أنقرة (زمان التركية) – وجه وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، المزيد من التحذيرات إلى تركيا بشأن التقارب مع أوكرانيا.
ووجه لافروف تحذيرا إلى الجانب التركي في صورة توصية مستخدما عبارة “الأصدقاء الترك”.
وخلال حوار مع صحيفة Aegumenty i Fakty قال لافروف إنهم يبحثون موقف الأصدقاء الترك بدقة وعناية وأن روسيا توصي تركيا بقوة بالتخلي عن الخطوات التي ستشعل الفكر العسكري لكييف.
وفي خضم التوترات المستمرة لسنوات بين أوكرانيا وروسيا صرح أردوغان الشهر الماضي أن بلاده ستقدم الدعم لكييف وأن وزراء خارجية ودفاع البلدين سيجتمعان وسيبحثان التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
تركيا على اتصال وثيق بالبلدين
وفي إشارة إلى تتار القرم، أفاد لافروف أنه يتوجب على أوكرانيا ألا تدعم الحركات العنيفة في اشبه جزيرة لقرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها معربا عن آماله في تفهم تركيا مخاوفهم القانونية.
جدير بالذكر أن تركيا وسائر دول حلف الناتو سبق وأن انتقدت ضم موسكو لشبه جزيرة القرم إلى أراضيها في عام 2014.
ومنذ ذلك العام تتفاقم التوترات بين روسيا وأوكرانيا. وكانت تركيا قد أقدمت على بيع طائرات مسيرة إلى إدارة كييف في عام 2019، غير أنها في الوقت نفسه تعاونت مع موسكو في العديد من المناطق مثل: سوريا وليبيا وقرة باغ الجبلية.
يأتي تحذير لافروف بعد أن انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ما اعتبرته محاولة من تركيا للعب دور المدافع عن الأقليات العرقية في العالم بينما لا تستطيع حل مشكلة الأقليات داخل حدودها. وفق تعبيرها.
وردا على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية التركية في 18 مايو بمناسبة الذكرى الـ 77 لترحيل تتار القرم من شبه جزيرة القرم، قالت زاخاروفا إنه طالما توجد مشاكل غير محلولة ذات طبيعة عرقية ولغوية ودينية في تركيا، فإن أنقرة لا يمكنها أن تلعب دور المدافع عن الأقليات العرقية.
واعتبرت زاخاروفا أن بيان الخارجية التركية مرتبط بالتوترات بين البلدين، خاصة بعد قرار موسكو تقييد الرحلات الجوية إلى تركيا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إنه إذا استمرت تركيا في مثل هذه التصريحات، فسيتعين على موسكو لفت الانتباه إلى مشاكل مماثلة في تركيا، متابعة: “لقد حان الوقت بالفعل للسياسيين الأتراك للتوقف عن استخدام العامل العرقي كأداة جيوسياسية للعبة تضرب مصالح الجماعات العرقية في المقام الأول”.
ماذا قال أردوغان؟
وكان أردوغان قد استقبل الرئيس الأوكراني الشهر الماضي بمدينة إسطنبول، حيث أعلن حينها إقامة تعاون بين تركيا وأوكرانيا.
وخلال المؤتمر الصحفي على هامش الزيارة ذكر أردوغان أن الجانبين بدأ مفاوضات بمشاركة وزارتي الدفاع والخارجية نظرا لارتباط القضايا السياسية والدفاعية ببعضها البعض قائلا: “وبهذا سنعزز التعاون بين البلدين. وتعاوننا ليس مبادرة معادية للدول الثالثة بأي شكل من الأشكال”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تايلان بيلجيتش، اصدر بيانا بمناسبة الذكرى الـ 77 لترحيل تتار القرم من شبه جزيرة القرم، نشر في 18 مايو الجاري، قال فيه إن “المجموعة العرقية (التتار) واجهت صعوبات في الآونة الأخيرة أيضًا، منذ ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، مؤكدًا بأن بلاده على أهبة الاستعداد لدعم مجتمع القرم”.