إسطنبول (زمان عربي) – بدأت حكومة حزب العدالة والتنمية وفريق الرئيس رجب طيب أردوغان إنشاء مواقع إخبارية موجَّهة إلى العالم العربي للحيلولة دون تقديم صورة حقيقية عما يجري في تركيا.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]هذه المواقع الإخبارية والقنوات التليفزيونية والصحف تصوِّر حكومة العدالة والتنمية على أنها حكومة “متديّنة” فيما تصوِّر حركة الخدمة على أنها جماعة متعاونة مع إسرائيل والولايات المتحدة بهدف إسقاط هذه الحكومة “المتديّنة”،وذلك بعدما ألصقوا بالحركة تهمة “الكيان الموازي” حتى لايفهم أنصار الحزب داخل تركيا وخارجها أصل القضية بعدما اتضح تورط أردوغان ووزرائه في فضيحة فساد بالأدلة التي كشف عنها المدعون العامون والمسؤولون من الشرطة.[/box][/one_third]وتضم مجموعة المواقع الإخبارية التي تعمل بهدف التضليل الإعلامي وكالات أنباء وقنوات تليفزيونية وصحف تزاول النشاط الإعلامي من خلال استخدام إمكانات الدولة. كما يلفت الانتباه أن من بين الذين يكتبون في هذه المواقع أشخاص محظورون ومبعدون من دول عربية.
فهذه المواقع الإخبارية والقنوات التليفزيونية والصحف تصوِّر حكومة العدالة والتنمية على أنها حكومة “متديّنة” فيما تصوِّر حركة الخدمة على أنها جماعة متعاونة مع إسرائيل والولايات المتحدة بهدف إسقاط هذه الحكومة “المتديّنة”،وذلك بعدما ألصقوا بالحركة تهمة “الكيان الموازي” حتى لايفهم أنصار الحزب داخل تركيا وخارجها أصل القضية بعدما اتضح تورط أردوغان ووزرائه في فضيحة فساد بالأدلة التي كشف عنها المدعون العامون والمسؤولون من الشرطة.
اللافت أن هذه المواقع الإخبارية لم تتناول الموضوعات التي تتضمن التطورات التي تظهر الوجه الحقيقي لحكومة أردوغان. وفيما يلي نذكر بعض الموضوعات التي لن يكون باستطاعة حزب العدالة والتنمية توضيحها إذا فطن إليها أنصار وناخبو الحزب داخل تركيا ومحبوه في العالمين العربي والإسلامي:
علاقة أردوغان بإسرائيل
عادة مايستخدم أردوغان عبارات مناهضة لإسرائيل في ميادين الدعاية الانتخابية غير أنه تربطه علاقات قوية للغاية مع تل أبيب في الخفاء. وكان أردوغان هو الزعيم الإسلامي الوحيد الذي حصل على جائزة “الشجاعة اليهودية” التي تمنحها إحدى المؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة. كما كانت إسرائيل تسعى منذ سنين لنيل عضوية منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) وقد استطاعت في نهاية المطاف أن تصل إلى مرادها بدعم من تركيا لصالحها في عهد حزب العدالة والتنمية.
هذا فضلًا عن أنه ظهر مؤخرًا أن العديد من السفن التي يمتلكها براق نجل أردوغان تبحر في رحلات تجارية بين تركيا وإسرائيل. وتعيش العلاقات التركية – الإسرائيلية في عهد أردوغان أزهى مراحلها فيما تخطى حجم التبادل التجاري بين البلدين حاجز الخمسة مليارات دولار أمريكي.
تقديم النفط ووقود الطائرات النفاثة إلى إسرائيل
تشير المعلومات الرسمية إلى أن إسرائيل استوردت من تركيا وقود الطائرات الحربية التي أمطرت قطاع غزة بوابل من القنابل والصواريخ. هذا إضافة إلى أن الإدارة الكردية في شمال العراق باعت إلى إسرائيل عبر تركيا النفط الذي لم تستطع بيعه في الأسواق العالمية. ويدعي البعض أن إسرائيل حققت أرباحًا طائلة من وراء هذه الصفقة.
