أنقرة (زمان التركية) – انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في تركيا صورة جمعت سفير تركيا في التشيك أجامان باغيش والصحفي البارز علي بيرام أوغلو، وهما يشربان الخمر على متن طائرة.
الصحفي علي بيرام أوغلو علق على الصورة التي التقطت له مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي الأسبق وسفير تركيا الحالي لدى التشيك أجامان باغيش.
وأفاد بيرام أوغلو أن صورته مع باغيش تم التقاطها في عام 2011 على متن طائرة حكومية.
وفي حديثه مع موقع سربستيت (Serbestiyet)، تطرق بيرام أوغلو إلى الادعاءات المتعلقة بكون الطائرة تعود ملكيتها لرجل الأعمال التركي الهارب المتهم بالاحتيال، سيزجين باران كوركماز قائلا: “تم التقاط هذه الصورة في عام 2011 على متن طائرة حكومية أثناء العودة من الزيارة الخارجية الرسمية التي أجراها باغيش إلى دولة لا أتذكرها خلال فترة عمله كوزير شؤون الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح بيرام أوغلو أنه كان يتابع الزيارة بصفته صحفيا قائلا: “حينها كان سزجين باران كوركماز لا يزال في مدينته كارس تقريبا. والخمر كان إكرامية الوزير على أية حال”.
يذكر أن هناك علاقة وطيدة بين أجامان باغيش والرئيس أردوغان منذ سنوات، وكان من أقرب الأسماء له.
ووصف باغيش المدن التي ولد فيها أردوغان وترعرع سياسيا قائلا: “إذا كانت مدينة أورفا مجيدة (شانلي)، ومدينة عنتاب محاربة (غازي) ، ومدينة كهرمان بطلة، فإن مدن ريزا وإسطنبول وسيرت مباركات، لأنها كانت خير وسيلة لميلاد أكبر قائد وزعيم في تاريخ الجمهورية التركية”، على حد تعبيره.
باغيش استمر وزيرا لشؤون الاتحاد الأوروبي حتى ظهرت وقائع الفساد والرشوة الشهيرة في 17 ديسمبر 2013، مما دفع أردوغان إلى إعفائه من منصبه في 25 ديسمبر من العام نفسه، وذلك لأنه كان على رأس الوزراء الأربعة المتهمين بالحصول على رشوة من رجل الأعمال التركي إيراني الأصل رضا ضراب الموصوف بـ”إمبراطور الذهب” المعتقل حاليا في الولايات المتحدة بتهمة الاحتيال على العقوبات الأمريكية والأممية المفروضة على إيران عن طريق استغلال النظامين المالين التركي والأمريكي.
واجه باغيش اتهامات بالحصول على 1.5 مليون دولار أمريكي رشوة من رضا ضراب، على ثلاث دفعات مختلفة، في مقابل تسيير أعماله داخل تركيا، ووقف نشر الأخبار المتعلقة بفساده في الصحف التركية.
وكان رضا ضارب كشف أثناء محاكمته في أمريكا تفاصيل طريقة عمل هذه الشبكة التركية – الإيرانية للتحايل على العقوبات المفروضة على إيران عبر استغلال النظام المالي الأمريكي والتركي قائلاً: “لم يكن الإيرانيون يستطيعون استخدام أموالهم التي حصلوا عليها جراء بيع النفط والغاز بسبب العقوبات المفروضة على إيران، فساعدَنا نائب رئيس بنك خلق محمد هاكان أتيلا في التحايل على العقوبات، نظرا لأنه كان الأكثر خبرة في هذا المجال. تعاملنا في البداية مع بنك أكتيف التركي (الذي كان وزير الطاقة الحالي برات ألبايراق، صهر أردوغان، الرئيس التنفيذي لهذا البنك آنذاك) وساعدني وزير شؤون الاتحاد الأوروبي أجامان باغيش في فتح حساب بهذا البنك، وبدأت العمل بعمليات بلغت قيمتها 10 ملايين دولار في البداية”.
من الفضائح التي تورط فيها باغيش أنه كان يتحدث في تسجيل صوتي مسرب مع كاتب صحفي معروف عن أنه يستيقظ كل يوم جمعة يبحث عن آية قرآنية على الإنترنت لينشرها على حسابه الشخصي على تويتر، حتى يظهر أمام الرأي العام على أنه رجل متدين، وقال في محادثته الهاتفية المذكورة بطريقة ساخرة: “اليوم نشرت آية من سورة البقرة.. بقرة مقرة.. إنها شيء جيد”، وهو أسلوب سخرية في اللغة التركية يعتمد على تكرار الكلمة مع تغيير الحرف الأول منها.
وعلى الرغم من اتهامات الفساد والرشوة الكبيرة التي لا تزال تطارد أجامان باغيش إلا أن أردوغان لم يتخلَّ عن رجله الموثوق بعد إقالته من منصبه الرسمي كوزير لشؤون الاتحاد الأوروبي، حيث أسند إليه منصب مستشار مسؤول عن شؤون أوروبا والسياسة الخارجية، إلى أن عينه سفيرًا لتركيا لدى دولة التشيك ولا يزال يشغل هذا المنصب.