أنقرة (زمان التركية) – ودع أمس الثلاثاء مئات من الجاليات التركية في القارة الأوروبية الأستاذ محمد علي شنجول الذي يعتبر من أقرب وأعزّ رفقاء الأستاذ محمد فتح الله كولن.
أقيمت جنازة شنجول في ولاية هاناو بألمانيا، وشارك فيها عدد محدود من محبيه، بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.
وانتقل الأستاذ شنجول إلى رحمة الله تعالى بعد تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة داخل المستشفى في ألمانيا حيث كان يتلقى العلاج من فيروس كورونا المستجد، منذ شهر أبريل الماضي.
ونعى فتح الله كولن صديقه ورفيق دربه قائلا: “لقد أجل الله لكل نفس أجلاً، فإذا جاء أجلها لا تستأخر ساعة ولا تستقدم. رحمه الله تعالى وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وحشره يوم القيامة تحت لواء الحمد، وجعله من أهل الرضا والرضوان”.
وعبر كولن عن حزنه على وفاة صديقه المقرب قائلا: “من الصعوبة جدا ملء الفراغ الذي سيحصل برحيله. عندما سمعت نبأ وفاته تأثر قلبي جدا واختلت نبضاته. إنه كان على وعي كامل برسالة حركة الخدمة. إنه لم يعش لنفسه بل عاش دومًا من أجل الآخرين وعمل على تحصيلهم السعادة في الدارين معا”.
من جانبه نعاه رفيق دربه الآخر الأستاذ عبد الله أيماز بقوله: “أستاذنا محمد علي شنجول كان حافظًا للقرآن، وامتاز بمواعظه وخطاباته البلغية والمؤثرة. كان في الطليعة دائمًا في كل مجال من مجالات الخدمة. لقد بذل كل ما في وسعه في سبيل تقديم خدمات إيمانية وقرآنية في كل من أوروبا وآسيا”.
يذكر أن الأستاذ شنجول ولد في عام 1945 في قرية “أَلْدِينْ” ببلدة “يشيل أوفا” التابعة لمدينة بوردور جنوب غرب تركيا على شاطئ بحيرة بوردور.
وقد حفظ القرآن عن ظهر الغيب في مدينة دنيزلي، ثم درس في معهد القرآن بمنطقة كستانة بازاري من مدينة إزمير غرب تركيا بعد القدوم إليها عقب انقلاب عام 1960.
تعرف شنجول على رفيق دربه فتح الله كولن في مدينة إزمير، ليبدأ في وقت لاحق العمل كإمام في أحد مساجد منطقة “بوزياكا”، كما عمل لاحقًا في مدينة سامسون شمال تركيا لفترة ضمن كوادر رئاسة الشؤون الدينية.
الأستاذ شنجول تعرض للاعتقال بعد انقلاب 1980، ليتم إطلاق سراحه بعد أسبوعين، في وقت كان رفيق دربه فتح الله كولن مطاردًا أيضًا.
وقضى الأستاذ شنجول عمره في خدمة الإيمان والإسلام حتى آخر أنفاسه، في بلدان مختلفة من العالم، وفي مقدمتها آسيا الوسطى والقارة الأوروبية، وقدم خدمات جليلة للجاليات التركية هناك.
وقد ظل الأستاذ شنجول مخلصًا وداعمًا للحق ورفيق دربه فتح الله كولن رغم أنه بات هدفا سافرا لنظام أردوغان الذي قاد دعاية سوداء لإسقاط نموذجه المعتدل بعدما رأى أنه يشكل أكبر خطر على نموذجه الراديكالي.
رفعت السلطات التركية دعوى قضائية ضد الأستاذ محمد على شنجول بتهمة “إدارة منظمة إرهابية مسلحة” و”محاولة انتهاك النظام الدستوري” بعد محاولة الانقلاب المزعومة في 15 يوليو 2016.
وكان شنجول قال في درس ألقاه قبل أشهر من وفاته: ”أكثر ما يثير حيرتي ودهشتي أنهم يتهمونني بقيادة منظمة إرهابية مسلحة رغم أنني لم أقتل نملة واحدة طوال حياتي”.
وتابع: “لن أشعر بالحزن والأسى بعد رحيلي من هذه الدنيا؛ لأن الجيل الذهبي الخلوق المهذب قادم يإذن الله تعالى”.