القاهرة (زمان التركية)ــ قال وزير خارجية مصر سامح شكري، إن القاهرة تنتظر حلولا مرضية للقضايا العالقة مع أنقرة من أجل استعادة العلاقات مع تركيا.
خلال مداخلة هاتفية مع برنامج (الحكاية) الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، عبر فضائية “MPC مصر” مساء الجمعة، قال وزير الخارجية المصري إن “هناك قدرا من التقدم”، في العلاقات مع تركيا “نأمل البناء عليه”.
جاء ذلك تعليقا على الجولة الاستكشافية الثانية التي عقدت مؤخرا في تركيا لبحث تقدم العلاقات الثنائية.
الوزير شكري قال إن الجولة الاستكشافية الثانية مع تركيا تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، مشيرا إلى وجود “تقييم” لأمور ثنائية وإقليمية.
وفي إشارة إلى تمهل القاهرة في تسوية الخلاف مع تركيا، أضاف “هناك مراجعة للسياسات على المستوى الإقليمي، والأمر لم يصل بعد إلى أي مدى ما هي الخطوة القادمة، ولكن هناك قدر من التقدم ونأمل أن يتم البناء عليه وسوف نرصد الأمر ونقيمه وفقا لما تنتهجه الحكومة التركية من سياسات سواء في علاقاتها الثنائية مع مصر أو في إطار سياستها الإقليمية” لافتا إلى أن “الاتصالات لا تزال تسير على نفس الوتيرة لما تم في الجولتين الأولى والثانية”.
قال رئيس الدبلوماسية المصري متحدثًا عن الشروط الأساسية التي تهتم القاهرة بها: “نقيم إلى أي مدى هناك مراعاة للقواعد التي تحكم العلاقات الثنائية، والتزام كل طرف بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدى الطرف الآخر، ومبدأ الاحترام والاعتراف بسيادة الدولة، وفي إطار المراجعة للسياسات المنتهجة على المستوى الإقليمي”.
أضاف الوزير: “سنفتح الباب لمزيد من التقدم في علاقتنا مع تركيا عندما نكون راضين عن الحلول المطروحة للمسائل العالقة بيننا” فيما يشير إلى أن القاهرة لم تحصل على المأمول من تركيا بعد.
البيان المشترك لوزارتي خارجية البلدين عقب الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية المشتركة التي انعقدت الشهر الماضي في أنقرة أشار إلى أن القاهرة المزيد من الإجراءات لتيسير تطبيع العلاقات مع تركيا.
وقالت وكالة بلومبرج أن باب التقدم سيفتح عندما تكون مصر “راضية” عن حل القضايا العالقة.
وذكرت صحيفة الأهرام المصرية أن نقطة الخلاف بالنسبة لوزير الخارجية المصري كانت القنوات التلفزيونية المؤيدة للإخوان المسلمين والمعارضة للحكومة المصرية وهو الأمر الذي أخذته تركيا بجدية حيث أوقفت البرامج المعارضة على تلك القنوات.
كما أبدى الوزير المصري في يونيو الماضي رفضه الوجود العسكري التركي في ليبيا، قائلا: “إن القاهرة كانت تتطلع إلى طرد جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الدولة التي مزقتها الحرب”. القضية ذاتها ناقشها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال زيارته إلى مصر الشهر الماضي.
وكان وزير خارجية تركيا، مولود تشافوش أوغلو، قال في تصريح تزامنا مع انطلاق الجولة الثانية للمباحثات الاستكشافية إن بلاده ستتخذ خطوة لتعيين سفير لها في مصر، في حال نجاح المفاوضات بين البلدين.
كما أضاف تشافوش أوغلو أنه يمكن أن يتم عقد اتفاق مع مصر بشأن شرق البحر المتوسط في حال توصلوا إلى نتائج إيجابية في المحادثات.
تشافوش أوغلو الذي أكد أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا تزداد يوما بعد يوم، أشار إلى أنه يمكن بدء المفاوضات بشأن الولايات القضائية البحرية إذا كانت مصر تريد ذلك أيضًا.
يذكر أن مصر اشترطت بوضوح خلال المحادثات الاستكشافية الأولى المنعقدة في القاهرة مايو الماضي، أن تتوقف أنقرة نهائيًا عن التدخل في الشأن الداخلي المصري، من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.