لندن (زمان التركية) – أعلن قصر بكنجهام وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث ليرحل بذلك أمير يوناني قاتل أقاربه في الحرب وواجه أهوالا لكن يهزمه الموت.
رحل الأمير فيليب عن عمر 99 عاما، عقب فترة صحية متقلبة منذ فبراير/ شباط الماضي، حين أعلن قصر باكنجهام نقله إلى المستشفى، قبل أن تتحدث تقارير إعلامية عن خضوعه لعملية ناجحة بسبب وجود مشكلة سابقة لديه في القلب.
ورغم أن أزمته الصحية تشغل-منذ ذلك الحين- العالم بأسره، إلا أن العائلة الملكية تتكتم على تفاصيل مرضه الذي أودى بحياته عن عمر 99 عاما.
مرض وتكتم
في الأول من مارس/ آذار الماضي، أعلن قصر باكنجهام نقل الأمير فيليب إلى المستشفى آخر بعد تعرضه لالتهاب واضطراب في القلب.
وجاء نقل الأمير بعد شهر من تلقيه والملكة جرعتهما الأولى من لقاح فيروس كورونا، ما غذى التكهنات باحتمال معاناته من تداعيات اللقاح، غير أن مصادر مطلعة نفت ذلك، باعتبار أنه لم يتم التعامل مع حالته لدى وصوله على أنها طارئة.
وقالت المصادر، آنذاك، إن “الأمير نقل إلى مستشفى الملك إدوارد السابع مستقلا السيارة قبل أن يمشي بدون مساعدة”، مؤكدة أنه في “حالة معنوية جيدة”.
3 أيام على ذلك، أعلن قصر باكنجهام أن الأمير فيليب خضع لعملية ناجحة بسبب وجود مشكلة سابقة لديه في القلب، وذلك في مستشفى سانت بارثولوميو بالعاصمة لندن.
وأضاف القصر أن الأمير فيليب سيظل في المستشفى لعدة أيام من أجل العلاج والراحة والشفاء، دون أي تفاصيل إضافية حول طبيعة مرضه تحديدا.
ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخبار الأمير فيليب، وخيم الغموض على وضعه الصحي قبل إعلان وفاته الجمعة.
في ما يلي، تستعرض “العين الإخبارية” أبرز المحطات في حياة أمير يوناني لا يتقن اللغة اليونانية، وتزوج الملكة اليزابيث.
وُلد فيليب أمير اليونان والدنمارك بفيلا مون ريبوس بجزيرة كورفو اليونانية في 10 يونيو/ حزيران 1921، وهو الصبي الوحيد وخامس أطفال آندرو أمير اليونان والدنمارك، وآليس أميرة باتنبرغ.
ونظرا لكونه أحد أفراد أسرة غلوكسبورغ، الأسرة الحاكمة للدنمارك، كان أميرا لكل من اليونان والدنمارك بموجب انحداره الأبوي من جورج الأول ملك اليونان وكريستيان التاسع ملك الدنمارك، وكان منذ ولادته في خط الخلافة لكلا العرشين.
بُعيد ولادة فيليب، توفي جده لأمه لويس أمير باتنبرغ، والذي كان معروفا آنذاك بلويس ماونتباتن مركيز ميلفور هافن، في لندن، وكان مواطنا إنجليزيا مجنسا أنكر ألقابه الألمانية بعد عمله في البحرية الملكية البريطانية واتخذ اسم العائلة ماونتباتن، وهو نسخة محولة إلى الإنجليزية من اسم باتنبرغ، أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب المشاعر المعادية للألمان السائدة في بريطانيا.
وجراء ارتدادات الحرب على اليونانيين، أجبر خال فيليب وقائد القوة العسكرية اليونانية الملك قسطنطين الأول على التنازل عن العرش.
واعتقلت الحكومة العسكرية الجديدة الأمير آندرو إلى جانب آخرين، قبل أن تنفيه محكمة يونانية من البلاد، لترحل عائلة فيليب إلى فرنسا، حيث استقرت في ضاحية سان كلو الباريسية بمنزل أعارته لهم عمته الثرية، جورج أميرة اليونان والدنمارك..
ورغم أنه يوناني، إلا أن فيليب لا يتكلم لغة موطنه الأصلي الذي غادره وهو طفل، ولاحقا قال إنه يعتبر نفسه دنماركيًا، وأن عائلته كانت تتكلم الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
تعليمه
في شبابه، كان فيليب شهيرا بجاذبيته لدى النساء، لكن ذلك لم يمنع تشبثه بتعليمه الذي تلقاه بداية في الإلمز، وهي مدرسة أمريكية في باريس.
وفي عام 1928، جرى إرساله إلى المملكة المتحدة ليلتحق بمدرسة تشيم، ويعيش مع جدته لأمه، وبعدها بسنوات، التحق بمدرسة قلعة سالم في ألمانيا.
استكمل دراسته في كلية البحرية الملكية في دارتماوث، ثم عاد إلى وطنه اليونان، ليعيش هناك مع أمه في أثينا مدة شهر منتصف عام 1939.
خلال الحرب العالمية الثانية، تابع خدمته في القوات البريطانية، ثم تم تعييه ضابط صف بحري في يناير من عام 1940.
قبلها، وتحديدا في 1939، كان كل من الملك جورج السادس والملكة اليزابيث، وهي الملكة الأم يقومان بجولة في الكلية الملكية البحرية، بصحبة ابنتيهما إليزابيث ومارجريت، والعائلة تعتبر من أقرباء من بعيد للأمير فيليب من خلال الملكة فيكتوريا.
وهناك، عملت الأميرة إليزابيث البالغة من العمر 13 عامًا على التعرف على الأمير فيليب خلال الرحلة، ولاحقا، تبادل الثنائي الخطابات التي استمرت لعدة سنوات.
وصيف عام 1946، طلب الأمير فيليب من الملك جورج السادس يد ابنته للزواج بعد اقتراح الملكة إليزابيث، وعلى الفور وافق الملك، ولكنه اشترط الانتظار حتى تتم إليزابيث عيدها الـ 21 لإعلان الزواج.
في المقابل، تخلى فيليب عن جميع ألقابه اليونانية والدنماركية الملكية واكتفى بلقب مونتباتن الذي أخذه من عائلة والدته، واعتمد الأمير فيليب الطائفة الإنجيلية كدين وأصبح من الرعايا البريطانيين.
هواياته
يعشق الأمير فيليب ممارسة رياضة البولو، وظل يلعبها حتى 1971، كذلك يعرف عنه حب القوارب واليخوت.
ويمتلك الأمير فيليب رخصة قيادة طائرات، وبحلول عيد ميلاده الـ 70 كان قد تجاوز 5000 ساعة طيران.
الأمير فيليب هو أكبر رجال العائلة الملكية سنًا، وثالث أطول عمر في الأسرة بعد الأميرة أليس والملكة إليزابيث الأم.