يريفان (زمان التركية) – ترتفع احتمالات تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا لأول مرة منذ عقود، مع توقف أذربيجان عن عرقلة التقارب بين البلدين كما فعلت في عام 2009.
موقع “أوراسيانيت” الأمريكي والمعنى بالأخبار والمعلومات والتحليلات حول بلدان آسيا الوسطى، قال: “الحسابات السياسية للحكومات الثلاث قد تغيرت منذ حرب العام الماضي على منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها والتي خرجت منها أذربيجان منتصرة”.
كما لفت الموقع الإخباري إلى أن أذربيجان لن تعد تلعب دور “المفسد”، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن التساؤلات حول ما إذا كانت روسيا هي الأخرى ستساند هذه الخطوات لا تزال مستمرة.
جدير بالإشارة إلى أن تركيا وأرمينيا أصدرتا في وقت سابق تصريحات إيجابية بشأن استعادة العلاقات الثنائية بعد أن تجمدت منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
المحلل السياسي حسن سليم أوزرتيم قال في تصريحات أدلى بها لموقع أوراسيانيت (Eurasianet): “عارضت أذربيجان التطبيع بين أرمينيا وتركيا في عام 2009 بحجة أن تركيا أغلقت الحدود بعد احتلال كيلبجار (ناغورنو كاراباخ) في عام 1993، معتبرة فتح تركيا للحدود بمثابة خيانة. لكن بعد الهدنة بين أذربيجان وأرمينيا، باتت هذه المسألة مطروحة على الطاولة، ولن يكون من المفاجئ رؤية لهجة أكثر اعتدالا من أذربيجان مما كانت عليه في عام 2009”.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قال نهاية الشهر الماضي إن بلاده ستقيم المبادرات الدبلوماسية التركية لإحلال السلام في المنطقة وسترد على الإشارات الإيجابية. ورداً على ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بإمكان تركيا العمل على تطبيع العلاقات تدريجياً لأن أرمينيا أعلنت استعدادها.
علقت تركيا وأرمينيا علاقاتهما الدبلوماسية لمدة 28 عامًا بسبب المواجهة العسكرية الممتدة بين أرمينيا وأذربيجان بشأن ناغورنو كاراباخ التي انحازت فيها أنقرة إلى باكو. ومن ثم تم التوقيع على بروتوكولين ثنائيين بين تركيا وأرمينيا في زيورخ عام 2009 بهدف تطبيع العلاقات، إلا أنه لم يتم التصديق عليهما من قبل أي من برلمانات البلاد.
وكانت أرمينيا سلمت أراضي في ناغورنو كاراباخ إلى أذربيجان كجزء من وقف إطلاق النار بوساطة روسية وقعه الجانبان، في أعقاب هجوم عسكري أذري ناجح ضد القوات الأرمينية في ناغورنو كاراباخ في سبتمبر، وانتهى الصراع في نوفمبر بهدنة.
ونقل أوراسيانيت من مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأرمينية رفض الكشف عن اسمه قوله “لقد دفعت تركيا مستحقاتها لأذربيجان. يمكن لأذربيجان أن توقف المحادثات مرة أخرى وأرمينيا مستعدة لهذا السيناريو. لكن يجب ألا تستخف أذربيجان بنفوذ تركيا طويل الأمد هناك. يشمل هذا التأثير اعتماد أذربيجان على الأسلحة التركية والعناصر السياسية الموالية لتركيا في البلاد”.