لقد تعرّض المثقفون ورجال الدين والعلماء المسلمون على مرِّ التاريخ لشتّى صنوف التعذيب والهجوم، فمنهم من قبع في السجون، ومنهم من نُفي، ومنهم من حاول البعضُ التقليلَ من شأنه وتشويهَ صورته لدى الناس، وتشهد تركيا هجومًا مماثلًا في الأشهر القليلة الماضية؛ إذ نجد الأستاذ “محمد فتح الله جولن” يتعرّض لحملات كراهية وافتراء وبهتان من قبل الحكومة، وذلك بالرغم من ريادته لخطوات كبيرة من أجل السلام والمصالحة العالمية، بفضل المدارس المفتوحة في شتى بقاع العالم، ومراكز الثقافة والحوار التي يتزعمها.
وجّهنا أسئلتنا إلى 100 مثقف بارز من مختلف دول العالم حول الأستاذ جولن وحركة الخدمة اللذين تعرّضا لهجمات مكثَّفة من خلال ادّعاء “الدولة الموازية” الذي ابتدعه رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” للتستّر على عمليات الفساد والرشوة ذات الصلة بشخصه وحكومته، والتي كُشف عنها يومي 17 و25 ديسمبر / كانون الأول الماضي.
ديناميكية حركة الخدمة أقوى خاصية تميزها
ستيف جيليلاند
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]بالنسبة لي فإن أقوى نقطة في هذه الحركة هي الديناميكية المتطورة تلقائيًا لدى أتباعها، كما تولي الحركة اهتمامًا كبيرًا بأن يفهم الأشخاصُ المنتسبون لمعتقدات مختلفة بعضَهم البعض، وأن يتشاوروا حول الاختلافات القائمة بينهم، والناس بهذه الطريقة يتعلمون أن يكونوا توافقيين، وإن لم يتفقوا بخصوص الأمور كافة.[/box][/one_third]أنا عضو في كنيسة القديسين، ولدي زوجة ممتازة و8 أبناء و20 حفيدًا، وقد سنحت لي فرصة التعرّف إلى المسلمين عن قرب وتأسيس علاقات معهم منذ حوالي 8 سنوات، وقد عيّنتني كنيستي من أجل أن أساعد المرمونيين والمسلمين على أن يتعرّفوا إلى بعضهم البعض بشكل أقرب.
نعم، لقد استلهموا أفكارهم من الأستاذ “فتح الله جولن”، غير أن الناس يطبقون ما يشرحه في أعماله بطريقتهم الخاصة، سواء بشكل فردي أو جماعي.
لقد أدهشني كثيرًا، فترى الناس في كل مكان في تركيا يؤسسون علاقات مع جيرانهم وأصدقائهم في محيطهم من خلال الإلهام الذي حصلوا عليه من جولن، كما أنهم جمعوا مواردهم وشكلوا بيئات يستطيعون من خلالها تأسيس حوارات مع الناس من طبقات مختلفة مثل المدارس والجامعات والصحف وهيئات المساعدات الإنسانية.
أؤمن بأنه إذا عمّ السلامُ العالمَ في المستقبل، فإن ذلك سيكون بأيدي الأشخاص الذين يبذلون جهدهم من أجل التحدث وفهم بعضهم البعض مثل أفراد حركة الخدمة، وأعتقد أن الحركة هي أفضل شكل للتعبير عن الإسلام رأيته حتى اليوم.
وبالنسبة لي فإن أقوى نقطة في هذه الحركة هي الديناميكية المتطورة تلقائيًا لدى أتباعها، كما تولي الحركة اهتمامًا كبيرًا بأن يفهم الأشخاصُ المنتسبون لمعتقدات مختلفة بعضَهم البعض، وأن يتشاوروا حول الاختلافات القائمة بينهم، والناس بهذه الطريقة يتعلمون أن يكونوا توافقيين، وإن لم يتفقوا بخصوص الأمور كافة.
