مرسين (زمان التركية) – ضبطت السلطات في تركيا شحنة ضخمة من مخدر الكوكايين في ميناء مرسين جنوب البلاد، داخل حاوية محملة بالموز على متن سفينة قادمة من الإكوادور، وذلك في ظل تزايد الحديث عن تورط شخصيات مقربة من السلطة في تجارة المخدرات.
وفور تلقيها معلومات بوجود مواد مخدرة على متن السفينة، شنت مديرية الأمن العام في مرسين ومديرية الأمن الجمركي حملة أمنية أسفرت عن الكشف عن أكثر من طن من الكوكايين مقسمة على ألف حزمة في الحاوية.
وزارة التجارة ذكرت في بيان أن فرق الإدارة العامة تعقبت الحاوية المثيرة للشبهات التي قدمت من الإكوادور وهي محمّلة بالموز، مشيرة إلى مصادرة فرق الأمن الجمركي طن و150 كيلوجراما من الكوكايين، وهي أضخم شحنة كوكايين يتم مصادرتها دفعة واحدة في تاريخ تركيا.
والشهر الماضي أعلنت السلطات في بنما ضبط 616 طردًا من الكوكايين قبل أن تصل إلى تركيا قادمة من الإكوادور. عثر على عبوات الكوكايين مخبئة بالطريقة ذاتها في حاوية موز أُرسلت من ميناء بويرتو بوليفار الإكوادوري إلى ميناء مرسين جنوب تركيا، وفق السلطات البنمية.
ويستمر ربط اسم تركيا بتجارة المخدرات، ومؤخرًا قال زعيم عصابة الجريمة المنظمة سادات بكر إن “مخدرات جلبت من كولومبيا إلى تركيا”، وإن أركان يلدريم، نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، متورط في هذا الأمر.
التفتيش باستخدام الكلاب
وأفادت وزارة التجارة في بيانها بخصوص الكوكايين المضبوط أن فرق المخدرات بوحدة الاستخبارات والتهريب بالأمن الجمركي في مرسين بدأت الحملة الأمنية بعدما رست السفينة التي تحمل الحاوية بميناء مرسين.
وأشارت وزارة التجارة إلى إخلاء السفينة ومن ثم نقل الحاوية المثيرة للشبهات للخضوع لفحص الأشعة السينية.
ولفتت وزارة التجارة في بيانها إلى مشاركة كلاب الكشف عن المخدرات في الحملة الأمنية بعد رصد كتلة مثيرة للشبهات، مفيدة أنه فور نباح الكلاب على حمولة الحاوية انتقلت الفرق إلى إجراء فحص تدقيقي، مما أسفر عن العثور على شحنة مخدرات مخبأة داخل حمولة الحاوية.
وأكدت الوزارة أن تحليل العينة المأخوذة من المخدرات التي تم رصدها باستخدام جهاز الكشف عن المواد الكيماوية والمخدرات أثبت أن الشحنة المصادرة تتألف من كوكايين.
وعبر حسابه على تويتر، نشر وزير التجارة، محمد موش، تغريدة تناول خلالها الحملة الأمنية قائلا: “هذه أضخم حملة مصادرة لكوكايين في تاريخ تركيا حتى يومنا هذا”.
غياب وزير داخلية تركيا
وكان من اللافت غياب وزير الداخلية سليمان صويلو الذي يواجه اتهامات من زعيم المافيا بالقيام بأعمال غير قانونية والتعامل مع رجال أعمال فاسدين، وإعلان وزير التجارة تفاصيل الحادث.
ومن المثير إرسال هذه الشحنة الضخمة من المخدرات إلى تركيا دفعة واحدة، فيما يوحي بأن تجار المخدرات لديهم تنسيق عالي المستوى، يمنحهم الجرأة للإقدام على ذلك.
ويتزايد إدمان المخدرات بأوساط الشباب في تركيا عامًا بعد الآخر، في حين فشلت حكومة حزب العدالة والتنمية في وضع حد لهذه الأزمة الخطيرة.
ويقدر عدد مدمني المخدرات في تركيا بـ 2 مليون شخص، بينما عدد الذين يتعاطوا المخدرات يبلغ 5 ملايين.
ووفق بيانات رسمية، شهدت تركيا العام الماضي أكثر من 158 ألف عملية أمنية لمكافحة مخدرات، أسفرت عن اعتقال 229 ألفًا و156 شخصًا. واعتقلت السلطات خلال عام 2020 ما مجموعه 229156 شخصا وصدرت أحكام بالسجن على 23693 شخصا في 158674 عملية لمكافحة المخدرات.