محمد أبو سبحة (زمان التركية)ــ طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أوروبا والولايات المتحدة ثلاث مقترحات لحل الأزمة السورية من وجهة نظره، تتمحور أكثرها ترجيحا من قبله حول نقاط طالما برر بها مطامعه لتحقيق التوسع الجغرافي وزيادة النفوذ الجيوسيساي بالمنطقة.
وفي مقال لأردوغان نشرته وكالة بلومبرغ “الإثنين” بمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية، حدد الرئيس التركي الذي تنتشر قواته في شمال سوريا منذ عام 2016 للغرب ثلاث خيارات فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية، كما يلي:
بدأ أردوغان بفزاعة الإرهاب وقال “الخيار الأول هو أن نشاهد من على الهامش المزيد من الأبرياء يفقدون حياتهم في سوريا. لن يؤدي ذلك إلى تقويض الادعاءات الأخلاقية للغرب فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى ظهور تهديدات جديدة والإرهاب والهجرة غير النظامية، مما يضر بالأمن الدولي والاستقرار السياسي في أوروبا”.
أضاف أردوغان مستبعدا تحقيق هذه النقطة “الخيار الثاني هو اتخاذ الإجراءات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية اللازمة للتوصل إلى حل دائم. ليس لدينا سبب للاعتقاد بأن القادة الغربيين لديهم مثل هذه النوايا، لأنهم لم يبذلوا أي جهود جادة على هذا المنوال منذ 10 سنوات”.
أما عن المقترح الذي يحاول أردوغان حشد الدعم له منذ سنوت، ويسعى مجددا لتسويقه فهو “الخيار الثالث والأكثر منطقية هو إلقاء ثقلهم على تركيا وأن يصبحوا جزءًا من الحل في سوريا، بأقل تكلفة وبأقصى قدر من التأثير. توقعاتنا المحددة واضحة. في المقام الأول، نتوقع أن يتبنى الغرب موقفًا واضحًا ضد وحدات حماية الشعب الركدية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يهاجم المناطق الآمنة ويخدم النظام. بدلاً من ذلك يجب أن يذهب الدعم الكافي إلى المعارضة السورية الشرعية كاستثمار في السلام والاستقرار”.
أضاف الرئيس التركي مستخدما الورقة الرابحة في الضغط على أوروبا وهو ملف الهجرة غير الشرعية “علاوة على ذلك، ندعو الدول الغربية للوفاء بمسؤولياتها لإنهاء الأزمة الإنسانية، حيث إن عدم مشاركة تركيا في العبء قد يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة نحو أوروبا”.
وقال أردوغان مجددا الطلب الذي رفضه الاتحاد الأوروبي “أخيرًا وليس آخرًا، نطالب الغرب بالاستثمار في المناطق الآمنة داخل سوريا والمصادقة القاطعة على مشروع السلام هذا. يجب أن نظهر للعالم أن هناك بديلاً ديمقراطيًا ومزدهرًا لمستقبل سوريا. أثبتت تركيا أنها الدولة الوحيدة القادرة على القيام بما هو ضروري في سوريا من خلال قيادة جهود الإغاثة الإنسانية، والوقوف في الخطوط الأمامية ضد الجماعات الإرهابية والمشاركة بنشاط في العمليات الدبلوماسية. يجب أن تظل إدارة جو بايدن وفية لتعهداتها الانتخابية وأن تعمل معنا لإنهاء المأساة في سوريا والدفاع عن الديمقراطية. والشعب التركي مستعد لدعم أي مبادرة تخدم مصالح جيراننا السوريين وتسهم في السلام والاستقرار الإقليميين”.
يشار إلى أن تركيا في أكتوبر 2019 عملية عسكرية أطلقت عليها “نبع السلام” لتنفيذ مشروع المنطقة الآمنة في شمال سوريا الذي يقول الرئيس رجب أردوغان أنه سيسكن به 2 مليون لاجئ سوري.
وبعد شهرين من عملية “نبع السلام” طرح أردوغان خلال مشاركته في المنتدى العالمي الأول للاجئين في جنيف، فكرة استخراج البترول من شمال سوريا لتمويل إنشاء مشروع “المنطقة الآمنة” من عائداته، بعدما كان يؤكد أن تركيا الوحيدة التي لم تفكر في الاستفادة من النفط السوري.
وتستغل تركيا من وراء استضافتها أكبر عدد من اللاجئين السوريين حول العالم، الدول الأوروبية وتبتز الاتحاد الأوروبي على الدوام بورقة اللاجئين، وتجبره على التغاضي عن ممارساتها الغير شرعية خاصة في البحر المتوسط.