جولن يعلّم أتباعه أن يركزوا على رضا الله
بروفيسور د. دانيل سكوبيك – الجامعة المعمدانية في كاليفورنيا / الولايات المتحدة الأمريكية
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]أعتقد أن من المهم التركيز على التعليم الذي نراه في مبادئ حركة الخدمة والأستاذ جولن، وأؤمن أن الفعاليات التعليمية لحركة الخدمة تعتبر أهم عمل يمكن القيام به حاليًا؛ إذ إن التعليم هو عنصر حاسم جدًا للحلول طويلة الأمد للمشاكل التي يعانيها عالمنا اليوم.[/box][/one_third]هم لا يشعرون بالخجل مطلقًا سواء من القيم التي يؤمنون بها أو أمام الله الذي سخروا حياتهم في سبيله، وأعتقد أن بركةً ونقاء وشجاعة، كهذه، تخجلنا نحن النصارى، لكنها في الوقت نفسه تجذبنا نحوهم، ربما أكون أفكر من جانب واحد بصفتي أكاديميًا، لكنني أعتقد أن من المهم التركيز على التعليم الذي نراه في مبادئ حركة الخدمة والأستاذ جولن، وأؤمن أن الفعاليات التعليمية لحركة الخدمة تعتبر أهم عمل يمكن القيام به حاليًا؛ إذ إن التعليم هو عنصر حاسم جدًا للحلول طويلة الأمد للمشاكل التي يعانيها عالمنا اليوم.
وفي الواقع فإن التعليم ليس مهمًا من حيث حل مشاكلنا الحالية فقط، بل يحمل أهمية كبيرة في الوقت نفسه من أجل الحيلولة دون تضخم المشكلات أو الأمور الصغيرة التي ربما تظهر في المستقبل، فالتعليم يوفر الإمكانية للشباب من أجل تشكيل شخصياتهم وأرواحهم وعقولهم، ولكن إذا تحقق ذلك في هيئة تعليم الشباب الأشياء التي يجب عليهم التفكير بها وملء أذهانهم بمجموعة محددة من المعلومات والمبادئ، فإن عملية التشكّل هذه لن تحدث كما يجب، وعليه يجب أن يتم تعليم التفكير بفعالية، ولكن الأهم من ذلك تعليم ماذا يعني التوجه إلى الخالق، ومن ثم تلقينهم مسؤولياتهم تجاه بعضهم البعض.
المسلمون لا ينتظرون منّا الكلام، بل ينتظرون الخدمات
بروفيسور د. سليمان دقور – أستاذ علوم القرآن بالجامعة الأردنية
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]قال الأستاذ جولن عبارة مؤثرة جدًا: “لقد شبعتِ الآذان لكن العيون جوعى” ، فالإسلام والمسلمون اليوم ينتظرون منّا الخدمات وليس الكلام، ويريدون أن يروا أعمالًا على أرض الواقع، وهم أيضًا يرغبون في أن نمتثل القيم الدينية من خلال تطبيقها في حياتنا وضمائرنا.[/box][/one_third]قال الأستاذ جولن عبارة مؤثرة جدًا: “لقد شبعتِ الآذان لكن العيون جوعى” ، فالإسلام والمسلمون اليوم ينتظرون منّا الخدمات وليس الكلام، ويريدون أن يروا أعمالًا على أرض الواقع، وهم أيضًا يرغبون في أن نمتثل القيم الدينية من خلال تطبيقها في حياتنا وضمائرنا، لذلك فإن مبدأ المسلم في الحياة هو العيش في سبيل الله. “قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ” (سبأ – 46) إلى من سنتوجه؟ سنتوجه إلى الله :” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ” (النساء – 135).
إن هذه الآيات تدفع المسلم دائمًا نحو الفعل والعمل، وتدعوه دائمًا لأن يكون فعالًا ومتحركًا ومؤثرًا فيمن حوله، إذن كيف سيحدث ذلك؟ يحدث ذلك من خلال بعث الأرواح، ومن خلال تحمل المتاعب والمصاعب.
يقول الأستاذ جولن: “لا أستطيع أن أرى هذه المحنة في وجوه المسلمين وأعينهم”، فكيف سنتحرك دون أن نواجه المحن والمصاعب، ففي سبيل أية غاية يعيش الإنسان؟ وإذا أردت أن تعرف هدفك في الحياة، انظر إلى الشيء الذي تهتمّ به وتعاني من أجله، ما هو الهمّ الذي يجعلك تتحرك؟ فاسأل نفسك وأنت تنظر إلى نفسك في المرآة وتواجهها وتواجه عالمك الداخلي: “كيف هو ذلك الاضطراب الذي بداخلي؟ ما هو الهمّ الذي يجعلني أتحرك؟”
3//7/2014