أنقرة (زمان التركية) – استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحداث التي تشهدها جامعة بوغازجي -البوسفور- منذ شهر من أجل توظيفها في الهجوم على المعارضة، وقال الرئيس التركي إن أحزاب المعارضة هي من تقف وراء الاحتجاجات وليس طلاب الجامعة.
أردوغان قال أنه لا يمكن وصف الأحداث في جامعة البوسفور بأنها حدث طلابي، فهذا الأمر لا يتعلق بالطلاب، بل هو مسألة سياسية، على حد تعبيره.
وتابع الرئيس التركي: “الدليل الواضح على ذلك أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعيش في الجبال ويتغذى منها، دعا أمس إلى تنظيم احتجاجات في منطقة قاضي كوي بإسطنبول”.
وأضاف أردوغان أن رئيس حزب المعارضة الرئيسي “الشعب الجمهوري” كمال كيليجدار أوغلو له دور واضح أيضا في هذا العمل، مشيرًا إلى أن الأكاديميين الذين يعملون في الجامعة يشاركون أيضًا في هذه الأحداث ذات البعد السياسي.
كما شدد أردوغان على أن منفذي أحداث جامعة البوسفور لن ينجحوا في توصيلها إلى النقطة التي وصلت إليها أحداث جيزي من قبل في عام 2013.
تصريحات أردوغان هذه أثارت جدلا واسعا في تركيا حول ما إذا كان أردوغان يسعى إلى توظيف الاجتجاجات الطلابية في خلق خندق إسلامي وآخر علماني من أجل تسليط الإسلاميين على العلمانيين لرص صفوف أنصاره ومنع مغادرتهم من حزبه إلى الأحزاب اليمينية الأخرى.
يذكر أنه على مدار شهر، يحتج طلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة البوسفور على تعيين رئيس جديد لها من خارج الجامعة.
قالت وكالت “دويتش فيله” الإخبارية الألمانية إن تعامل الشرطة التركية العنيف مع الاحتجاجات الطلابية في “بوغاز إيتشي” باتت تثير قلق المجتمع الدولي.
من جانبهم قال طلاب البسفور لأردوغان لست السلطان ولسنا رعاياك، في رفض منهم لقرارات أردوغان. وجاء في بيان صادر عن طلاب جامعة بوغازجي”لا تخلطوا بيننا وبين من يطيعكم دون قيد أو شرط. أنت لست السلطان ولسنا من رعاياك .. هل من حقنا دستوريا دعوة رئيس -الجامعة- للاستقالة؟ نعم! لكن متى حدث ذلك الأمر؟ من الشجاعة استخدام حقنا الدستوري؟.
الاحتجاجات قابلها نظام أردوغان بحملة قمع كبيرة، حيث تم اعتقال عشرات الطلاب من جامعة البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.
وكشف استطلاع رأي أجرته شركة “متروبول” للأبحاث، عن عدم تأييد المنتمين لحزبي “العدالة والتنمية والحركة القومية” لقرار أردوغان، بتعيين مليح بولو في رئاسة جامعة البوسفور. وأوضح استطلاع الرأي أن 50.6% من المنتمين لحزب العدالة والتنمية يجدون أن قرار أردوغان بتعيين بولو في رئاسة الجامعة خاطيء.