واشنطن (زمان التركية) – رأى محللون أن الرئيس التركي رجب أردوغان يسعى لإعادة العلاقات مع مصر بعد سنوات من العداء كجزء من خطوة إستراتيجية أوسع في مواجهة عزلة تركيا المتزايدة.
وقال محللون أتراك لموقع “صوت أمريكا” إن أردوغان يحاول التراجع عن سياسة دعم الإخوان المسلمين التي بدأ ينتهجها خلال “الربيع العربي” لتحقيق أهداف أرادها.
بعد تصدع العلاقات بين تركيا ومصر عقب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي المدعوم من أنقرة في عام 2013 وسحبهما سفرائهما، خرج وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في الأسبوع الماضي ليدلي بتصريحات تدعو إلى تطبيع العلاقات.
الوزير قال “أنقرة والقاهرة يمكنهما أن توقعا اتفاقًا بحريًا، اعتمادًا على مسار العلاقات الثنائية”، ليظهر يوم الاثنين المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على شاشات التلفزيون ويشير إلى إمكانية فتح صفحة جديدة مع مصر من أجل السلام والاستقرار الإقليميين.
حسين باغجي، المحلل بمعهد السياسة الخارجية في أنقرة، قال إن تركيا ارتكبت خطأً سياسياً بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأدركت الآن أن الجماعة ليس لديها فرصة للوصول إلى السلطة مرة أخرى.
وأفاد باغجي لصوت أمريكا أن كيفية التراجع عن سياسة دعم الإخوان الخاطئة على الملأ هي مشكلة أردوغان، وأضاف: “لا يمكن لتركيا رسميًا أن تقول إننا سوف نتخلى عن هذا الدعم. لن يقول أردوغان هذا رسميًا. ولكن ربما أنه سوف يغير ببطء موقفه الرسمي المناهض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.
من جانبه، عزا الأميرلاي التركي المتقاعد جيم جوردينيز توجه مصر للعمل ضد أنقرة إلى سياسات أردوغان القائمة على دعم الإسلام (السياسي) الموجه إلى جماعة الإخوان المسلمين، ثم أردف بقوله: “عندما تترك تركيا السياسة الدينية (الإسلام السياسي)، أنا متأكد من أن العلاقات التركية المصرية ستكون أفضل”.
رداً على توقيع تركيا لاتفاقية بحرية مع ليبيا في أواخر عام 2019، صادقت مصر على اتفاق إستراتيجي مع اليونان في أكتوبر، مما يسمح لكلا البلدين بالسعي إلى أقصى استفادة من الموارد الهيدروكربونية المتاحة في منطقة اقتصادية خالصة في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك احتياطيات النفط والغاز.
قال باغجي: “رقصة التانغو تتطلب اثنين، لكن مصر ليست مهتمة بذلك كثيرًا.. مصر تريد أن تظهر لشعبها أن تركيا أخطأت. تركيا مثل رجل يريد الرقص. لكن السيد أصاب السيدة بخيبة أمل، لذلك سوف يستغرق الأمر بعض الوقت للرقص مرة أخرى”، على حد تعبيره.
ولفت تقرير صوت أمريكا إلى أن تركيا تتطلع إلى اتفاق مماثل مع مصر لإضعاف علاقة القاهرة مع اليونان.
وبجانب مصر واليونان وفرنسا تأثرت علاقة تركيا بشدة في الفترة الأخيرة مع السعودية والإمارات، الأمر الذي انعكس سلبا على التبادل التجاري مع تلك الدول.