أنقرة (زمان التركية) – سخر زعيم المافيا التركي من التبريرات التي ساقها رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية، إسماعيل دمير أحد أبرز المسؤولين اللذين تبينت إقامتهم في فندق “بارامونت”، المملوك لرجل أعمال فار من تركيا.
زعيم المافيا التركي سادات بكر صرح مؤخرًا أن رجل الأعمال التركي سيزجين باران كوركماز المتورط في جريمة احتيال مالي في الولايات المتحدة استضاف في الفندق المملوك له “بارامونت” مع شريكه جيهان أكشي أوغلو عددًا كبيرًا من المسؤولين والصحفيين دون أن يتحملوا أي أعباء مالية.
وكشف سادات بكر أن رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية بالرئاسة إسماعيل دمير مكث في فندق “بارامونت” المشبوه في جناح خاص تبلغ تكلفة إقامة الليلة الواحدة فيه 105 آلاف ليرة.
واعترف إسماعيل دمير بمزاعم سادات بكر، لكنه دافع عن نفسه بأن رجل الأعمال لم يستضفه مجانا في الفندق، بل إن صديقه علي تونجا دفع تكلفة الإقامة، وأضاف: “صديقي تونجا كان يعرف هذا الفندق منذ 10 سنوات، وهو اقترحه علي قائلا بأنه مناسب لقضاء عطلة آمنة خاصة في ظل جائحة كورونا”.
ومع أن إسماعيل دمير اعترف بأنه مكث في الفندق مع عائلته لمدة أسبوع، إلا أنه نفى وجود أي علاقة تجارية بين المؤسسة التي يرأسها ورئيس مجلس إدارة شركة “أبكا” القابضة العاملة في مجال صناعة الدفاع جيهان أكشي أوغلو الذي يعتبر المدير الفعلي لأعمال الفندق.
أبدى زعيم المافيا سادات بكر رد فعل على تبريرات إسماعيل دمير وسخر منه قائلاً: “ألم يفكر حتى في سؤال صديقه عن المكان الذين دعاه للنزول فيه لمدة أسبوع. عذره أقبح من ذنبه”، على حد تعبيره.
ثم أضاف قائلاً: “أنت رئيس مؤسسة رسمية مرموقة.. ماذا لو كان مالك الفندق الذي تمت دعوتك إليه على صلة بالأجهزة الاستخباراتية الأجنبية؟ وماذا لو تعرضتَ فيه لعملية اغتيال يا ترى؟”.
وتابع زعيم المافيا: “حتى ابنتي البالغة من العمر ستّ سنوات لو دعاها أحد إلى مكان ما لسألت الداعي إلى أين ستأخذني؟ انظروا إلى الوضع الذي آل إليه بلدي يا جماعة! أنا أؤكد لكم أن عقلية الدولة غابت عن هذه الدولة ولكنكم لا تصدقونني!”.
واختتم سادات بكر بقوله: “لم يدعني حتى اليوم أحد من أصدقائي إلى فندق تكلفة إقامة ليلة واحدة فيه تبلغ 100 ألف ليرة بدون مقابل”.
يذكر أن الولايات المتحدة فرضت العام الماضي على رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، ونائبه، فاروق يكيت، عقوبات تضمنت تجميد أصولهما داخل الولايات المتحدة والامتناع عن منحهما تأشيرات دخول، في إطار العقوبات المفروضة على تركيا بسبب حصولها على منظومة الصورايخ الروسية S-400.
وكان المذيع في قناة “خبر ترك”، أويس آتيش من بين الذي تم استضافتهم في “بارامونت”.
وكشف كل من الصحفيين فاتح آلتايلي وسفيلاي يلمان من قناة خبر ترك أن المذيع أويس آتيش طلب من رجل الأعمال الهارب باران كوركماز 10 ملايين يورو من أجل التوسط لتحسين علاقاته مع الحكومة التركية بعد قرار مصادرة ممتلكاته.
وقالت معلومات إن باران كوركماز يحوز تسجيلات صوتية عن المكالمات الهاتفية التي أجراها مع 12 صحفيًا اشترى ذمتهم عن طريق استضافتهم في الفندق المذكور أو تقديم رواتب معينة لهم.
وزعم سادات بكر أيضا أن رجل الأعمال التركي سيزجين باران كوركماز استولى على فندق بارامونت من مالكه الأصلي آتيلا أوراس، بطرق غير قانونية كالتهديد والابتزاز، وذلك بالتواطؤ مع رئيس مجلس إدارة شركة “أبكا” القابضة جيهان أكشي أوغلو الذي يدير الفندق فعليا.
يذكر أنه في منتصف أكتوبر الماضي، قضت السلطات التركية بمصادرة جميع أملاك سيزجين كوركماز داخل تركيا بطلب أمريكي بسبب احتيال شركة “إخوان كينجستون” التي يعد أحد شركائها على الحكومة الأمريكية.
واتهمت السلطات الأمريكية شركة “إخوان كينجستون” بالاحتيال من خلال شركة الطاقة “واشاكي رينيوابل إنرجي”، إذ طلبوا ائتمانات على أنواع الوقود المتجددة التي لم تنتجها شركته مطلقًا، وتلقوا بموجب ذلك 512 مليون دولار قبل القبض عليهم في أغسطس 2018.
وكان سادات اتهم أيضا وزير الداخلية سليمان صويلو بمساعدة رجل الأعمال المتهم بالاحتيال سيزجين كوركماز في الهروب من تركيا.
–