أنقرة (زمان التركية) – أبدت تركيا انزعاجها من مشروع قانون أمريكي يقترح تصنيف منظمة الذئاب الرمادية اليمينية المتطرفة التابعة لحزب الحركة القومية المشاركة في التحالف الحاكم كمنظمة إرهابية.
وزارة الخارجية التركية وصفت الأربعاء التحرك الأمريكي بـ”المحزن والمقلق للغاية”، وأضافت: “تمرير مثل هذا القانون من قبل مجلس النواب الأمريكي المستند إلى ادعاءات لا أساس لها لا يليق بالتحالف المتجذر بين تركيا والولايات المتحدة”.
كان مجلس النواب الأمريكي أقر الأسبوع الماضي مشروع قانون يتضمن تعديلاً يدعو وزير الخارجية أنطوني بلينكين إلى تقديم تقرير يقيِّم ما إذا كانت المعايير الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية تنطبق على منظمة الذئاب الرمادية في تركيا أم لا.
في حال موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع القانون، ستنضم الولايات المتحدة إلى عدد من الدول الأوروبية التي استهدت التنظيم التركي شبه العسكري المرتبط بحزب الحركة القومية ذي التوجه اليميني المتطرف، والذي يعتبر شريك أساسي في تحالف الشعب الذي أسسه حزب العدالة والتنمية الحاكم.
يشار إلى أن الذئاب الرمادية التي تعتبر المنظمة الشبابية لحزب الحركة القومية تورطت في العنف السياسي الذي اجتاح تركيا في السبعينيات، واستهدف اليساريين والأقليات العرقية بعمليات الاعتداء والقتل والحرق.
كما أن للمنظمة وجود قوي في القارة الأوروبية، إلا أن النمسا وفرنسا قررتا حظر الجماعة اليمينية المتطرفة لتورطها في مواجهات عنيفة، وكذلك تبنى البرلمان الألماني العام الماضي اقتراحًا يحث الحكومة على حظر الجماعات التابعة لها ومراقبة أنشطتها.
واعتبر بيان الوزارة التركية أن مشروع القانون الأمريكي يضر بمكافحة تركيا للإرهاب، مطالبًا كلا من الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين على التركيز على المنظمات الإرهابية “الفعلية”، مثل حزب العمال الكردستاني المحظور.
من جانبه، انتقد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي يوم الثلاثاء مشروع القانون الأمريكي، زاعمًا أن الخطوة تستهدف “ترهيب” الحركات القومية في تركيا.
في حين اتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين يوم الثلاثاء أيضًا الإدارة الأمريكية بغض الطرف عن مخاوف تركيا المتعلقة بالأمن القومي من خلال استمرار تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، مشيرًا بذلك إلى دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية.
جدير بالذكر أن قضية وحدات حماية الشعب تعد واحدة من القضايا التي تزيد من التوترات في العلاقات التركية الأمريكية، حيث إن واشنطن تساندها لدورها البارز في العمليات البرية للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بينما تعتبرها أنقرة فرعًا وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور، وبالتالي تهديدا لأمنها القومي.
يذكر أن الحكومة الفرنسية حلت أواخر العام الماضي منظمة “الذئاب الرمادية” بدعوى أنها تثير التمييز والكراهية وأنها ضالعة في أعمال عنف. كما وافق البرلمان الألماني على دراسة حظر منظمة “الذئاب الرمادية” التركية اليمينية في ألمانيا، وطالبت أحزاب في هولندا أيضا بحظر فاعليات “الذئاب الرمادية”.
جماعة “الذئاب الرمادية”، ليست مسجلة رسمياً في تركيا، وتأسست أواخر الستينيات، وهي تقوم على تمجيد الشعب التركي واستعادة أمجاده التاريخية، كما تساند بقوة الأطروحات الرسمية في موضوع الأرمن وكذلك في القضية الكردية. وتقول تقارير إن الحركة تساند بقوة تمدد منظمة الذئاب الرمادية في محيطها الجغرافي.