أنقرة (زمان التركية) – كشف كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في تركيا، ما قال عنه إنه خفايا الاتفاق السري الذي أبرمته الحكومة التركية مع الإدارة الأمريكية، بخصوص اللاجئين الأفغان.
وعبر حسابه على تويتر، وجه كليجدار أوغلو رسالة إلى الولايات المتحدة، قائلا: “لن نقبل أبدا هذه الاتفاقيات التي تبرمونها مع أردوغان”.
كليجدار أوغلو، قال: “أخجل من التطرق مجددا إلى قضية اللاجئين في الوقت الذي نتألم فيه بسبب الحرائق، ولكن مضطرون للحديث عن القضايا التي تمس بقاء الدولة. اللاجئون الأفغان يواصلون التقدم كسيل وهناك تطورات جديدة أريد مشاركتكم إياها.
أضاف: الولايات المتحدة قررت استقبال 19 ألف أفغاني وأسرهم ممن تعاونوا معهم في أفغانستان وتصنفهم حركة طالبان كأعداء لها. وقدمت العبور إلى تركيا عبر إيران كدولة بديلة إلى نحو مليون من المتعاونين الآخرين. هؤلاء اللاجئون هم شباب هاربون من طالبان.
يبدو أن أردوغان قبل هؤلاء اللاجئون الأفغان في بلدنا خلال اللقاء الأخير الذي أجراه. وبهذا اتضح سبب المترجمة الشابة التي تم استقدامها من عائلة كافاجشي إلى الاجتماع الأخير على غير المتعارف عليه في آليات الدولة. أردوغان أقدم على هذه الحركة لمنع انكشاف الأمر.
أخاطب الولايات المتحدة! لن نقبل أبدا هذه الاتفاقيات التي تبرمونها مع أردوغان بصفتنا تحالف سيتولى إدارة البلاد. أيا ما كان ما أبلغتموه به فهذه أمور تعني أردوغان لا وتعني الجمهورية التركية.
وختم زعيم المعارضة، قائلا: بات من الواضح يا سيد أردوغان سبب تحويلك الحدود إلى مصفاة وعدم السماح للشرطة والجيش بالتدخل. تريد أن تزج بالبلاد إلى نيران مرعبة بمفردها مرة أخرى. هل تريد أن تواصل بيع أحياءنا. فلتجري انتخابات وتحصل على الموافقة من الشعب. أشعر بالحزن الشديد لاضطراري إلى الحديث عن هذا الأمر مجددا في الوقت الذي نتصدى فيه للحرائق، لكن لن أسمح بالتستر على هذه القضية التي تشكل قضية بقاء. أعدكم أننا سنحل هذه المشكلة”.
وهناك مشاورات أمريكية تركية حول بقاء قوات تركية في أفغانستان لتملأ جزءًا من الفراغ الذي سيسببه الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
ولا تبدي تركيا رفضا قاطعا لمسألة استقبال المزيد من اللاجئين على أراضيها، ما يشير إلى أن أنقرة شبه متحمسة للقيام بهذا الدور، الذي يجعلها مجددا تثبت أهميتها للاتحاد الأوروبي.
هذا وكان رئيس وزراء النمسا قد صرح أن تركيا تشكل موقعا أفضل للاجئين الأفغان عن كل من النمسا وألمانيا والسويد، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه الرأي العام التركي حالة من الجدل بشأن صمت أنقرة أمام توافد آلاف الأفغان عبر الحدود.
كما دعا وزير الدولة البلجيكي للجوء والهجرة سامي مهدي إلى توسيع اتفاق اللاجئين بين تركيا” والاتحاد الأوروبي ليشمل الأفغان قبل تدفق اللاجئين الأفغان بسبب تصاعد عنف طالبان.
قال مهدي في حديث لوسائل الإعلام: أولاً، يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص موضع ترحيب في المنطقة. لهذا السبب، من المهم توفير الحماية في البيئة المباشرة للمهاجرين الفارين من الحرب. إن جعل تركيا دولة ثالثة آمنة للأفغان سيساعدنا في إدارة تدفقات الهجرة. تسمح لنا اتفاقية تركيا بتقديم حماية أفضل للسوريين الذين لجأوا إلى تركيا وحصلوا بعد ذلك على وضع لاجئ قوي. يجب أن نستكشف كيف يمكن توسيع هذه الاتفاقية لتشمل الاجئين الأفغان على المستوى الأوروبي حتى يتمكنوا من التمتع بالحماية الكافية”.
وقال تقرير لمجلة “The Economist” البريطانية، إن حوالي ألف أفغاني يعبرون يوميا من إيران إلى تركيا بعد رحلات صعبة، عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وفرض طالبان سيطرتها على أجزاء كثيرة من البلاد.
في وقت سابق حذر حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، من خطر تسلل ما يقرب من 6.5 مليون لاجئ أفغاني إلى البلاد.
وقال الحزب في تقرير صادر عنه أن إيران تغض الطرف عن المعابر غير القانونية، بل أنها تشجع هجرة الأفغان، حيث يتم إرسالهم إلى تركيا بشاحنات ضخمة من إيران.
وأكد التقرير أن تركيا تواجه هجرة أفغانية على نطاق أوسع من الهجرة السورية، وأنه لا يمكن غض الطرف عن هذه المسألة لمجرد حصول تركيا على مساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وبينما هناك مخاوف شعبية من تزايد الأعباء الاقتصادية جراء موجة الهجرة من أفغانستان، هناك رد فعل حكومي يحاول تبرير تزايد عدد الأفغان في البلاد، من باب التعاطف مع الشعب الأفغاني الذي يمر بظروف إنسانية صعبة.