أنقرة (زمان التركية) – فرضت محكمة الصلح والجزاء رقابة قضائية متفاوتة على 53 شخصا، من بين 61 شخصا اعتقلوا لتنظيمهم وقفة في منطقة قاضي كوي بإسطنبول احتجاجا على تعيين مليح بولو رئيسا لجامعة البسفور بقرار من الرئيس التركي.
وأفادت السلطات التركية أن النيابة العامة أخلت سبيل 8 آخرين من أصل 61 متهمين بالمشاركة في الاحتجاجات الطلابية، وذلك بعد الحصول على أقوالهم.
وكان صباح يوم أمس قد شهد نقل 61 شخصا، من بينهم أوزجه علوان، شقيقة بركين علوان الذي لقي مصرعه خلال احتجاجات حديقة جيزي بارك في 2013، إلى قصر عدل الأناضول.
وعقب الحصول على أقوالهم، أحالتهم النيابة إلى محكمة الصلح والجزاء، مع المطالبة بفرض رقابة قضائية على 20 منهم، وحبس 33 منهم، في حين أنها أخلت النيابة سبيل 8 آخرين.
ومن جانبها، أصدرت محكمة الصلح والجزاء أحكامًا نهائية بحق خمس ملفات استجواب مختلفة، حيث رفضت جميع طلبات الحبس، وقضت باتخاذ إجراءات قضائية متفاوتة في صورة منع من السفر والحبس المنزلي.
وكانت النيابة طالبت بحبس أوزجه علوان من بين المعتقلين، غير أن المحكمة قضت بإخضاعها للحبس المنزلي فقط، مع إجبارها على التوجه مرة أسبوعيا إلى أقرب قسم والإمضاء فيه.
يذكر أن طلاب جامعة البوسفور والجامعات الأخرى اعتبروا إقدام الرئيس أردوغان على تعيين رؤساء حزبيين في رئاسة جامعاتهم ضمن مساعيه الرامية إلى إخضاع تلك الجامعات لسيطرته واستغلالها كأدوات دعاية لشرعنة إجراءاته.
ومن ثم تبين، وفق تقرير أعده الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله، أن أردوغان أسس في عام 2003 جمعية من أجل السيطرة على جامعة بوغاز إيجي (البسفور) واستخدام سمعتها الدولية في الترويج لمشروعه السياسي.
خلال فيديو نشره في صفحته الشخصية على موقع يوتيوب، أزاح أمر الله أوسلو الستار عن وثيقة تكشف أن أردوغان بدأ يستعد لأخذ جامعة بوغاز إيجي تحت سيطرته منذ عام 2003، حيث أمر بتأسيس جمعية تحمل اسم “بورا” (BURA)، أي “جمعية خريجي جامعة بوغاز إيجي”، وقد تولى افتتاحها بنفسه، ومن ثم ألقى كلمة في جمعيتها العمومية التي عقدت في عام 2018.
كان أردوغان زعم في كلمته المذكورة أن جامعة بوغاز إيجي فشلت في التحول إلى “ماركة عالمية مسجلة” بسبب عدم اعتمادها على ما سماه “المعايير الوطنية”، الأمر الذي دفع طلابها إلى إطلاق هاشتاق في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “جامعة بوغاز إيجي فخْرنا” للاحتجاج على تلك التصريحات.
وأشار أمر الله أوسلو إلى أن وثائق “ويكيليكس” المسربة تتضمن مراسلة إلكترونية جرت في 27 يوليو 2016، أي بعد 13 يوما من الانقلاب المزعوم، بين المدعو “إبراهيم أوزال” و”سرهاد ألبيراق”، شقيق برات ألبيراق، صهر أردوغان، المستقيل من منصب وزير المالي والخزانة.
إبراهيم أوزال أرسل عبر بريده الإلكتروني “قائمة” تتضمن أسماء خريجي جامعة بوغاز إيجي إلى سرهاد ألبيراق، مالك مجموعة “توركواز” التي تعمل تحت مظلتها جريدة “صباح” وقناتي “إيه تي في” (ATV) و”إيه خبر” (AHaber).
ويقول أوزال في مراسلته مع ألبيراق: “لقد أرفقت القائمة التي طلبتها مني. ولأن المشرفين على إعداد القائمة هم علماء وخبراء الحاسوب فإنها تتضمن أسماء أعضاء جماعة فتح الله كولن المحترفين في مجال الحاسوب والذين يجب فصلهم عن وظائفهم بالجامعة”.
وفي مراسلة أخرى بعد يوم من الأولى كتب أوزال إلى ألبيراق: “قائمة الأسماء الواجب فصلها، التي أرسلتها إليك أمس، لم تتضمن خمسة ضباط، وقد أدرجنا هذه الأسماء إلى القائمة الجديدة، مع أسماء أخرى تتضمن ضابطين آخرين، أحدهما ذكي جدا وصاحب نفوذ كبير”.
وأكد الكاتب أن أردوغان أسس هذه الجمعية لتكون “عينه” في جامعة بوغاز إيجي، وتقوم بتصنيف طلابها والمتخرجين فيها، لكي يقوم بفصل كل مَنْ ليس من شيعته وفريقه عند أول فرصة، مؤكدًا أنه بدأ ينفذ عملية فصل الأسماء الواردة في هذه القائمة بعد انقلاب 2016 الذي دبره مع حلفائه المتواطئين معه.