أنقرة (زمان التركية) – أصدرت السلطات في تركيا نشرة توقيف حمراء بحق جان دوندار، الصحفي المقيم حاليا في ألمانيا، وهو أول من فضح قضية إرسال الحكومة أسلحة إلى الجهاديين في سوريا، التي برزت على السطح من جديد.
دوندار، الذي نشر مقاطع فيديو تظهر إشاحنات المخابرات ترسل الأسلحة إلى سوريا، في صحفية جمهوريت عام 2015، حُكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا وستة أشهر في الأشهر الماضية بتهمتي “التجسس السياسي أو العسكري” و”مساعدة منظمة إرهابية مسلحة”، بالإضافة إلى مصادرة ممتلكاته داخل تركيا.
ويأتي إصدار النشرة الحمراء ضد دوندار عقب تصريحه مطلع هذا الشهر بأن هناك صفقة منتظرة بين زعيم المافيا التركي سادات بكر والرئيس رجب أردوغان، لمنع زعيم المافيا من استهداف أردوغان، الكشف عن مزيد من الفضائح، وذلك تعليقا على إعلان سادات بكر أنه سيخصص مقطع فيديو عن الرئيس، على غرار استهدافه عددا من المسئولين السابقين والحاليين والكشف عن تورطهم في أعمال غير قانونية. بالفعل أعلن سادات بكر لاحقا أنه لن ينشر الفيديو، لكنه قال إنه قرر تأجيل النشر عن أردوغان إلى ما بعد انعقاد لقائه مع جو بايدن وأردوغان منتصف هذا الشهر، كما قال إن الحديث عن أردوغان لا يكون فيه إساءة، وذلك لتفادي تهمة “العمل لصالح واشنطن”، التي وجهها له إعلام أردوغان.
جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة جمهوريت السابق، ذكر أن أردوغان كان حريصًا أن لا يستهدف سادات بكر بشكل مباشر، وكان صبورًا أيضًا، وقال إنه “يدرك أيضًا أن ما سيقوله عنه بكر في غاية الأهمية”.
وتابع دوندار: “لهذا السبب أعتقد أن هذه الرسالة قد تم تلقيها وتقييمها، وهذا الأسبوع سيحمل مفاوضات جادة للغاية. إذا جلس بكر على طاولة مساومة من أجل شيء ما، أي ضمان العودة إلى البلاد، وعودته إلى مكانته السابقة، وربما مواجهة مع أقرب منافسيه، فسنرى النتيجة في فيديو يوم الأحد”.
وعن شعوره بعد تأكيد سادات بكر ما فجره سابقا حول تورط حكومة أردوغان في إرسال أسلحة إلى التنظيمات الجهادية في سوريا، قال جان دوندار: “حقيقة أن تقاريرنا عن شاحنات المخابرات -عام 2015- قد تم إثباتها من قبل زعيم المافيا اليوم تبعث على الضحك بعض الشيء. أنا سعيد لأنه تم التحقق من ذلك. هذا يشبه أن يبلغ شخص ما عن حادثة سرقة، ثم يأتي اللص ويقول: نعم لقد فعلت ذلك”، على حد تعبيره.
وأشار دوندار إلى أن ما أدهشه في الفيديو أن “سادات بكر كشف عن صلات شاحنات الأسلحة بالقصر- أردوغان-. ربما كانت تفاصيل كثيرة معروفة في وقت سابق أو متوقعة، لكن لم يجرؤ أحد على الكشف عن صلته المباشرة بالواقعة”.
دوندار كان قد قال في تصريحات أخرى إنه دفع الثمن غاليا، حيث تم “استجوابه ومحاكمته وسجنه وإطلاق النار عليه وإبعاده عن عائلته ونفيه ومصادرة جميع ممتلكاته، بسبب نشره -في عام 2015 – عن هذه الوقائع التي فضحت إرسال المخابرات التركية شاحنات محملة بالأسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا”.
يذكر أن جان دوندار، عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة “جمهوريت”، نشر صوراً ومقاطع فيديو تظهر أن شاحنات تابعة للمخابرات التركية استخدمت عام 2014 لنقل الأسلحة إلى جهاديين في سوريا.
الاعترافات الجريئة التي أدلى بها سادات بكر جاءت بعد أن أبدى الرئيس التركي دعمه لوزير الداخلية سليمان صويلو، عقب الاتهامات التي وجهت إليه.