القاهرة (زمان التركية) – أكد المحلل السياسي التركي محمد عبيد الله أن قرار الرئيس التركي رجب أردوغان، تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للصلاة، غرضه سياسي يستهدف شغل الرأي العام عن فشله في السياسات الداخلية والخارجية.
وقال محمد عبيد الله في مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري أحمد موسى في برنامج “على مسؤوليتي” على فضائية “صدى البلد”: “هدف هذه الخطوة ليس تحقيق غاية إسلامية، بل هي خطوة سياسية بالدرجة الأولى يريد أردوغان من خلالها إشغال الرأي العام عن الفشل الاقتصادي والانهيار القانوني في البلاد”.
وأفاد عبيد الله أن القرار استثمار انتخابي يحاول أردوغان من خلاله دغدغة مشاعر الفئات الإسلامية واليمينية والتودد إليهم، في مسعى لزيادة شعبيته بعد أن كشفت استطلاعات الرأي العام تراجعها بشكل غير مسبوق.
وأكد عبيد الله أن أكبر مشكلتين تواجهان أردوغان اليوم هما انهيار شعبيته والتدهور الاقتصادي، مرجعا سبب تدهور شعبيته إلى شروع كل من زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو وزعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان في ممارسة معارضة حقيقية.
وأضاف عبيد الله قائلا: “بالتزامن مع إغلاق جامعة اسطنبول شهير من طرف أردوغان، بدأ داود أوغلو يرفع عقيرته أكثر في وجه أردوغان حيث أكد أن حزب العدالة والتنمية أصبح حزبا عائليا فقط، فضلا عن أن علي باباجان اتهم الرئيس أردوغان باستغلال المناخ الذي خلقه محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، وذكر أنه وصف المحاولة بالهدية الإلهية، وأكد وجود محاكمات جائرة في تحقيقات الانقلاب. وكل هذه الأمور أزعجت أردوغان كثيرا ودفعته إلى اللجوء لخطوات من شأنها الحيلولة دون ذوبان شعبيته بشكل كامل”.
وشدد عبيد الله على أن الفشل الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا ليس حديثًا أو بسبب تبعات أزمة وباء فيروس كورونا، وإنما متواجد منذ فترة طويلة تصل إلى سنوات.
وتابع: “أردوغان لا يريد إلا التستر على الفشل الاقتصادي في تركيا، وانهيار شعبيته وليس هدفه إسلاميا في المقام الأول… يريد إخفاء حقيقة وصول البطالة في تركيا إلى 30% رغم أن أردوغان يزعم أن البطالة في تركيا حوالي 10 % فقط، وتراجع شعبيته إلى ما تحت 30 بالمئة”.
ورجح عبيد الله أن أردوغان لن يمس العناصر والخصائص المسيحية الموجودة في آيا صوفيا، حفاظا على علاقاته مع الدول الغربية، وتوقع لجوء أردوغان خطوة لإرضاء الشعوب المسيحية.
يشار إلى أن بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، قال تعليقا على قرار تركيا تحويل أيا صوفيا من متحف إلى مسجد، عقب صلاته الأسبوعية في ميدان القديس بطرس: “إسطنبول تهيمن على فكري، فأنا أفكر في أيا صوفيا وأشعر بالحزن الشديد عليها”.
وكان مجلس الكنائس العالمي، الذي يضم في عضويته 350 كنيسة، دعا السلطات التركية إلى العدول عن قرار تحويل أيا صوفيا إلى مسجد وذلك خلال خطاب بعثه إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
نائب رئيس المجلس، لوان ساوكا، لأفاد في الخطاب أن قرار تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد حول الدلالات الإيجابية على انفتاح تركيا إلى دلالات انقسام وانفصال.
https://www.youtube.com/watch?v=Nz41v354UtI
–