بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – عندما يدور الحديث حول ما إذا كانت هناك قوة مخفية تدير العالم أم لا، وما إذا كانت هناك جهة مسؤولة عن الكوارث التي تحل على الإنسانية من وقت لآخر أول التنظيمات التي يرد ذكرها هنا وتتهم هي حركة الماسونية أو كما تسمى حركة “البناؤون الأحرار”، ذلك التنظيم الأكثر تعقيدا في العالم.
وهنا ترد الأسئلة الكثيرة حول ماذا كانت هذه الحركة وأعضاؤها مجرد جمعية خيرية تحمل هدفا ساميا ونبيلا لمساعدة الآخرين والدعوة للمفاهيم والقيم النبيلة؟ أم أنها حركة يهودية هدفها شيطاني شرير، لا تعترف بأي قيم أو أخلاق وهدفها الوحيد هو السيطرة وقيادة العالم بالشكل الذي تراه؟ وفي حالة ما إذا كان الصحيح هو الأمر الثاني وأن هذه الحركة مدمرة للإنسانية يثار التساؤل حول ما الذي فعله الآخرون للتصدي لهذه القوة ومواجهة خطرها ولحماية العالم من شرورها؟
وفي إطار نفس التساؤل الأول وهو ما إذا كانت هناك قوة مخفية تدير العالم أم لا؟ ترد وبقوة فكرة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد.
ولقد تحدث عن هذا المفهوم الكثيرون، منهم الرئيس الأمريكي بوش الأب، وتحديدا في عام 9/11/1991 أثناء إلقاء خطاب له حينذاك.
ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير استخدم هذا المصطلح أيضا في عام 4/3/2003
والرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث عنه أيضا في خطاب له عام 2010.
وكان ممن تحدث من العرب في ذلك الأمر بشيء من التوضيح الدكتورة مايا صبحي، الخبيرة في حركة الماسونية، فقالت في لقاء لها عام 2010: “إن جزءاً من مخطط العالم الجديد أن يصل تعداد سكان العالم إلى مليار نسمة، ويتم التخلص من الأعداد الزائدة عن طريق حروب الإبادة … الخ.. وهذا المخطط مكتوب ومثبت في الكثير من ذلك: ما يسمى بأحجار جورجيا ، ولجنة الخطر الداهم”. وتكمل الدكتورة الحديث قائلة بأن هناك مخططًا لكيفية معيشة وعمل هؤلاء المليار، وهو أنهم سيكونون مقسمين لطبقتين الأولى هي طبقة الأسياد والثانية هي طبقة العبيد. وتضيف الدكتورة مايا أن من بين الأفكار لديهم لتحقيق هذا الهدف هو القضاء على فكرة أن للكون إلهًا، وترسيخ فكرة أن الكائنات الفضائية هي التي أوجدت الإنسان والطبيعة. وهناك الحديث من قبل الكثيرين عما يسمى بالغزو الفضائي القادم”.
وفي إطار التساؤل حول ماذا كان الغرب يسعى للتخلص من فقراء أو نفايات العالم؟ وتحت عنوان حلم عالم جديد وهي محاضرة لدولة رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عصام شرف، في ضوء تقرير يسمى بتقرير لوجانو… مؤامرة الغرب الكبرى ورد ما هو الآتي نصًّا: “في سرية تامة كلف قادة العالم الغربي أواخر عام 1995 مجموعة سرية من أكبر خبراء الغرب تخصصا، كل في مجاله بالاجتماع الذي استغرق عاما كاملا في مدينة لوجانو في جنوب سويسرا لدراسة الخطر الداهم الذي يحيق بالحضارة الغربية ويهددها بالفناء، ولذلك كان تكليف قادة العالم الغربي سرا إلى مجموعة الخبراء بهدف الدراسة الشاملة للوضع.
وقد قامت عضوة لجنة الخبراء السيدة سوزان چورچ بكتابة التقرير كله سرا أول الأمر، ثم قررت نشره بعنوان “تقرير لوجانو: نحو الحفاظ على الرأسمالية في القرن الحادي والعشرين”.
وقد قام الأستاذ محمد مستجير مصطفى بترجمة هذا التقرير بعنوان «تقرير لوجانو – مؤامرة الغرب الكبرى» وبتقديم من الأستاذ الكبير المرحوم صلاح الدين حافظ، وصدر بالعربية عن دار سطور، وهو كتاب بالغ الأهمية بل هو خطير لا يكتفي بأن يمتعك ولكنه يصدمك بقسوة ما يحمله من أفكار وآراء فظة، تكتسي ثوبَ العلمية والموضوعية الغربية.
وفيما يلى بعض المقتطفات من هذا التقرير.
لقد اعتبر كثير من المحللين الغربيين أنه واحد من أخطر الكتب التي ظهرت في الغرب عن العولمة وفلسفتها وأساليب الليبرالية الشرسة والرأسمالية المتوحشة، التي يعتقد هؤلاء أنها تتعرض لانتكاسات تعرض مستقبلها للخطر، ولذلك يجب سرعة إنقاذها!
وينطلق التقرير من فكرة رئيسية تقول إن النظام الرأسمالي الغربي هو أنجح ما أنتجه العقل البشري على مدى التاريخ؛ لأنه القادر من دون سواه، على تحقيق الرخاء والتقدم، وبأن نظام السوق الحرة، بكل ما يحمله من ضغوط وأعباء على الطبقات الأفقر والأقل دربة وكفاءة، هو الذي يجب أن يسود، بدلا من نظريات العقد الاجتماعي والعدالة الاجتماعية البالية!
وانطلاقا من هذه الحقيقة البشعة، يمضي بنا تقرير لوجانو إلى ما هو أكثر بشاعة، مما ينتظر شعوبنا المسكينة المقهورة في ظل هذه العولمة والليبرالية الشرسة، بكل ما تمارسه من أساليب امتصاص دماء الفقراء لكي يثري الأغنياء الأقوياء، وصولا لاكتشاف الفاجعة التي يفترض أن تقع لكي تنجح العولمة، وتتخلص في صورة ليس فقط في إيقاف تزايد سكان العالم عند رقم ستة مليارات (عدد سكان العالم في ذلك الوقت) (ولكن ضرورة تخفيض هذا الرقم إلى أربعة مليارات فحسب)، وذلك باستخدام أفظع الأساليب الوحشية، من فرض التعقيم الإجباري وإطلاق حرية الإجهاض، إلى إشعال الحروب والصراعات، ونشر الأوبئة والأمراض الفتاكة، لكي تلتهم الزيادة السكانية.
يظل هدف إيقاف زيادة السكان في العالم والاكتفاء (بأربعة مليارات) بدلا من ثمانية في العام 2030 هو الهدف الاستراتيجي لليبرالية الشرسة، حتى تتمكن الحضارة التي لا تمثل سوى أقل من 15 في المئة من سكان العالم (نسبة سكان الغرب من سكان العالم في هذا الوقت)، من التمتع بازدهار العولمة ونتائجها المقبلة، ومن ثم يجب التخلص من زيادة النفاية البشرية بأسرع ما يمكن وبأكثر الطرق وحشية.
دامت الأمة الإنسانية بكل حب وخير