بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – استكمالا للمقال السابق والذي فيه تم الحديث عن بعض مواقف الرئيس التركي أردوغان، والتي بينّا من خلالها كيف استطاع التفرد والتفوق في الحصول على المركز الأول من حيث قمع الحريات والتضييق على المواطنين في مختلف المجالات والتي من بينها مجال الصحافة والإعلام.
في الحقيقة أنه منذ عام 2016 وهو يقود حملات واسعة النطاق، امتدت لتشمل جميع أرجاء تركيا، تهدف إلى قمع الحريات والتضييق على المواطنين والتعامل مع الشك على أنه حقيقة، وعلى الاتهام بأنه إدانة وجريمة ثابتة، دون مراعاة ولو بالحد الأدنى من حقوق الإنسان.
وامتدت هذه الطرق القمعية لتنال الاشخاص والمؤسسات، وكان معيار الإدانة هنا ليس قواعد العدل والإنصاف، وليس سيادة القانون، وإنما (الهوي).
نعم عزيزي القارئ ما تقرأه صحيح، كان وما زال معيار الإدانة من عدمه هو مدى رضاء نظام أردوغان على هذا الشخص وتلك المؤسسة، وحتى لو كان هناك شك في الولاء للنظام التركي من عدمه فهنا يقع البطش بالشخص أو بالمؤسسة ويفسر الشك ضد صاحبه، والضرب بعرض الحائط بكل القيم الإنسانية وقيم العدالة والإنصاف.
وكان من بين الأشخاص الذين شملهم هذا الظلم البين والادعاءات الباطلة أفراد حركة الخدمة الوطنيين المخلصين لوطنهم وللحق، وبالنسبة للمؤسسات فامتدت يد الظلم والعدوان لتشمل حوالي (130) مؤسسة إعلامية، كان من بينها الجريدة الأولى حينذاك في تركيا وهي (جريدة زمان التركية).
وكانت أيضا جريدة “أوزجور جونديم”، وفي ذلك لم يكتفوا القامعون بالإغلاق فقط وإنما اتبعوا طريق الملاحقة القضائية لهذه المؤسسات ولأصحابها، وفي ذلك كان الحكم القضائي الذي صدر ضد الصحيفة الأخيرة، فلقد قضت المحكمة بالآتي: السجن ست سنوات وثلاثة أشهر بحق رئيس التحرير، أران كاسكين، ومدير الشؤون التحريرية، إنان كيزيل كايا، وصاحب الامتياز، كمال سانجيلي، بحجة الانتماء لتنظيم إرهابي، بينما قضت المحكمة بالسجن عامين وشهرا بحق مدير التحرير، زانا بيلير كايا، بحجة الترويج للتنظيم الإرهابي بدعوى علاقتهم مع حزب العمال الكردستاني.
وكانت من الصحفيات اللاتي سبق تبرئتهن في تلك الصحفية الروائية الكبيرة أصلي أردوغان، التي وصفت محاكمتها بأنها كانت هزلية، وفرت من تركيا إلى ألمانيا لتستقر هناك وتؤكد على عدم عودتها طالما ظل هذا النظام القمعي حاكما.
حقيقة هذا العدوان من السلطة نال الجميع اللهم إلا من رضي عنهم.
أردوغان، وفضلا عن الصحفيين والإعلامين فلقد امتد الظلم للشرفاء من رجال الشرطة، والجيش، والقضاة، والأطفال، والنساء …الخ.
وعند القراءة لهذه الجملة من مواقف القمع والوحشية والظلم بالمواطن التركي والضرر بوطن تركيا، الذي كاد يصرخ ويعلو صوته قائلا: أنا برئ مما يفعله هؤلاء باسمي سواء كانوا في الداخل أم في الخارج!!
ومع الوطن يقف المواطنون الوطنيون الواعون الأتراك حالمين بانتهاء فترة هذا الحاكم الظالم، وعودة تركيا إلى أهلها، وتصحيح الوضع في تركيا داخليا وخارجيا بما يليق والمواطن التركي، وبما يأمله لبلاده وشكل العلاقات مع دول الجوار.
وهنا يبقى السؤال إلى متى سيظل شكل هذا الحكم يعبر عن تركيا؟
وما الفرق بين تركيا أردوغان وتركيا الوطن والشعب؟
استأذن القارئ الفاضل أن نفكر سويا في ذلك و نلتقي سويا في المقال القادم، على أمل دائم ودعوات مستمرة بأن تعيش الأمة الإنسانية بكل حب وخير سالمة من تدابير ومكائد أهل الشر.