بقلم: ياوز أجار
أنقرة (زمان التركية) – تناولت الصحفية التركية نفشين منجو ما تشير إليه الهجمات التي يتعرض لها صحفيون في الآونة الأخيرة على يد مجموعات موالية لحزب الحركة القومية، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم، في حين يكثر الحديث في الآونة الأخيرة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان عن العمل على زيادة الحريات.
وقالت الكاتبة إنه بعد أسبوع واحد من إعلان أردوغان عن خطة عمل جديدة لحقوق الإنسان، تتكون من 11 مبدأ، وتسعة أهداف رئيسية، و50 هدفًا فرعيًا و393 إجراءً، في إطار خطة تستهدف تقديم صورة “تركيا تتغير نحو الأفضل في مجال الحرية وحقوق الإنسان”، تعرض الصحفي والكاتب ليفينت جولتكين لهجوم من قبل حوالي 20 شخصًا أمام الشبكة التلفزيونية التي يعمل بها.
لم يكن “جولتكين” هو الوحيد الذي تعرض للهجوم، وإنما واجه المصير نفسه في الآونة الأخيرة كل من الكاتب أورهان أوغور أوغلو في أنقرة على يد شخصين أمام شقته، والكاتب يافوز سليم دميراغ وصباح الدين أونكبار، والمحامي إسرافيل كومباسار، وذلك بعد إدلائه بتصريحات سلبية عن حزب الحركة القومية، لتنتشر صوره له وهو مصاب بالدماء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
البرلماني عن حزب الحركة القومية أركان أكاي غرد معلقا عن الصور قائلاً: “من هو هذا الرجل الوسيم؟”، كما غرد عضو آخر في الحزب يُدعى أحمد يكيت يلدريم عن الصور قائلاً: “هكذا يظهر المرء عندما يتعرض للضرب.. هكذا تجعلك منظمة الذئاب الرمادية تدفع الثمن”.
الكاتبة نفشين منجو أكدت في مقالها بموقع “دوار” أن القاسم المشترك بين جميع هؤلاء الصحفيين أنهم جميعًا ينتقدون شريك الائتلاف الحاكم اليميني المتطرف، حزب الحركة القومية، وأردفت: “مع أن حزب الحركة القومية نفى وجود أي علاقة له بهذه الهجمات، لكن نائب رئيس الحزب سميح يالتشين علق على هذه الهجمات قائلاً: “لدى حزب الحركة القومية الكثير من المؤيدين المجانين الذين يحبون الحزب كثيرًا”.
واعتبرت الكاتبة أن حزب الحركة القومية يبعث رسالة إلى الصحفيين الذين يكتبون أو يتحدثون عنه بشكل سلبي مفادها: “توخوا الحذر في انتقاداتكم لحزب الحركة القومية وإلا دفعتم ثمنها”.
وأشارت منجو إلى أن الكاتب ليفينت جولتكين كان وصف “القومية” قبل الهجوم عليه بأنها أيديولوجية تصيب الشباب بالمرض وتؤذيهم، مما وضعه في مواجهة سهام نائب حزب الحركة القومية سميح يالتشين أيضا.
استمرت الكاتبة بقولها: “بينما يحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس أردوغان تقديم صورة إلى حلفائهما الغربيين “تركيا تتغير نحو الأفضل في مجال الحرية وحقوق الإنسان”، يدفع حزب الحركة القومية السياسية التركية في الاتجاه المعاكس”.
وذكرت أنه بعد أسبوع واحد فقط من وعد أردوغان بمزيد من حرية الصحافة، قدم حزب الحركة القومية مشروع قانون إلى البرلمان تحت عنوان “الإطار القانوني لبوابات الإنترنت” ويتكون من 9 فقرات، يطالب البوابات الإخبارية التي تنشر أعمالا صحفية عبر الإنترنت بالتسجيل والامتثال الكامل للمتطلبات المنصوص عليها في المشروع، وإلا سيتم إغلاقها من قبل هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما يعني مزيدًا من الرقابة على الصحافة.
وتسائلت الكاتبة: “هل كل هذا يعني أن هناك شقاقًا وصدعًا بين حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية”، لكنها استبعدت هذا الاحتمال مشيرة إلى أن “آخر الشائعات تقول بأن أردوغان سيحضر المؤتمر الحزبي القادم لحزب الحركة القومية، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها أردوغان مؤتمر حزب آخر، وهو أمر مهم. الرئيس أردوغان يزور رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي في منزله كل أسبوع تقريبًا. هذا يشير إلى أنهم يقررون معًا كل الخطوات التي سيتخذونها”.
وانتهت الكاتبة منجو إلى أنه من المحتمل أن طرفي التحالف الحاكم بين أردوغان وبهجلي يتبادلون فيما بينهم دور الشرطي الجيد والشرطي السيئ، نظرًا لأن السياسة التركية مليئة دائمًا بالرموز والتلميحات، فيجب قراءة ما بين السطور، على حد تعبيرها.