القاهرة (زمان التركية) ــ حذر خبير بشؤون الحركات المتطرفة من تأثيرات على المسلمين في أنحاء العالم يحملها تحدي الرئيس التركي للمجتمعات الأوروبية بقرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد بعد أن كانت في الأصل كنيسة.
وقال منير أديب الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي إن قرار الرئيس أردوغان، “براجماتي يؤكد توظيفه الدين لأغراض سياسية”.
الخبير المصري توقع “أن المسلمين سيدفعون ضريبة هذا القرار حول العالم، كما دفع الإسلام هذه الضريبة من تشويهه، وهو يمكن القول إنه أصبح عبء على بلاده والمنطقة العربية وعلى الإسلام نفسه“.
وقال إن “آيا صوفيا ظل كنيسة 900 عام، ثم مسجدًا منذ 1435م، واستدعى الأتراك أن محمد الفاتح اشترى الكنيسة، لكن منذ متى والمسلمون الأوائل يقومون بتحويل دور العبادة المسيحية إلى مساجد والرسول صلى الله عليه وسلم، دعانا إلى حماية الراهب وصومعته وليس مجرد الاعتداء عليها عند الفتح“. وتابع: “أي إذلال للمهزوم وأنت تحول دور عبادته لمسجد حتى ولو قمت بشرائها بالمال، وهل تُباع دور العبادة؟ الصلاة في “آيا صوفيا” 500 عام ليست مبررًا، وتبرير البعض أن مساجد المسلمين في الأندلس وفلسطين تحولت لحانات وقاعات أفراح لا يُعطي مبررًا للمسلمين أن يفعلوا نفس الشيء“.
كما أكد أن القرار سيؤثر على سلامة مقدسات المسلمين في كل مكان، وسيشجع غيرهم على التعامل مع المسلمين على نفس الشاكلة وبخاصة المسجد الأقصى“ وقال إن أردوغان يهدف إلى استقطاب المحافظين بالداخل، وهو خلط للدين بالسياسة، وسيزيد القرار من حدة احتقان غير المسلمين تجاه المسلمين في أوروبا، أردوغان يعتدي على إرث تاريخي يمس العالم“.
وأضاف في تصريحات لموقع (masr360) أن “تنظيمات الإسلام السياسي لديها مشكلة مع الآخر المختلف في العقيدة تظهر غالبًا عندما يكون منتصرًا، ما فعله أردوغان سبق وقاله قبل 20 عامًا هو الآن ينفذ وعده، وهو ما يدل على ازدراءه لأصحاب الديانات الأخرى، والسعادة الغامرة التي عبرت عنها تنظيمات الإسلام السياسي تؤكد تطابق الرؤى والأهداف والتصورات، فما يفكر فيه أردوغان يلقى قبول هؤلاء الإسلاميين وما يصنعه هؤلاء الإسلاميون يلقى ترحيب الرئيس التركي.”
وتابع “يتصور أردوغان أنه يعيش مرحلة التمكين وعودة الإمبراطورية العثمانية، المدقق في كلمته التي ألقاها بشأن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد تؤكد تصوره للخطوات التي اتخذها واصفًا إياها بالفتح المبين“.
وناقض أردوغان موقفه السابق بقرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، حيث كان قد قال في حوار تليفزيوني مباشر عام 2018 عند سؤاله عن رأيه في دعوات فتح أيا صوفيا للعبادة: “أنا بصفتي قائدا سياسيا لم أفقد صوابي لأقع في هذه المؤامرة” وحذر أردوغان من أن هذه الخطوة يمكنها الإضرار بالمساجد التي تديرها تركيا في دول أخرى.
ويقول مراقبون إن القرار سينعكس إيجابا على شعبية أردوغان في الشارع، وهو ما سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم إليه، للتهدئة من تداعيات مأزق الأزمة الاقتصادية، وضعف الثقة السياسية.
واعتبر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، قرار تحويل أيا صوفيا إلى مسجد مناورة سياسية جديدة وقال إنها “محاولات لكسب الدعم السياسي وإدارة المرحلة عن طريق اللعب على وتر العاطفة القومية والدينية….ولكن في الواقع يريد الناس العدالة والحرية والازدهار”.
وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “MetroPOLL” لاستطلاعات الرأي والدراسات، تحت عنوان “نبض تركيا – يونيو/ حزيران”، أن 43.8% من المشاركين يرون أن الغرض من قرار فتح أيا صوفيا للعبادة وتحويله إلى مسجد هو إشغال الرأي العام عن الحديث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد منذ أشهر وتزداد حدة يوما بعد يوم.
–