بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – يطلق الأتراك على هذا الشهر اسم سلطان الشهور، ويستقبلونه استقبالا خاصا يليق به، فيبدأ بـ(الزغاريد) فرحا بقدوم شهر رمضان، وتتزين مآذن المساجد بالإضاءات واللافتات التي تحمل عبارات دينية مختلفة ترحيبا بشهر رمضان الكريم، وهي العادات التركية المتوارثة منذ حوالي 450 سنة.
تنتشر أجواء رمضان في مدن عديدة بتركيا ولكن تبقى لمدينة إسطنبول طابعا خاصا في هذا الشهر الفضيل بطقوس ومراسم ومظاهر رمضانية مميزة.
ومن مظاهر الاحتفال وطقوس رمضان بتركيا إقامة الدروس الدينية، والإفطار الجماعي، وصلاة التراويح التي تقام عقب صلاة العشاء، والإكثار من الإنفاق على الفقراء والصدقات، والحرص على قراءة القرآن الكريم والإكثار من الصلاة على النبي محمد صلي الله عليه وسلم في مختلف الأوقات وبين الصلوات.
ورغم الحداثة ومظاهر التطور ومرور الزمن إلا أن( الدابوجو) أو المسحراتي مازال موجودا يجوب الشوارع منبها الصائمين بالسحور قبل أذان الفجر.
وكلها طقوس ومظاهر ومراسم خاصة بالشهر الفضيل تشترك فيها مصر وتركيا، أما ما يعد مختلفا أنه ليس كل هذه المظاهر الرمضانية بكل المدن بتركيا، خاصة وأن عدد المدن التركية 81 مدينة، فبعض هذه المدن يغلب عليها الطابع الأوروبي مثل مدينة إزمير، والبعض الآخر يأخذ شكل الدول العربية كمدينة قونيا.
أيضا لا يوجد اختلاف في ساعات العمل في تركيا، وليس هناك أيضا ما يمنع من فتح المطاعم والكافيهات نهارا ولا حتى البارات، فهناك حرية كاملة في المعتقد في تركيا وكل ما يترتب عليه.
هذه كانت لمحة بسيطة فقط عن شهر رمضان الكريم أردت أن أقدمها لك حضرة القارئ الكريم مهنئا الجميع ومتمنيا كل الحب والسعادة والخير والرضا من الله.
وأخيرا وليس آخرا يروق لي أن أختم مقالي بكلمات لحضرة العالم فتح الله كولن كان قد ختم بها مقالا لسيادته كتبه العام الماضي احتفالا بقدوم شهر رمضان في مقال بعنوان “كورونا غير شكل رمضان لكنه لن يغير إيماننا بالله”: “صحيح أن احتفالنا بشهر رمضان سيكون مختلفًا هذا العام مما احتفل به السابقون، غير أنه سيحافظ بلا شك على طابَعه الذاتي ولونه الخاص، وسيظل سلطان الشهور بصومه وصلاته وتراويحه التي من المفترض أنها ستكتسب عمقًا آخر في هذه الفترة، وبتلاوة القرآن والأعمال الروحية والمالية من التفكر والتذكر ومحاسبة النفس والزكاة والصدقة وغيرها)
رمضان كريم على الجميع