بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – من أغرب الحوادث لطفا وبشاعة في آن واحد ما شهدته إحدى مناطق مصر في شهر مارس الماضي 2021 ، حين أقدم صبي على استدراج صبي مثله الى موقع ناء – بحجة اللعب – ثم فاجأ الصبي صديقه بآلة حادة يخرجها من طيات ملابسه ، بينما يقول للصبي المستدرج المستغرب المذهول أنه يكرهه وكم تمنى منذ زمن أن يقتله . فلما أفاق الصبي ضحية الكراهية والغدر ووجد نفسه على قيد الحياة في أحد المشافي حكى ملابسات الحادثة التي تعرض لها ، بينما البعض يقول : لقد انقذتك العناية الإلهية ، لقد حملتك الملائكة ، والضحية الناجية من الموت المحقق يقول : لقد حملتني كلاب الشوارع التي طالما أطعمتها .
قال الصبي الضحية : فوجئت بكلمات صديقي المعبرة عن الكره والشر كما فوجئت بالآلة الحادة التي أخرجها من ملابسه ، فلم أحرك ساكنا بينما أسرع صديقي المجرم الى طعني بالآلة الحادة في رقبتي وفي جسمي مرات ، لافقد وعي في التو لوهلة . ولا أدري لمتى أو كم من الوقت مضى مغشيا على في ذلك المكان المقطوع حتى شعرت بأحد الكلاب الكبيرة يحملني ولا ادري كيف حملني فسقطت منه على الارص . فذهب الكلب المنقذ ثم عاد برقة كلب آخر فحملاني معا . لا أعلم كيف حملني الكلبان ولكنهما حملاني أو سحباني سحبا حتى صرنا أمام أحد المحال العامرة ثم تركاني على الأرض وغادرا المكان فورا . فربما خشى الكلبان – وهما بحالهما أدرى وأعلم – أن يظن الناس بهما ظن السوء فينالهما من الشر والغضب ما ينالهما .
خرج صاحب المحل على صوت ارتطام جسمي بالأرض ، ليهرع الى طلب النجدة لاسعافي وانقاذي . وهأنا ذا أمامكم حي أرزق لم ينلني من كره صاحبي المجرم – بفضل الله وعلى أيدي الكلاب – سوء . نعم لم يكن من حملني من العراء مجروحا أعالج الموت ملائكة ، بل كانوا كلابا لم أعرفهم حتى من قبل . كانوا كلابا ، كانوا كلابا أرادوا أن يستحقوا الى كنا أحسنت إليهم يوما . فأنا أحب القطط والكلاب وسائر الحيوانات وأطعمهم كلما استطعت ، ولم أظن طبعا أن يأتي يوم ينقذني فيه أصدقائي الكلاب من الموت المحقق على يد صديقي الانسان .