نيقوسيا(زمان التركية) – أكد زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار أن شعب الجزيرة المقسمة الواقعة على البحر المتوسط وصلوا إلى مرحلة يستحقون معها السيادة والاستقلال بدعم من تركيا.
وقال تاتار، الذي انتخب رئيسا لجمهورية شمال قبرص التركية الغير معترف بها دوليا، في أكتوبر الماضي: “إن وضع تركيا الضامن أمر حاسم للقبارصة الأتراك ليعيشوا حياة حرة ومستقلة وآمنة على الجزيرة”.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو “إن قضية قبرص يمكن حلها على أساس المساواة في السيادة”.
وتابع: “إن الإدارة التركية في شمال قبرص ستتحدث عن العلاقات بين الدول في الأمم المتحدة. وبعد إبرام هذا الاتفاق، فإن الأمل والشجاعة التي ستوفرها جمهورية شمال قبرص التركية لشعبها على هذه الأراضي في المستقبل ستؤدي إلى التنمية، وسيستفيد جميع شعب قبرص من ذلك”، وفق تعبيره.
يذكر أنه من المقرر عقد قمة بقيادة الأمم المتحدة في الفترة ما بين 27 و29 أبريل في جنيف لاستكشاف خيارات للوصول إلى أرضية مشتركة في قبرص المقسمة منذ عام 1974، بعدما غزت تركيا شمال الجزيرة ردًا على محاولة القبارصة اليونانيين الانقلاب في مسعى لتوحيد طرفي الجزيرة.
يشار إلى أن رئيس قبرص السابق مصطفى أكينجي الذي خسر الانتخابات بعدما حذر من تدخل تركي فيها، كان قد دعا إلى استقلال قبرص عن تركيا، وقال إن الحل الوحيد لينعم الشعب القبرصي بالسيادة والاعتراف الدولي بأرضهم أن لا يكون هناك تبعية لتركيا.
جاويش أوغلو قال في المؤتمر الصحفي نفسه: “لن نضيع الوقت بعد الآن في حل فيدرالي.. نعتقد أنه ينبغي مناقشة الأفكار الجديدة والرؤية الجديدة. وتحقيقا لهذه الغاية، وضعنا إطارا ورؤية عادلة ودائمة ومستدامة ستكون مفيدة لجميع الأطراف”، على حد قوله.
وألقى تشاووش أوغلو باللوم على القبارصة اليونانيين في “محاولاتهم الفاشلة” لحل القضية القبرصية في الماضي.
وتحدث الوزير التركي أيضًا عن حكم صدر مؤخرًا عن المحكمة الدستورية لشمال قبرص التركية يحظر دور تحفيظ القرآن الخاصة، معلقًا بأن دورات تحفيظ القرآن مسألة حساسة، معتبرًا أن القرار دوافعه أيديولوجية ومخالف للدستور.
وتقف تركيا وراء دور تحفيظ القرآن في شمال قبرص، ويقول معارضون لها إن تركيا تستخدم دور تحفيظ القرآن لتعزيز نفوذها.
في حين قال تتار إن إغلاق دورات تحفيظ القرآن في جمهورية شمال قبرص التركية “لا يمكن أن يحدث أبدًا”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو وصل إلى شمال قبرص التركية يوم الخميس قبل المحادثات الدولية حول مستقبل الجزيرة المقسمة المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر.
قال تشاووش أوغلو في منشور على تويتر إنه يزور جمهورية شمال قبرص التركية للدفاع معًا عن قضيتهم الوطنية برؤية جديدة، على حد تعبيره.
وجاءت زيارة وزير الخارجية التركي وسط خلاف متزايد بشأن قرار محكمة جمهورية شمال قبرص التركية بحظر دورات التحفيظ الدينية التي لا تشرف عليها الدولة.
وقد رحب البعض في شمال قبرص بهذه الخطوة، قائلين: “إن الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية تسعى إلى استخدام الدين لأغراض سياسية، بينما المسؤولون الأتراك أدانوا قرار المحكمة بشدة ووصفوه بأنه “انقلاب قضائي على حرية الدين”.