إسطنبول (زمان التركية) – استنكر عمدة بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو بشدة فتح تحقيق ضده للاشتباه في عدم احترامه لأحد السلاطين العثمانيين.
قال إمام أوغلو في رد خطي على الادعاءات التي ساقها المحققون “لا يمكن معاقبة أي شخص على أي عمل لم يتم تجريمه صراحة في محكمة الجنايات”.
المدعون الأتراك بدأوا تحقيقًا أوليًا مع إمام أوغلو بدعوى عدم احترامه للسلطان محمد الفاتح، الذي له مكانة كبيرة في قلوب الأتراك، عندما تجول حول ضريحه ويداه خلف ظهره.
وقال إمام أوغلو: “إنني أرفض بشدة وأدين هذا الادعاء بأنني لا أحترم ضريح أو ذكرى السلطان محمد الفاتح أو أي شخصية تاريخية أخرى”.
وأضاف إن التعامل بجدية مع فعل غير معرّف قانونا كجريمة وبدء التحقيق فيه أمر باعث للأسف والسخرية.
وذكر إمام أوغلو أنه: “في قانون العقوبات، لا توجد جريمة بعنوان عدم الاحترام بالتجول في قبر السلطان محمد الفاتح ويداه مشدودتان إلى خلف ظهره “، على حد تعبيره.
يذكر أن إمام أوغلو فاز برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، منهياً أكثر من عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم رغم المنافسة الشديدة وإصرار الرئيس رجب أردوغان وحزبه على إعادة الانتخابات في إسطنبول حيث فاز في الانتخابات الأولى التي تم التشكيك بنتائجها وفي انتخابات الإعادة أمام رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم.
ويخطف إمام أوغلو الأضواء بانتقاداته الشديدة لمواقف ومشاريع أردوغان غير الصديقة للبيئة في المدينة، وعلى رأسها مشروع قناة إسطنبول.
واتهم إمام أوغلو الذي من المرجح أنه سيتحدى أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2023، باتباع ميول ديكتاتورية.
وتقول مصادر مطلعة إن أردوغان استاء من قدرة بلدية إسطنبول بقيادة إمام أوغلو على استعادة صورة أصلية لفاتحها السلطان محمد الفاتح خلال مزاد علني أقامه مؤخرا المعرض الوطني البريطاني في لندن، معتبرًا الخطوة من قبيل مساعي إمام أوغلو الرامية إلى زيادة شعبيته بين الأوساط المحافظة من خلال تأكيده احترام الشخصيات العثمانية التاريخية البارزة التي يحاول أردوغان احتكار لقب أكثر الرؤساء تعظيما للسلاطين العثمانيين.
وتزعم المصادر أن أردوغان يرغب من خلال هذا التحقيق في إزالة الشعبية التي حققها إمام أوغلو من خلال استرداد صورة أصلية لفاتح إسطنبول، المتمتع في الذهن التركي بمكانة رمزية كبيرة.