إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – قال رئيس تحرير صحيفة “زمان” التركية أكرم دومانلي إن تركيا تمر بمرحلة تاريخية حرجة.
وتطرق دومانلي إلى الممارسات القمعية التي تتعرض لها العديد من القطاعات في البلاد وعلى رأسها الإعلام قائلا: “إذا استمرت السياسات القمعية على هذا المنوال فمن الممكن أن تكون انتخابات يونيو/ حزيران المقبلة هي الانتخابات الديمقراطية الأخيرة التي تشهدها تركيا”.
جاءت كلمة دومانلي أثناء استضافته في مؤتمر “مطاردة الساحرات في وسائل الإعلام المعارضة” الذي نظمه منتدى حوار الإعلام التابع لجمعية الصحفيين والكتاب التركية، بفندق ” Elite World” الواقع بمنطقة تقسيم بالشطر الأوروبي من إسطنبول بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية وأعضاء الجمعية نفسها.
وسرد أكرم دومانلي ما شهده خلال فترة احتجازه في أعقاب الانقلاب على وسائل الإعلام والصحافة في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014. وأكد أن وسائل الإعلام في تركيا تتعرض لضغوط كبيرة وأن الصحفيين ووسائل الإعلام المعارضة يتأثرون بفعل تلك الممارسات.
وأوضح دومانلي أن وقائع اعتقال رئيس مجموعة قنوات سامان يولو هدايت كاراجا والصحفية صدف كاباش لنشرها تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالإضافة إلى واقعة “آلو فاتح” تعد من الأمثلة الواضحة على الممارسات القمعية للسلطات التركية بحق وسائل الإعلام والصحافة قائلا: “أنا على قناعة بأن وسائل الإعلام والصحافة المعارضة تتعرض لممارسات قمعية شديدة”.
وأشار دومانلي إلى أنه صُدم عندما صادف أحد أصدقاء أردوغان الذي تمتد صداقته معه إلى 30 عاما ونقل ما سمعه منه قائلا إنه قال: “إذا استمر على هذا المنوال ستنقلب تركيا إلى أوزبكستان.” فسألته: “لماذا أوزبكستان؟” فقال لي: “هناك أيضًا يوجد زعيم واحد وابنته وابنه وصهره وصديق صهره وهم الذين يديرون البلاد”.
وتابع دومانلي فسألته مرة أخرى: “لماذا تقول هذا؟”، فرد عليّ قائلا: “عندما جئنا إلى سدة الحكم عام 2002 استطعنا أن نحقق توافقا اجتماعيا واسعا. وكان جزء كبير من كل طوائف المجتمع يؤيدوننا بما فيهم ناس من اليساريين واليمينيين والليبراليين وغيرهم. بعد ذلك بدأنا نفقد كل من حولنا ابتداء من البعيدين منهم. فالآن لم يبق لأي من المستشارين أو الوزراء أو النواب أي تأثير أو صلاحية لمشورة أردوغان أو حتى الحديث معه. ولن تنتهي هذه الممارسات بالصراع مع حركة الخدمة فحسب بل ستستمر وتنتقل إلى بقية الجماعات الدينية وبعض أعضاء حزب العدالة والتنمية وبعض الشخصيات المهمة الذين لا يفكرون بنفس طريقة تفكير أردوغان. وستدور الأيام حتى يتحول نظام البلاد إلى إدارة الأقارب والمعارف”.