أنقرة (زمان التركية) – انضم البرلمان الروسي إلى النقاشات المثارة في تركيا حول تحويل متحف أيا صوفيا الواقع في الشطر الأوروبي من إسطنبول إلى مسجد تقام به الصلاة.
وأرسل البرلمان الروسي خطابا إلى نظيره التركي دعاه إلى اتخاذ إجراءات تمنع الأضرار التي قد تنجم عن اتخاذ قرار متسرع.
وطالب البرلمان الروسي في بيانه نواب البرلمان التركي ببحث شتى جوانب الوضع الحالي والتصرف بحكمة أثناء اتخاذهم القرار حول وضع آيا صوفيا.
وحظيت قضية آيا صوفيا مؤخرًا باهتمام روسي رسمي بدا متحفظًا، بعكس اليونان التي ظهر اهتمامها وهجومها على تركيا من بداية فتح القضية.
وأمس دعا المتحدث الرسمي باسم الكرملين في روسيا، ديمتري بيسكوف، تركيا إلى الأخذ في عين الاعتبار أن آيا صوفيا بمثابة “ميراث عالمي” لكنه أكد في الوقت ذاته أن الأمر قرار داخلي.
وتعليقًا على الجدل المثار حول دعوات تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للصلاة مرة أخرى، قال ديمتري بيسكوف إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مسألة داخلية في تركيا، مؤكدًا تمني بلاده وضع الحكومة التركية في اعتبارها أن آيا صوفيات تعتبر جزءًا من الميراث العالمي.
بيسكوف قال خلال مؤتمر صحفي: “بالتأكيد آيا صوفيا هو عمل تراثي ينال إعجاب جميع السائحين الزائرين لتركيا، بما فيهم السائحون الروس. وبجانب القيمة السياسية لآيا صوفيا، له أيضًا قيمة معنوية وقدسية عميقة”.
ويأتي تصريح الناطق باسم الكرملين بعد معارضة أبدتها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
وقال بطريرك لكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل: “لا يمكننا أن نعود مرة أخرى إلى العصور الوسطى. نحن نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب ويضم أكثر من معتقد ديني. يجب احترام مشاعر أصحاب الاعتقادات”.
كما اعتبر المطران هيلاريون، رئيس إدارة العلاقات الخارجية في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في حوار مع قناة “روسيا 24” الروسية، تحويل آيا صوفيا إلى مسجد غير مقبول، وقال: “في حال تم ذلك، ستؤذي هذه الخطوة مشاعر جميع المسيحيين الأرثوذوكس، لأن هذه الكنيسة موقع مقدس لكل المسيحيين”.
كما شدد على أن هذا الإجراء يعتبر انتهاكًا غير مقبول للحريات الدينية، قائلًا: “هذا الأمر ليس شأنًا داخليًا في تركيا كما يزعم المسؤولون الأتراك”، على حد تعبيره.
ومنذ ظهر الرئيس التركي رجب أردوغان على الهواء مباشرة يقرأ سورة الفتح داخل متحف آياصوفيا في أول يوم لصلاة الجمعة في تركيا بعد الإغلاق بسبب كورونا، وحديثة عن رغبته في فتح آيا صوفيا للعباده، انقسم الشارع التركي ما بين مؤيد ومعارض لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى، فيما اعتبره المعارضون توظيفا سياسيا من أردوغان، حيث أن الموضوع فتح سابقًا أكثر من مرة دون اتخاذ خطوات فيه.
وأحدثت مساعي أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد صدى على المستوى الدولي.
واعتبر زعيم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان إيرونيموس، أن تركيا تمارس ألاعيب من خلال إثارة هذا الأمر، كما قال إن الحكومة التركية لا تجرؤ على تحويل أيا صوفيا إلى مسجد مشيرا إلى أن السلطات التركية تمارس.
وأثناء مشاركته ببرنامج تلفزيوني قال إيرونيموس إن السلطات التركية تمارس الألاعيب، قائلا: “هذا الأمر أيضا مجرد لعبة، وأنا على ثقة من أنهم لا يجرؤن على تنفيذ هذا الأمر”.
وخلال اجتماع الهيئة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان الشهر الماضي تم تحديد الخامس عشر من يوليو/ تموز كأفضل موعد لفتح آيا صوفيا للعبادة، بعد تحويلها إلى مسجد.
ويتوقع أن يصدر مجلس الدولة في تركيا قرارا بفتح آيا صوفيا للعبادة في الموعد الذي قدمه الحزب الحاكم.
–