أردوغان لم يقل لبيريز “دقيقة واحدة!” ‘oneminute’
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]بالرغم من أن حزب العدالة والتنمية يظهر على أنه الحزب المتديّن فإن هناك العديد من الوزراء والنواب البرلمانيين المنتسبين إليه أطلقوا تصريحات مستهزئة بالدين. فمؤخرًا لجأ النائب البرلماني عن الحزب محمد متين أر إلى قراءة الآية 90 من سورة النحل “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ …” للدفاع عن فضيحة الفساد والرشوة وخاصة تعيين أقارب النواب والوزراء والمقربين من الحزب الحاكم في وظائف بالدولة بطريقة مخالفة للقانون.[/box][/one_third]لاشك في أن أبرز موقف جعل من أردوغان زعيمًا شعبيًا شهيرًا على المستوى العالمي، لا سيما في البلدان الإسلامية، هو اعتراضه عام 2009 على الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بقوله “One minute” خلال منتدى دافوس.
وكانت هذه الواقعة قد أثارت اعجابا واسعا وصارت حديث الناس على مدار أشهر، بل سنوات، إلى أن وضع أردوغان حدًا لهذه التكهنات باعترافه أنه لم يبد ردة الفعل تلك ولم يقل العبارة ‘oneminute’ مخاطبا شيمون بيريز بل وجهها إلى مدير الجلسة الأمر الذي يجعله يعترف بأنه اكتسب شهرة في غير محلها ولم يكن يستحقها في الواقع.
قطاع غزة ينتظر أردوغان منذ 3 سنوات
تأتي القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا التي يستغلها أردوغان كوسيلة لدعايته السياسية. وكان قد أعلن قبل ثلاث سنوات أنه سيزور قطاع غزة إلا أنه لم يفِ بوعده ذلك إلى الآن حتى إنه أصبح لا يشير في كلامه إلى موضوع زيارة غزة بتاتا.
وجّه أردوغان سهام نقده إلى حركة الخدمة إثر الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية على سفينة مافي مرمرة(مرمرة الزرقاء) عام 2010. ولاريب في أن تصريحه الذي قال فيه إن تقديم مساعدات إلى قطاع غزة يتطلب الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال الإسرائيلي يظهر افتراءاته على حركة الخدمة بشأن هذه المسألة إذ كان قد حاول استغلال كلام الأستاذ فتح الله كولن بشأن “ضرورة الحصول على تصريح من إسرائيل عند إرسال سفن تحمل المساعدات إلى غزة” واعتبر هذا الكلام دليلًا قويًا على العلاقة التي كان يزعم وجودها بين حركة الخدمة وإسرائيل مع أنه قال نفس هذا الكلام بنفسه فيما بعد.
“داعش” يحصل على السلاح من تركيا
أوقفت قوات الدرك “الجاندرما” والشرطة التركية بعض الشاحنات التي كانت متجهة إلى سوريا قبل أشهر عدة. وقد ادعت حكومة حزب العدالة والتنمية أن تلك الشاحنات كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى التركمان في سوريا وعندما لم يقتنع الرأي العام بهذا الادعاء زعمت الحكومة أن الشاحنات كانت تنقل أسلحة إلى التركمان في سوريا.
لكن الوثائق الرسمية التي ظهرت بعد ذلك أثبتت أن تلك الشاحنات كانت تنقل شحنة من الأسلحة لتوزيعها على الجماعات المتطرفة في سوريا، لاسيما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
تناولت وسائل الإعلام على مستوى العالم هذه الادعاءات ونشرت مئات الأخبار حولها. كما أجرت أبرز الصحف والقنوات التليفزيونية العالمية لقاءات مع أشخاص ذهبوا من تركيا لينضموا إلى صفوف داعش.
أما الحكومة التركية فقد زعمت أن “الكيان الموازي” هو الذي روّج لهذه الادعاءات بُغية تنفيذ انقلاب ضدها وذلك رغبة من حكومة حزب العدالة والتنمية في النجاة من الضغوط الدولية المحتملة بسبب هذه المزاعم.
