أنقرة (زمان التركية)- برأ القضاء التركي التركي الفنانين موجدات جيزين ومتين أكبينار من تهمة إهانة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
القضية حوكم فيها على مدار عامين متين أكبينار ومجدات جيزين بتهمة “إهانة الرئيس”خلال البرنامج التلفزيوني “ساحة الشعب” في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018، عقب الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي، ودعيا فيه أردوغان للعودة إلى المسار الديمقراطي مجددًا.
المدعي العام طلب في جلسة سابقة بالحكم على الفنانين بالسجن 4 سنوات و 8 أشهر لكل منهما، لكن أمس الاثنين خلال جلسة الاستماع تم تبرئة الفنانين.
وعقب الحكم أدلى جازان بتصريحات قال فيها: “يبدو لي أن هذه أشياء لا ينبغي أن تحدث في بلدي أبدًا. في بلد تحكمه الديمقراطية. عندما يقول إنسان كلمة واحدة وهي (اعرف حدودك) يتم المطالبة بسجنه 5 سنوات. هذا غير واقعي، مثل هذا الشيء لا يجب أن يحدث”.
وأضاف: “منذ عصمت إينونو (رئيس وزراء تركيا الأسبق)، قمت بتقليد وجه كل سياسي. ونشر لهم رسوم كاريكاتيرية. لقد تم الاستهزاء بهم إلى أبعد الحدود. مثل هذا الشيء لم يحدث في تاريخ الجمهورية”.
وتابع “يجب على أولئك الذين يقودوننا أن يكونوا حذرين. أولئك الذين يتعاملون مع السياسة يجب أن يكون لديهم تسامح أكبر 4 مرات. هذه الفترة لا علاقة لها بالتسامح”.
وشارك المطرب التركي الشهير تاركان، تغريدة بخصوص الفنانين على حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها: “تمت تبرئة متين أكبينار ومجدات جزين، وهما فنانان مهمان للغاية في بلدنا”.
كان الفنان مجدات جيزين حل ضيفًا على الفنان متين أكبينار في برنامجه التليفزيوني، وأكدا خلاله على أهمية وضرورة العودة إلى الديمقراطية في وجه انقلابات محتملة وممارسات مؤدية إلى استقطاب مجتمعي، وقال جيزين: “إن الديمقراطية في تركيا هي الحل الوحيد لخلاصنا من الاستقطاب والاضطرابات والفوضى. فإذا تمكنا من الوصول إلى هذه النقطة فسنتمكن من الخروج من هذه الإشكالية دون شجارات وضوضاء. وإن لم نتمكن من الوصول إلى هذه النقطة، فإنه قد يأتي أحد ويعلق القائد والرئيس من قدميه، أو يتعرض للتسميم، أو يعيش النهاية الحزينة التي عاشها القادة الآخرون من قبل..” الأمر الذي أثار هلع أردوغان.
في حين قال مجدات جيزين في البرنامج نفسه: “لا يمكنك يا أردوغان أن تختبر وطنيتنا ومدى حبنا للوطن، اعرف حدودك”.
وجعلت تلك التصريحات الجريئة منهما هدفين لوسائل الإعلام والصحف الموالية لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.
واعتبر أردوغان هذه التصريحات تذكيرًا له من الفنانين بمصير رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس الذي أعدمه الانقلابيون في 1960 وقال: “إنهم يقولون إنهم سيجروني لحبل المشنقة. إنهم يقومون بذلك تحت غطاء أجندات أخرى تحت قناع الفن. نحن أناس آمنا بالشهادة. نحن أناس جاهزون لجعلهم يسددون مقابل ذلك بسهولة. سيدفعون ثمن ذلك أمام القضاء. إذا قلت إنك ستشنق رئيس جمهورية هذا البلد، فإنك ستدفع ثمن ذلك أمام القضاء”.
لو قطعوا لساني سأنتقد أردوغان بلغة الإشارة!
وردا على توجيه تهمة إهانة الرئيس له، قال جيزين إن أردوغان يرتكب نحو 200 جريمة يوميا، وأن الشخص المهين ليس هو بل أردوغان نفسه، مؤكدًا أن انتقاداته لم تتضمن أية إهانات أو سباب وأضاف: “لا توجد ديمقراطية في العالم غير منفتحة للانتقاد، لا يوجد عالم كهذا. حتى وإن قطعوا لساني سأتعلم لغة الإشارة وسأنتقد أردوغان مجددا”.
وأكد على ضرورة أن يتمتع المواطنين بشجاعة للتعبير عن آرائهم لرسم مستقبلهم، قائلًا: “قد يودي بي هذا الكلام إلى السجن بعد بلوغي من العمر 77 عامًا إلا أنني لا أحاف من بطش السلطة”.