أنقرة (زمان التركية)- حمل شاهد قبر قاضية تركية، توفيت خارج بلدها، عبارة لافتة، تلخص الآلام التي عاشتها في غربتها، بعد اضطرارها للفرار عقب انقلاب يوليو 2016.
شاهد قبر القاضية جولساوم جوشار التي فصلت من عملها، وسجن زوجها، كتب عليه عبارة “قلبنا مثل طائر أجبر على الهجرة دون أن يتعلم الطيران”.
عمر فاروق جرجرلي أوغلو، عضو حزب الشعوب الديمقراطي والمدافع عن حقوق الإنسان، نشر تغريدة على تويتر، تضمنت صورة شاهد القبر لجولسام جوشار التي توفيت عن عمر 31 عاما، مطلع هذا الشهر في ألمانيا وعادت إلى تركيا بعد أشهر قصيرة من مغادرتها، في صندوق خشبي.
قال جرجرلي أوغلو: “عبارة على شاهد قبر القاضية السابقة السيدة جولساوم جوشار، تشرح ما مر به الملايين بسبب اضطهاد حالة الطوارئ. كل ما تبقى هو الطفل البالغ من العمر 5 سنوات الذي يسأل، لماذا وضعت والدتي في هذا الصندوق؟ المجزرة السياسية مستمرة في تركيا فليسمعها العالم!”.
في 31 أغسطس 2016 بمرسوم رئاسي فصلت تعسفيا القاضية جولسم جوشار وزوجها المدعي العام أيكوت جوشار من عملهما.
السلطات رفضت طلبا تقدم به الزوج لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان وزجته، فيما وقف الطفل ذو الخمس سنوات يتلقى العزاء نيابة عن والده الذي لم يراه منذ سنوات.
واعتقل المدعي العام في غازي عنتاب أيكوت جوشار وسجن في التحقيق الذي فتح ضده. وحُكم عليه بعد ذلك بالسجن 9 سنوات وشهرين. وبينما لا يزال في السجن، حُكم على زوجته جولسام بالسجن لمدة 7 سنوات و 6 أشهر.
وغادرت جولسام تركيا بشكل غير قانوني ودخلت ألمانيا في يوليو 2021 كطالب لجوء. في 1 سبتمبر، مرضت فجأة وتوفيت. بقي ابنها يوسف البالغ من العمر 5 سنوات وحيدا بلا أب أو أم.
يذكر أنه عقب محاولة الانقلاب العسكري قبل خمس سنوات نفذت السلطات التركية حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال وفصل الآلاف تعسفيا بتهمة الانتماء لحركة الخدمة التي تحملها أنقرة مسؤلية تدبير الانقلاب العسكري بينما تنفي الحركة التهمة التي لا توجد أدلة مادية عليها ولم تقتنع بها أغلب حكومات العالم.