نواب العدالة والتنمية والوزراء المستهزئون بالدين يجدون حماية من الحزب وأردوغان
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يلجأ أعضاء حزب العدالة والتنمية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية أردوغان إلى عشرات الأكاذيب والافتراءات ضد الذين لا يؤيدونهم يوميا دون توقف من أجل التستّر على فضيحة الفساد والرشوة الذي كشفت عنها التحقيقات قبل أكثر من عام.[/box][/one_third]بالرغم من أن حزب العدالة والتنمية يظهر على أنه الحزب المتديّن فإن هناك العديد من الوزراء والنواب البرلمانيين المنتسبين إليه أطلقوا تصريحات مستهزئة بالدين. فمؤخرًا لجأ النائب البرلماني عن الحزب محمد متين أر إلى قراءة الآية 90 من سورة النحل “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ …” للدفاع عن فضيحة الفساد والرشوة وخاصة تعيين أقارب النواب والوزراء والمقربين من الحزب الحاكم في وظائف بالدولة بطريقة مخالفة للقانون ودون خضوعهم لأي امتحان مثل المواطنين وذلك في مقابلة أجرتها معه قناة “مرجان” المحلية بمحافظة آدييامان جنوب شرق تركيا. وزعم متين أر أن الله يأمر في هذه الآية المسلمين بالسعي في تحقيق مصالح أقاربهم وحمايتهم ورعايتهم.
وكان الوزير السابق إيجامان باغيش، الذي ورد اسمه ضمن التحقيق في فضيحة الفساد والرشوة الأخيرة قد استهزأ بسورة البقرة بقوله “البقرة – المقرة”. هذا فضلًا عن أن النائب البرلماني عن الحزب بولاية دوزجه فوائي أرسلان قد ادعى أن أردوغان “إنسان جمع في ذاته كل صفات الله”. (سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا).
وبالرغم مما شهدناه من عشرات الوقائع المشابهة فإن القائمين على إدارة حزب العدالة والتنمية – الذي يدعي التديّن – لم يفصلوا أيًا من هؤلاء الأشخاص من الحزب، بل على العكس تمامًا حافظوا على تواجدهم القوي بالحزب.
أصبح الافتراء والكذب شعارًا للحزب
يلجأ أعضاء حزب العدالة والتنمية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية أردوغان إلى عشرات الأكاذيب والافتراءات ضد الذين لا يؤيدونهم يوميا دون توقف من أجل التستّر على فضيحة الفساد والرشوة الذي كشفت عنها التحقيقات قبل أكثر من عام.
وقد عمد أعضاء الحزب إلى تشويه صورة المنتسبين إلى حركة الخدمة المعروفين على المستوى العالمي بأنشطتهم الخيرية والصدق والإخلاص وحب الخير ودعم المحتاجين وذلك من خلال تشبيههم بـ”الحشاشين” الذين يعتبرون من أكثر التنظيمات الإجرامية شراسة على مر التاريخ. هذا فضلًا عن الافتراءات الأخرى يرددونها في الدول العربية والإسلامية من قبيل أن حركة الخدمة تزاول أنشطة تجسسية لصالح قوى خارجية – مثل إسرائيل وأمريكا- وأن المنتسبين إلى الحركة ليسوا مسلمين بينما كانوا يرددون في الدول الغربية أن المنتسبين إلى الحركة هم إسلاميون أصوليون.
أردوغان يغيّر علامة “رابعة”
كانت علامة “رابعة” إحدى أكثر الإشارات التي استخدمها أردوغان لضمان الدعم الشعبي المطلوب في الانتخابات المحلية التي أجريت في نهاية شهر مارس/ آذار من عام 2014.
وصرح أردوغان ذات مرة بأنه لا يعرف زعيمًا سوى الرئيس المصري السابق محمد مرسي. إلا أنه عاد وغيّر سياسته مدعيًا أن علامة “رابعة” التي كان يرفعها تشير إلى شعار “لغة واحدة، عَلم واحد، أمة واحدة، دين واحد” من أجل تعزيز الوحدة والتضامن في تركيا. وظهر بذلك جليا أن أردوغان لم يكن يقصد من البداية دعم وتأييد الإخوان المسلمين بل كان يستغل ظروفهم ليكسب مزيدا من الأصوات في الانتخابات.
