أنقرة (زمان التركية) – بعد خمسة أشهر على خطوة مثيرة اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان، وجه رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة ذي الخلفية الإسلامية، أوزهان أصيل ترك، انتقادات لاذعة لإدارة الحزب وأعلن أنه سيتم إعداد قائمة جديدة تحت إشرافه في الجمعية العمومية الأولى.
وأشار أصيل تورك إلى أن الإدارة قد ابتعدت عن الخط السياسي للرئيس المؤسس نجم الدين أربكان، الموسوم بـ”أبو الإسلام السياسي في تركيا”، لافتاً إلى أنه ليس من تقاليد حركة “ملي جورش” انتقاد الحكومة وحدها.
قال أصيل تورك: “إذا رأينا خطأ في الناس من حولنا، فمن واجبنا تصحيح هذا الخطأ. عليهم الابتعاد عنا”.
المتحدث باسم الحزب، بيرول أيدين، أصدر بيانًا بعد تصريحات أصيل تورك، قال فيه “إن المجالس المعتمدة وهيئات اتخاذ القرار في حزب السعادة واضحة. وبالمثل، في نظامنا الأساسي، يتم اتخاذ القرار من قبل مجلس إدارة الحزب”.
تحت قيادة رئيس الحزب تميل كارامولا أوغلو، أكد أيدين أن أعضاء الهيئة الإدارية العامة وإدارة الحزب سيواصلون عملهم، وقال: “إن شعبنا يعرف سبب اعتراضنا على السياسات والمواقف والسلوكيات الخاطئة التي تسبب المشاكل”.
أظهرت تصريحات أوزهان أصيل تورك هذه أن النقاشات داخل حزب السعادة حول الانضمام إلى تحالف الشعب المعارض أو تحالف الجمهور الحاكم قد اندلعت.
بينما كان رئيس الحزب كارامولا أوغلو يتبع خطاً مقرباً من تحالف الشعب ضد الحكومة، اتخذ الرئيس رجب طيب أردوغان في الأشهر الأخيرة خطوات تظهر رغبته في ضم حزب السعادة إلى تحالف الجمهور.
في يناير/ كانون الثاني زار أردوغان، أصيل تورك، أحد الشخصيات البارزة في الحزب خلال ولاية أربكان، في منزله وأعلن أنهم كانوا “يتحدثون عن تحالفات”.
تسبب هذا الاجتماع، الذي عقد دون علم كارامولا أوغلو، في إزعاج داخل الحزب.
بعد الاجتماع مع أردوغان آنذاك، قال أصيل تورك “إذا تقرر ذلك -التحالف- سيتم تنفيذه به قبل أسبوع واحد من الانتخابات. إذا شرحت هذا الآن، فسيحدث انقسام. لن أشرح الأمر. ما سأفعله سيبقى في قلبي.”
أضاف أصيل تورك، “لأننا نؤمن بأن المؤمنين إخوة، فإننا نتمنى علاقات طيبة بين الإخوة. نحاول خلق الأخوة وتنميتها دون أن نتأثر بالبيئة السلبية التي خلقتها الصراعات السياسية”، ما تم تفسيره على أنه رغبة في فتح باب التعاون مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ولا يفضل أردوغان الاستمرار في الاعتماد على حزب الحركة القومية المتطرف للحفاظ على بقاء حزبه في السلطة، ويسعى منذ فترة لضم أحزاب أخرى تتخذ موقفا ضد الحكومة للتحالف الحاكم أو على الأقل إحداث انقسام بداخلها. ومؤخرا رفعت الحكومة دعوى لحل حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، كما يحاول التحالف الحاكم استقطاب زعيمة حزب الخير ميرال أكشنار، فيما نجح الرئيس أردوغان في فصل محرم إينجه عن حزب الشعب الجمهوري، وقد أسس إينجه المرشح الرئاسي السابق حزبا جديدا واستقطب قيادات في حزبه السابق للانضمام إليه.