أنقرة (زمان التركية) – وصفت منظمة الانتربول مذكرة التوقيف الحمراء التي أصدرتها تركيا، بحق الصحفي جان دوندار بأنها تنبعث منها رائحة كريهة للسياسة وليست قانونية.
ونقلت الصحفية في شبكة (يورونيوز) بانو جوفين رد المتحدث باسم الانتربول على سؤالها بخصوص مذكرة التوقيف التي صدرت في الماضي بحق جان دنوندار، وقال المتحدث إنه ردا على مذكرة التوقيف، تم تذكير الأمانة العامة لمكتب الانتربول الوطني المركزي في أنقرة بضرورة “التقيد بقواعد المنظمة ونظامها الأساسي”. و”تقديم المساعدة المتبادلة على أوسع نطاق، في ضوء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بين جميع وحدات الشرطة الجنائية، في إطار قوانين البلدان المختلفة”. كما أشار المتحدث باسم الإنتربول إلى أنه تم التنبيه على أنه: “يُحظر تمامًا على المنظمة الانخراط في الأنشطة ذات الطابع السياسي والعسكري والديني والعرقي والتدخل فيها”.
المتحدث باسم الإنتربول أبلغ الصحفية رفض الإشعار الأحمر السابق من تركيا بشأن دوندار، مشيرا إلى أن هذا الإشعار تنبعث منه رائحة سياسة كريهة وليس قانونيا.
الصحفية قالت إن تركيا لا تتبع أي من مبادئ المنظمات الدولية التي هي عضو فيها أو تقبل سلطتها في مجال قانون الحقوق، ولا تعتبرها موثوقة من قبل أي منها.
وتشمل هذه المنظمات الإنتربول، الذي يستغرق وقتا في فحص طلبات النشرة الحمراء الصادرة من تركيا.
المنظمة، التي ترى أن هذه الطلبات لا تمتثل لمبادئ تأسيسها، أعلنت رسميًا أنها رفضت طلب الإشعار الأحمر السابق من تركيا بشأن جان دوندار.
وكانت الدائرة الرابعة عشر من المحكمة الجنائية في إسطنبول قد أصدرت هذا الأسبوع قرارا بالقبض على دوندار وطالبت بإصدار نشرة حمراء بحقه بتهمة مساعدته تنظيا إرهابيا مسلحا رغم عدم انتمائه إليه.
ويأتي إصدار النشرة الحمراء ضد دوندار عقب تصريحه مطلع هذا الشهر بأن هناك صفقة منتظرة بين زعيم المافيا التركي، سادات بكر، والرئيس رجب أردوغان لمنع زعيم المافيا من استهداف أردوغان، وذلك تعليقا على إعلان سادات بكر أنه سيخصص مقطع فيديو عن الرئيس، على غرار استهدافه عددا من المسئولين السابقين والحاليين والكشف عن تورطهم في أعمال غير قانونية. بالفعل أعلن سادات بكر لاحقا أنه لن ينشر الفيديو، لكنه قال إنه قرر تأجيل النشر عن أردوغان إلى ما بعد انعقاد اللقاء مع جو بايدن وأردوغان منتصف هذا الشهر، كما قال إن الحديث عن أردوغان لا يكون فيه إساءة.
جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة جمهوريت السابق، ذكر أن أردوغان كان حريصًا أن لا يستهدف سادات بكر بشكل مباشر، وكان صبورًا أيضًا. قال إنه “يدرك أيضًا أن ما سيقوله عنه بكر في غاية الأهمية”.
وتابع دوندار: “لهذا السبب أعتقد أن هذه الرسالة قد تم تلقيها وتقييمها وهذا الأسبوع سيحمل مفاوضات جادة للغاية. إذا جلس بكر على طاولة مساومة من أجل شيء ما، أي ضمان العودة إلى البلاد، وعودته إلى منصبه السابق، وربما مواجهة مع أقرب منافسيه، فسنرى النتيجة في فيديو يوم الأحد”.
وعن شعور جان دوندار بعد تأكيد سادات بكر، ما فجره سابقا حول تورط حكومة أردوغان في إرسال أسلحة إلى التنظيمات الجهادية في سوريا، قال دوندار: حقيقة أن تقاريرنا على شاحنات المخابرات -عام 2015- قد تم إثباتها من قبل زعيم المافيا اليوم تبعث على الضحك بعض الشيء. أنا سعيد لأنه تم التحقق من ذلك. هذا يشبه أن يبلغ شخص ما عن حادثة سرقة، ثم يأتي اللص ويقول “نعم لقد فعلت ذلك”.
وأشار دوندار إلى أن ما أدهشه في الفيديو أن “سادات بكر كشف عن صلات شاحنات الأسلحة بالقصر-الحكومة-. ربما كانت تفاصيل كثيرة معروفة في وقت سابق أو متوقعة. لكن لم يجرؤ أحد على تجاوز صلاته بأردوغان”.
دوندار كان قد قال في تصريحات أخرى إنه دفع الثمن غاليا، حيث تم “استجوابه ومحاكمته وسجنه وإطلاق النار عليه وإبعاده عن عائلته ونفيه ومصادرة جميع ممتلكاته، بسبب نشره -في عام 2015 – عن هذه الوقائع التي فضحت إرسال المخابرات التركية شاحنات محملة بالأسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا”.
يذكر أن جان دوندار، عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت”، نشر صوراً ومقاطع فيديو تظهر أن شاحنات تابعة للمخابرات التركية استخدمت عام 2014 لنقل الأسلحة إلى جهاديين في سوريا.
الاعترافات الجريئة التي أدلى بها سادات بكر جاءت بعد أن أبدى الرئيس التركي دعمه لوزير الداخلية سليمان صويلو، بعد الاتهامات التي وجهت إليه من قبل سادات بكر.
–