بروكسل (زمان التركية) – اتفق الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني على فتح قناة اتصال، وجعل صيف 2021 هادئًا، في إشارة واضحة من أنقرة إلى الالتزام بتجنب الاستفزازات التي قد تؤدي إلى مواقف عدائية والرغبة تعزيز أجندة تعاون إيجابية.
قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على تويتر: “على الرغم من استمرار الخلافات بين بلدينا، فإن اليونان وتركيا جارتان والتعاون في الأمور ذات الاهتمام المشترك يعود بالفائدة علينا جميعًا، لذلك، الحوار مهم دائمًا”.
وأضاف: “قررنا مواصلة آلية الحوار واتخاذ الخطوات الممكنة لجدول أعمال إيجابي. أخبرته أنه لا يوجد سبب يدعو أطرافا ثالثة للدخول بيننا، وأنه يجب علينا التواصل مباشرة مع بعضها البعض”.
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان: “أعتقد أن عام 2021 سيكون عامًا هادئًا للعلاقات اليونانية التركية”.
أردوغان إما بسبب ضغوط من الولايات المتحدة أو بسبب المجلس الأوروبي، الذي سيقيم موقف تركيا نهاية الشهر، أراد في هذا المنعطف أن يبدو متسامحًا ومستعدًا للإبقاء على التهدئة في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.
بدأ لقاء ميتسوتاكي-أردوغان الذي استمر حوالي 50 دقيقة، وطلب الرئيس التركي، قبل وقت قصير من بدء الاجتماع، حضور ممثل الرئاسة التركية إبراهيم كالين في القاعة وتولي دور الترجمة. ووافق رئيس الوزراء على ذلك وطلب من مدير مكتبه الدبلوماسي إيليني الصوراني الحضور أيضا.
ومع أنه كان هناك تفاهم متبادل، تم تسجيل اختلافات كبيرة أيضًا حول عدد من القضايا مثل ترسيم حدود المناطق البحرية.
كما أثيرت قضية الهجرة، حيث أعربت اليونان عن استعدادها للتعاون مع تركيا طالما لن تتكرر حوادث مثل تلك التي وقعت في إيفروس في مارس 2020 عندما حاول آلاف المهاجرين العبور إلى اليونان من تركيا.
صحيفة (ekathimerini) قالت إن مصادر حكومية، ذكرت أن ميتسوتاكيس نقل أنه سيكون علامة على حسن النية لتركيا أن تقبل 1450 مهاجرًا رفضت السلطات اليونانية طلبات لجوئهم. ظل الطلب اليوناني بشأن الإعادة معلقًا منذ يناير الماضي، بينما تدخلت المفوضية الأوروبية أيضًا دون نتيجة.
الجانب اليوناني يتوقع صيفًا هادئًا في البحر والجو، في الوقت الذي يريد فيه البلدان الفوز برهان السياحة من أجل انتعاش اقتصاداتهما، لكن وفق صحيفة (pentapostagma) اليونانية، أن السبب الرئيسي لموقف أردوغان “المساوم” هو الضغط من الولايات المتحدة، ومن الاتحاد الأوروبي لبدء حوار مع اليونان وتهدئة التوتر في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وصل الرئيس التركي إلى بروكسل عازمًا على إظهار “الوجه الطيب”، حيث أصبح واضحًا في الأيام الأخيرة أن موقفه في شرق البحر المتوسط “مفتاح” لاستئناف العلاقات التركية الأمريكية.
أثناء لقاءاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تلقى أردوغان أيضا رسائل واضحة مفادها أن مسار أنقرة الأوروبي مشروط باحترام قيم وقواعد الاتحاد، وأنه يجب عليها الوفاء بالتزامها بوقف التصعيد.
في حين قال أردوغان، الذي يسعى لإصلاح العلاقات المتوترة مع الغرب بشكل عام، إن إحياء الحوار مع اليونان لحل الخلافات الطويلة الأمد سيخدم “الاستقرار والازدهار” في المنطقة. وأضاف أن بلاده تسترشد في علاقاتها مع جيرانها بمبادئ العدل والمساواة والقانون الدولي، ولكن أيضًا “باحترام الحقوق والمصالح المتبادلة”.
وأشار إلى أنه لا حاجة لوسطاء بين أثينا وأنقرة وأنه تم الاتفاق مع ميتسوتاكيس على أن تظل قنوات الاتصال بين اليونان وتركيا مفتوحة. وتابع أنه يؤيد إجراء حوار مباشر بين الجانبين، وأعرب عن تقديره بأن عام 2021 سيكون “عاما هادئا” للعلاقات اليونانية التركية.
وشددت الفقرة الثانية من البيان المشترك للقمة على التزام الحلف بتعزيز المشاورات عندما يتعرض أمن واستقرار حليف أو قيمه الأساسية للتهديد.