بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – قصة حي الشيخ جراح بفلسطين التي شهدها الجميع من أنحاء العالم، وأبكت البعض ممن تعاطفوا مع الفلسطينيين ساكني هذا الحي الذي وقع عليهم الاعتداء من الجانب الإسرائيلي.
وفي هذا المقال سأحاول تناول القضية بشكل موضوعي بعيدا عن التحيز والعرض من الجانب الواحد كما حدث من قبل معظم الصحف الأجنبية التي عرضت القضية من وجهة النظر الإسرائيلية فقط، وهكذا كان الأمر من قبل الطرف الآخر.
فما هي حقيقة الأمر وما الذي حدث بالضبط؟
كانت أرض حي الشيخ جراح في البداية في الثمانينات من القرن الماضي تحت يد العثمانيين، وانتقلت بعد ذلك تحت السيادة الأردنية، ثم منحت من قبل الأردنيين إلى الفلسطينيين الذين يقيمون في هذا الحي الآن، وهم 28 عائلة فلسطينية لجئوا للعيش في هذا الحي عام 1928 حيث جاءوا من حيفا ويافا والقدس الغربية، وغيرها من الأماكن الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل حينذاك.
يريد الإسرائيليون تهجير هذه العائلات وصولا إلى الغاية المرادة وهو التهويد الرسمي لمدينة القدس الشرقية، وادعاء منهم أنهم يمتلكون هذه الأرض، علما بأنه في بداية الأمر لما كانت هذه الأرض تحت يد العثمانيين لم يكونوا يملكون أرضا بفلسطين لغير العثمانيين أنفسهم.
لماذا هذه الأزمة في ذلك التوقيت؟
هناك تفسيرات كثيرة ولعل الراجح منها أنها محاولة من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يرأسها نتنياهو بصرف أنظار الإسرائيليين عن تهم الفساد الموجه إليها، والمشاكل التي يواجها في تشكيل الحكومة الجديدة (إلهاء المواطن الإسرائيلي)
وجهة نظر الإسرائيليين في هذه الأزمة:
يرى هؤلاء أن أرض فلسطين أصلا هي أرض الأجداد وما قاموا به عام 1948 هو استرداد للحق وليس احتلال، وما يحدث الآن هو مجرد خلاف على مبان ومشكلة عقارية تتناولها وتفصل فيها المحاكم الإسرائيلية.
والرد على ذلك أن هذه المزاعم يرددها الجانب الإسرائيلي ولكنها مزيفة عارية تماما من الصحة والحق والعدل، وبالنسبة للقول بأن المحاكم من تفصل في الأمر، فذلك لأنهم يعرفون أن في المحكمة قاضيهم ومعه قانونهم، فبمجرد أن يأتي إسرائيلي بعقد يثبت ملكيته لبيت في هذا الحي فسيحكم له، وهو الأمر الذي لن يحدث مع الجانب الفلسطيني.
أما عن موقف القانون الدولي من كل هذا، والمسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي لإنصاف القضية الفلسطينية بشكل عام وتحقيق العدالة والإنصاف في قضية حي الشيخ جراح بشكل خاص، فليسمح لي القارئ الفاضل بتناول كل هذا بشيء من التفصيل والتوضيح في المقال القادم.
عاشت الأمة الإنسانية بكل حب وخير