أنقرة (زمان التركية) – رفض البرلمان التركي مقترحًا للتحقيق في وقائع انتحار أفراد الشرطة المتزايدة ورصد المشاكل التي تدفعهم للتخلص من حياتهم.
بأصوات نواب تحالف حزبي الحركة القومية والعدالة والتنمية الحاكم، تم رفض مقترح قدمه حزب الشعب الجمهوري المعارض لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول انتحار أفراد الشرطة ورصد المشكلات التي تدفعهم إلى الانتحار وحلها وتحسين ظروف عمل عناصر الشرطة.
بالنيابة عن الكتلة البرلمانية لحزبه، أفاد البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، مراد باكان، أن الأشهر الستة الأخيرة شهدت انتحار 34 من عناصر الشرطة.
أضاف البرلماني المعارض، قائلا: “نحن نعلم أسباب وقائع الانتحار هذه، ووزارة الداخلية أيضا تعرفها، لكن لا يقدم أحد على فعل شيء تجاه الأمر. إن لم تمنحوا أصواتكم لتشكيل هذه اللجنة فسيتحمل كل واحد منكم عواقب انتحار عناصر الشرطة التي ستحدث بعد الآن”.
وأشار باكان إلى العنف الذي تمارسه الشرطة قائلا: “مخالفة الشرطة للقانون واستخدامها القوة المفرطة وتعاملها كأنها قوات أمن تابعة لحزب سياسي وليس قوات أمن تابعة للدولة هو أمر مرفوض بشكل قطعي”.
تم رفض المقترح بسبب أصوات نواب حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الذين صوتوا بالرفض.
هذا وأعلن البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، مصطفى حلمي دولجار، معارضته للمقترح، مفيدا أن طرح هذه القضايا بكثرة سيجعلها أمرا اعتياديا داخل المجتمع.
يذكر أن أعباءً كثيرة وضعت على جهاز الشرطة في تركيا منذ انطلاق الحملات الأمنية ضد المعارضين وأعضاء حركة الخدمة خاصة بعد عام 2016 الذي شهد محاولة انقلابية فاشلة، وفقا للرواية الرسمية.
فاروق سيزار رئيس اتحاد الأمن في تركيا قال إن معدل الانتحار بين أفراد الشرطة ارتفع في الفترة الماضية، حيث انتحر 15 شرطيا خلال 25 يوما.
وأشار سيزار إلى أن هناك وضعا مؤسفا بالنسبة لحالات انتحار ضباط الشرطة، حيث انتحر 57 من ضباط الشرطة في عام 2013، وفي 2018 و 2019 انخفض هذا الرقم بشكل طفيف إلى 53.
وأكد سيزار أن ظروف العمل المكثفة وغير النظامية في الشرطة هي أحد عوامل الانتحار، وقال منتقدًا: “يتم إرسال 15 شخصًا إلى المهمة التي سيقوم بها ثلاثة أشخاص. يتم إرسالهم إلى عمل غير ضروري. بينما يعمل موظف حكومي عادي 160 ساعة، يعمل ضابط الشرطة 240 ساعة على الأقل، وهناك ضباط شرطة يعملون 400 ساعة”.
وأوضح سيزار أن السبب الرئيسي للزيادة في عدد حالات الانتحار نابع من سوء الإدارة.