لإجراء استفتاء على استقلال الاقليم أطلقها مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق.
وتابعت: “بالطبع نريد من العالم أن يرحب بكردستان مستقلة، لكننا واقعيون ونعرف أنه سيكون من الصعب بالنسبة للبعض تقبل الأمر في البداية، ومع ذلك هناك كثيرون يتعاطفون مع فكرة الاستقلال.”