إسطنبول (زمان التركية) – يؤكد مراقبون أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بدأت تخفف مساندتها لجماعة الإخوان المسلمين طمعًا في إقامة علاقات أفضل مع بعض الدول العربية.
المحللة كسينيا ستيفلوفا كتبت في صحيفة “ميديا لاين” يوم الأحد أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستعمل أنقرة على تقليص دعمها لجماعة الإخوان المسلمين من مصر، في وقت تتطلع فيه إلى إصلاح العلاقات مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأضافت ستيفلوفا أنه على الرغم من محاولات تركيا للتقارب مع خصومها الإقليميين، فإن جماعة الإخوان، وكذلك الوجود العسكري التركي في ليبيا وسوريا، تمثل قضايا يصعب حلها.
يذكر أن حكومة رجب طيب أردوغان تتطلع إلى فرص الاستثمار مع الدول العربية المؤثرة، التي كانت على خلاف معها بسبب صلتها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
الإمارات وحلفاؤها الخليجيون والمملكة العربية السعودية ومصر تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في حين فتحت حكومة أردوغان أبوابها لأعضاء الجماعة بعد الإطاحة بزعيمها السياسي محمد مرسي في يوليو 2013 لتستغلهم في تمرير مشاريعها بالمنطقة العربية والإسلامية.
وقال المحلل السياسي ورجل الأعمال هيثم حسنين: “على مدى السنوات القليلة الماضية أصبحت أنقرة مقتنعة تدريجيًا بأن المعارضة المنقسمة لجماعة الإخوان المسلمين في المنفى كانت حصانًا خاسرًا لم يعد من الممكن استخدامه لترهيب الرئيس المصري”.
وأضاف حسنين أن أنقرة اتخذت كجزء من آفاقها الجديدة قرارًا بعدم السماح بعد الآن للإخوان بالخطاب التحريضي ضد الحكومة المصرية، الأمر الذي قد يثير مغادرة بعض شخصيات الإخوان المسلمين من تركيا إلى دول مثل قطر، التي تظل أكثر دعمًا لها.
تضم تركيا ما يصل إلى 20 ألف عضو من الإخوان، وفقًا لتقرير صدر عام 2020 عن مؤسسة القرن الفكرية الأمريكية، بما في ذلك العشرات من أقوى الشخصيات وأكثرها نفوذاً في الحركة، علمًا أن عددا من وسائل الإعلام المرتبطة بالإخوان المسلمين تدير أعمالها من إسطنبول.
قال المحلل إن الاقتصادات السعودية والإماراتية والمصرية تضررت أيضًا منذ بداية الوباء، وإن العلاقات مع تركيا يمكن أن تسهل التعافي السريع.
من جانبه، قال أردوغان الشهر الماضي إنه ناقش مع مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الاستثمار في تركيا، مشيرًا إلى أنه إذا سارت المحادثات بشكل جيد، فستقوم الإمارات “باستثمارات جادة” في تركيا.