أنقرة (زمان التركية)- “لا حيلة لنا” هذا ما عبرت عن الحكومة التركية في مواجهة حملة المقاطعة السعودية التي اشتدت وتيرتها في الربع الأخير من العام الماضي.
وزير الخارجية التركي، مولود تشافوش أوغلو، رد على استجواب برلماني قدمه نائب حزب الشعب الجمهوري، محمود تانال، بهذا الخصوص بتصريحات تعكس عمق الأزمة وقلة حيلة الحكومة التركية وفشلها على مدار أشهر في إعادة صادراتها للسوق السعودي.
وقال تشافوش أوغلو إن الأولوية في هذا الصدد هي الحوار والدبلوماسية.
وأضاف الوزير التركي أنهم سيواصلون مبادراتهم الرامية لإلغاء الإجراءات التقييدية المفروضة بشكل غير رسمي على شركاتهم وسلعهم التصديرية في المملكة العربية السعودية.
وصرح تشافوش أوغلو أنه طرح القضية على جدول الأعمال في لقائه مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، على هامش الدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في نيامي في 27 نوفمبر 2020.
وشدد الوزير التركي على أنه لا جدال في ترك أي قضية تتعلق بمصالحهم الوطنية والمصالح الاقتصادية لشركاتهم والمواطنين. وبناء عليه سيستمر اتخاذ الخطوات اللازمة في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف.
السعودية تحظر دخول منتجات تركية إلى أسواقها
وفي سبتمبر الماضي تجاوزت التوترات القائمة بين تركيا ودول الخليج البعد السياسي لتضرب أيضا العلاقات الاقتصادية، حيث ذكرت صحيفة “جمهوريت” حينها أن الرياض حظرت دخول المنتجات التركية إلى أسواقها.
وكان حجم الصادرات التركية إلى السعودية يقدر بنحو 3.3 مليارات دولار سنويا، بينما يكاد يقترب من “صفر” حاليا.
وكانت تحتل السعودية المرتبة الـ13 ضمن أكثر الدول المستوردة من تركيا.
وتوترت العلاقات بين البلدين بفعل سياسة تركيا تجاه الخليج والعمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا وكذلك قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وخلال العامين الأخيرين بدأ تطبيق الحظر التجاري بشكل مستتر، فعلى سبيل المثال رفعت السعودية ضريبة القيمة المضافة على المنتجات التركية من 5 إلى 15 في المئة، وبدأت المنتجات التركية تحظى بمعاملة سيئة بالجمارك وأسفر إبقاء المنتجات كالخضروات والفاكهة داخل الجمارك لفترة من الوقت عن مشاكل فعلية.
وتعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الولايات الواقعة جنوب شرق تركيا مثل هاتاي وغازي عنتاب ودياربكر، هي الأكثر تضررا من توقف الصادرات.
ويؤكد الموردون أن المشكلة تتفاقم غير أن السلطات التركية لم تتخذ أية إجراءات لحلها.