إيران بيت أردوغان الثاني
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]تعتبر من أكثر الدعايات التي يستخدمها أردوغان وحزب العدالة والتنمية هي أن “أردوغان هو الأمل الوحيد للعالم الإسلامي”. بيد أن جميع الدراسات التي أجريت في الأعوام الأخيرة أظهرت أن شعبية تركيا في العالمين العربي والإسلامي أخذت في التضاؤل بسرعة وأن تركيا التي يرأسها أردوغان لم تعد تعني “النموذج” بالنسبة للبلدان الإسلامية.[/box][/one_third]لاريب في أن إيران هي المستفيد الأكبر من السياسة التي ينتهجها أردوغان والتي تتسبب في جعل تركيا في عزلة دولية. ففي الوقت الذي تحولت فيه إيران مؤخرًا بسرعة إلى أقوى عنصر في الشرق الأوسط أضحت تركيا مرشحة لتكون بلدا غير مرغوب فيه وفي وضع قريب من وضع إسرائيل في المنطقة.
غير أن أردوغان يولي اهتمامًا كبيرًا جدًا للعلاقات مع إيران سواء كان واعيا بعواقب ذلك أو لم يكن واعيا، وكذلك لم يهتم أردوغان بالمساعدات التي قدمتها إيران من أسلحة وعناصر مسلحة إلى بشار الأسد. ولم يرَ مانعًا في أن يدلي بتصريح مثير عندما زار إيران العام الماضي حيث قال “إيران هي بيتي الثاني”. ومن المنتظر أن يزور أردوغان إيران هذا العام أيضًا.
العالم الإسلامي بأسره يدعون لأردوغان!
تعتبر من أكثر الدعايات التي يستخدمها أردوغان وحزب العدالة والتنمية هي أن “أردوغان هو الأمل الوحيد للعالم الإسلامي”. بيد أن جميع الدراسات التي أجريت في الأعوام الأخيرة أظهرت أن شعبية تركيا في العالمين العربي والإسلامي أخذت في التضاؤل بسرعة وأن تركيا التي يرأسها أردوغان لم تعد تعني “النموذج” بالنسبة للبلدان الإسلامية.
كما أن مسؤولي حزب العدالة والتنمية لايستطيعون أن يوضحوا ما هي الإجراءات التي يمكن أن تجعل من أردوغان أملًا بالنسبة للعالم الإسلامي. وأصبح هناك شغف يسيطر على البعض لمعرفة كيف أن تركيا تمثل أملًا للعالم الإسلامي في حين أن اقتصادها أصبح يراوح مكانه أو بالأحرى بدأ يتراجع ومجتمعها يواجه استقطابات من كل جانب وأنها صارت في عزلة دولية.
ماذا عن التسجيلات الصوتية المنسوبة لأردوغان ووزرائه؟
انتشرت على مواقع الإنترنت مئات التسجيلات الصوتية التي تنسب إلى أردوغان وبعض المسؤولين بحكومة العدالة والتنمية تتعلق بفضائح الفساد والرشوة عقب الكشف عن تفاصيل القضية في ديسمبر/ كانون الأول عام 2013. غير أن أردوغان والحكومة فقد أعلنا أن هذه التسجيلات الصوتية “مفبركة” مستندين إلى التحليلات التقنية التي زعموا أنها أجريت في مؤسسات الدولة.
أما الخبراء المستقلون فقد أثبتوا أن هذه التسجيلات الصوتية أصلية وحقيقية وصحيحة مشيرين إلى أن هذه التسجيلات تشكل دليلًا واضحًا على تورط أردوغان والمسؤولين الآخرين المعنيين في الحكومة في فضائح الفساد والرشوة.
وقد أوضح الخبراء أن حكومة حزب العدالة والتنمية يمكنها إرسال هذه التسجيلات الصوتية إلى المراكز المشهورة في تحليل الصوتيات على المستوى العالمي للتخلص من وطأة هذه الادعاءات بحكم حاسم في الموضوع لكن الحكومة تتجنب من تنفيذ هذا الإجراء.